حطم عدد من الأهالي بمحافظة الأقصر بجنوب
مصر تمثالا لرئيس الانقلاب عبدالفتاح
السيسي، الأحد، اعتراضا على عدم الترخيص لهم بمقاهٍ أقاموها، وتزاول نشاطها، فأرسلت إليهم السلطات "لوادر" قامت بهدمها، معتبرة إياها غير مرخصة.
ومن جهتهم، طلب الأهالي هدم
التمثال باعتبار أنه غير مرخص به أيضا، لكن السلطات أصرت على بقاء التمثال، فما كان من الأهالي إلا أن قاموا بتحطيمه تماما، وتسويته بالأرض.
وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي تلك الواقعة، واعتبروها بداية الطريق لإطلاق الشرارة لإحياء الذكرى السادسة لثورة 25 يناير/ كانون الثاني المقبل عام 2017، بمظاهرات أكدوا أنها ستكون صاخبة ضد نظام حكم السيسي، متوعدين كل أثر له في الشوارع والميادين.
ومن جانبها، قدمت السلطات المحلية روايتها لما حدث، التي كذبها الأهالي والناشطون، وذلك على لسان رئيس مجلس مدينة إسنا بالأقصر، محمد سيد، الذي قال إن الواقعة ترجع لقيام شرطة المرافق، بالتنسيق مع مديرية الري، بمركز إسنا بجنوب الأقصر، بهدم مقهى بناه المواطن سعد فاروق جاد، على مجرى مائي تمتكله إدارة الري في قرية "القرية" التابعة للمركز.
وأضاف رئيس مجلس مدينة إسنا، أن المقهى تسبب في منع وصول المياه إلى المزارعين، وأن صاحب المقهى ورفاقه حطموا التمثال اعتراضا منهم على هدم شرطة المرافق للمقهى، نافيا أن يكون التمثال للسيسي، دون أن يقول هو لمن إذن؟
لكن الأهالي قدموا رواية مختلفة عن تلك الرواية الرسمية، إذ شكوا من تعنت الإدارة المحلية معهم في منحهم التراخيص اللازمة للمقاهي التي أقاموها، على الرغم من أن معظم أصحاب المقاهي بمصر، هم من أنصار الحزب الوطني المنحل، والمتعاونين مع أجهزة الأمن.
وأضافوا أنهم فوجئوا بحملة من مجلس المدينة على المقاهي التي تم إنشاؤها بجانب موقف قرية "القرى"، ظهر الأحد، وعندها طلب الأهالي وأصحاب المقاهي من سائق "اللودر" إزالة تمثال السيسي، الذي أقيم وسط تلك المقاهي، مستندين إلى أنه يقع ضمن تلك المخالفات التي تدعيها السلطات، والتي ينبغي عليها إزالتها.
وأضافوا أن السائق رفض هدم التمثال، وأصرَّ على الإبقاء عليه، بينما أزال المقاهي التي كان أصحابها "يسترزقون" منها، مما أصابهم بالغضب الشديد، ودفعهم إلى تحطيم التمثال، آخذين بجزء من حقهم بعد أن تم قطع "لقمة عيشهم"، وفق تعبيرهم.
وأضاف الأهالي، وهم غاضبون: "نجيب منين، يعني نسرق... كله بييجي على الغلبان"، بحسب موقع "ولاد البلد"، الذي انفرد بنقل الواقعة بإسنا بجنوب الأقصر.
ولم يكتف الأهالي بذلك، بل احتج سيد فاروق، صاحب أحد المقاهي، بغلق فمه بقفل، ثم ألقى بالمفتاح الخاص به في ترعة الرمادي بمركز إسنا، وذلك اعتراضا على قيام سلطات مجلس المدينة، متمثلة في مديرية الري، بهدم المقهى الخاص به.
وفي تصريحات صحفية، قال فاروق إنه يعول أسرة مكونة من 11 شخصا، وإن مصدر رزقه الوحيد هو المقهى، متسائلا: "كيف يمكنني العيش، وفي رقبتي 11 فردا من عائلتي، ومصدر أكل العيش راح؟".
وقال إنه شارك في إنشاء تمثال السيسي عقب 3 تموز/ يوليو 2013، وأنه عند قدوم حملة الإزالة رفضت إزالة التمثال مكتفية بإزالة المقهى، ما دفعه مع عدد من الأهالي لإزالة التمثال، وتحطيمه.
ومن جهتهم رحب عدد كبير من النشطاء بمواقع التواصل الاجتماعي، بما فعله أصحاب المقهى والأهالي، وتداولوا صور الواقعة التي نشرتها صفحة "البوست السياسي"، مؤكدين أن إزالة تمثال السيسي هو إشعال لشرارة الدعوات المطالبة بالاستعداد للخروج في مظاهرات حاشدة ضد السيسي ونظامه في الذكرى السادسة لثورة 25 يناير، التي تحل بعد قرابة شهر من الآن.
وقال "نوفل 25"، عبر موقع "تويتر": "قيام الأهالي بمنطقة إسنا بمحافظة الأقصر بتحطيم تمثال السيسي الموجود بشارع الحرية... عاش يا رجالة #نازلين_25يناير_علشان رجالة".
وغردت جاسمين فوزي قائلة: "أهالي الأقصر حطموا تمثالا للسيسي، تسلم الأيادي يا رجالة
الصعيد.. #نازلين 25يناير_علشان..نحطم أصنام العبيد والبهاليل".
وقال الناشط وليد بشارة: "فالحين أوي في تنفيذ القانون لكن السواق شال القهاوي ومارضاش يشيل تمثال العرص ليه رغم أنه ضمن المخالفات؟".
وعلق أستاذ العلوم السياسية، سيف الدين عبد الفتاح، بالقول: "عاجل.. أهالي الأقصر يحطمون تمثال السيسي.. تحية للصعايدة... ليك يوم يا ظالم".
وكان مستشفى إسنا المركزي استقبل صاحب المقهى الذي أغلق فمه بالقفل احتجاجا على هدم مقهاه.
وتم بناء تمثال السيسي بمحافظة الأقصر في تشرين الثاني/ نوفمبر 2013، من قبل مجموعة من النحاتين، وفق تقارير إعلامية، لكن الأهالي حطموا التمثال تماما، فظهر مقطوع الرأس، ممزق اليدين والقدمين.