حذر جون
برينان، مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي إيه)، الحكومة الأمريكية من الرد بالمثل على هجمات إلكترونية روسية؛ تعرضت لها الولايات المتحدة أثناء انتخابات الرئاسة الأمريكية.
وأبلغ برينان محطة الإذاعة الوطنية العامة في مقابلة أذيعت، الجمعة: "لا أعتقد أن من الصواب أن نلجأ لبعض الأساليب والتقنيات التي يستخدمها أعداؤنا ضدنا. أعتقد أننا نحتاج لأن نتذكر ما نقاتل من أجله".
وأضاف قائلا: "نحن نقاتل من أجل بلدنا، ومن أجل ديمقراطيتنا، ومن أجل طريقتنا في الحياة. وأعتقد أن التورط في أعمال غش يستخدمها بعض معارضينا وخصومنا هو تصرف لا يليق بعظمة هذا البلد".
واتهم مسؤولون أمريكيون الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالإشراف على قرصنة إلكترونية عبر الإنترنت نفذتها وكالات المخابرات الروسية أثناء الحملة الانتخابية للرئاسة الأمريكية في إطار مساع لمساعدة الجمهوري دونالد
ترامب.
ونفى مسؤولون روس اتهامات بالتدخل في الانتخابات التي جرت في الثامن من تشرين الثاني/ نوفمبر والتي فاز فيها ترامب.
وأشار الرئيس الأمريكي باراك أوباما بقوة الأسبوع الماضي إلى أن بوتين شخصيا هو الذي أجاز تنفيذ عمليات القرصنة الإلكترونية خلال الانتخابات، كما ترك أيضا الباب مفتوحا لرد انتقامي سيكون على الأرجح في ظل إدارة ترامب، وطلب أوباما من وكالات المخابرات الأمريكية تقديم تحليل للتدخل الروسي في الانتخابات قبل أن يتولى ترامب السلطة في العشرين من كانون الثاني/ يناير.
ودعا أعضاء جمهوريون وديمقراطيون في مجلس الشيوخ الأمريكي إلى تشكيل لجنة خاصة من الحزبين للتحقيق في هجمات عبر الإنترنت ضد الولايات المتحدة من دول أجنبية مع التركيز على جهود
روسيا المزعومة للتأثير على الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وتوقع برينان أيضا أنه على الرغم من سقوط شرق حلب في أيدي القوات الموالية لرئيس النظام السوري بشار الأسد فإن ذلك لن يضع حدا للعنف في سوريا.
وقال: "سقوط حلب بالنسبة لي ليس علامة على أنه ستكون هناك نهاية لهذا الصراع لأنني مقتنع بأن الكثير من أولئك المعارضين الذين يحاولون استعادة بلدهم من أجل عائلاتهم وجيرانهم وأطفالهم سيواصلون القتال".
اتفاق إيران
واعتبر برينان، أن العودة عن الاتفاق النووي بين
إيران والدول العظمى كما وعد دونالد ترامب خلال السباق إلى البيت الأبيض سيكون "كارثيا".
ومثل العديد من الجمهوريين يعبر ترامب عن موقف معاد لإيران ووعد خلال حملته بـ"تمزيق" هذا الاتفاق الرامي إلى منع الجمهورية الاسلامية من امتلاك القنبلة الذرية.
وقال برينان في حديث لهيئة الاذاعة البريطانية: "ستكون كارثة فعلا".
وأضاف: "أولا مجرد تمزيق إدارة لاتفاق يعتبر سابقة إدارية لا مثيل لها، ثم قد يفضي ذلك إلى تطوير برنامج تسلح في إيران سيدفع دولا أخرى في المنطقة إلى تطوير برامجها الخاصة"، محذرا من خطر "النزاع العسكري".
وأوضح: "بالتالي أعتقد أنه سيكون ضربا من الجنون إذا أقدمت الإدارة الجديدة على تمزيق الاتفاق".
ولم يدل ترامب بتصريحات في هذا الخصوص منذ انتخابه لكنه عين مايك بومبيو لخلافة برينان وهو برلماني معاد لإيران من الصقور، وكان بومبيو غرد عشية تعيينه أنه "ينوي العودة عن هذا الاتفاق الكارثي المبرم مع أكبر دولة داعمة للإرهاب".
كما أوصى برينان الرئيس المقبل بـ"توخي الحذر" من الوعود الروسية في حين قال ترامب إنه يأمل في إقامة "علاقات جيدة جدا" مع فلاديمير بوتين.