نشر موقع "خبر ترك" حوارا؛ مع الجهات الأمنية التي تعاملت مع قاتل السفير الروسي في أنقرة أندريه كارلوف، بعد إطلاقه النار على السفير الاثنين، استعرضت فيه الأسباب التي تقف وراء عدم القبض على منفذ العملية حيا بدلا من قتله.
وقال الموقع في تقريره الذي ترجمته "
عربي21"، إن كل مهتم بالسياسة تساءل حول إمكانية القبض على منفذ العملية مولود ألتنطاش حيا، وحينما طرح السؤال على أحد العناصر الأمنية الذين كانوا متواجدين في المكان، أجاب قائلا: "تلك الحادثة التي قام بها القاتل، لها رد فعل واحد ومعروف من قبل الأمن في العالم، وأعتقد أننا أمهلناه وقتا كافيا لتسليم نفسه".
ونقل الموقع على لسان هذا العنصر وصفه اللحظات التي حاولوا فيها إلقاء القبض على ألتنطاش، وطالبوه بالاستسلام، لكنه استمر بإطلاق النار بعد إصابة السفير، فيما لجأ الأمن إلى استدعاء جميع عناصر شرطة المرور الموجودين في المنطقة، وفي نفس الوقت تم إحضار عناصر إضافية لحماية السفراء المتواجدين في نفس المكان.
وفي محاولة لإقناع القاتل بتسليم نفسه، تمت مخاطبته عدة مرات وطُلب منه، تسليم نفسه، إلا أنه أجاب قائلا: "لقد جئت هنا للموت"، واستمر في إطلاق النار، وفق ما نقله الموقع.
وأشار الموقع، وفقا لشهادات عناصر الشرطة، إلى أنه تم إطلاق النار على ألتنطاش وإصابته في ساقه أولا، ولكنه لم يتوقف عن توجيه مسدسه حتى بعد سقوطه على الأرض، حيث قام بوضع يده في جيب سترته وظننا أنه سيقوم بتفجير نفسه بواسطة قنبلة حية، وبالتالي، تم إطلاق الرصاص عليه بطريقة عشوائية لقتله، وفق قول ذلك العنصر.
وفي هذا السياق، قال عنصر آخر: "لم نكن نعرف أنه أحد أفراد الشرطة إلا بعد قتله والوصول إلى هويته. لقد كان موقفا صعبا عند رؤيته يضع يده في جيب سترته.. توقعنا أنه سيقوم بتفجير قنبلة وضعها مسبقا في المبنى، أو أنه يرتدي حزاما ناسفا ويريد تفجير نفسه. وقد كان حينها العديد من المدنيين في المبنى، وكنا نعتقد أن السفير ما يزال حيا".
وأضاف الموقع أن أحد المسؤولين الأمنيين أفاد بأنهم طالبوا القاتل بتسليم نفسه مدة 15 دقيقة قبل قتله، وبعد الحادثة تم العثور على مجموعة من الرصاصات ومسدس في جيوب القاتل. كما تم البحث في علاقات ألتنطاش وإلقاء القبض على محام هو رفيقه في السكن في مدينة أنقرة، ومداهمة الغرفة التي بات فيها في فندق مجاور، عثر فيها على كمية من الرصاص.
وأفاد الموقع أنه وفقا لأحد عناصر الشرطة، فإنه إلى الآن لم يتم تحديد ما إذا كانت العملية عملا فرديا أم تابعا لتنظيم سياسي معين، لكن هناك معلومات حول أفراد عائلته والمدارس التي درس بها، وجميعها تابعة لحركة فتح الله غولن.
وبيّن الموقع أنه يجري البحث عن جميع معارف وأصدقاء منفذ
الاغتيال، والأرقام التي قام بالاتصال بها في الفترة الأخيرة. لكن عدة أسئلة ستظل تدور في الأذهان على غرار: هل كان الاغتيال عملا فرديا؟ من هو المسؤول عنه؟ وما هي الرسالة التي يريد أن يوصلها إلينا؟