غادر وزير الخارجية
القطري، محمد بن عبد الرحمن، مساء الاثنين، العاصمة
المصرية، بعد حضوره الاجتماع الوزاري للجامعة العربية، متوجها إلي إثيوبيا، وفق مصدر أمني بمطار القاهرة.
وأوضح المصدر الأمني ذاته الذي تحدث للأناضول، مفضلا عدم ذكر اسمه، كونه غير مخول له الحديث لوسائل الإعلام، أن وزير الخارجية القطري توجه إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا على متن طائرة خاصة، دون مزيد من التفاصيل.
ووصل وزير خارجية قطر القاهرة، الأحد، لحضور اجتماع وزراء الخارجية العرب بشأن أحداث مدينة حلب السورية، الذي انتهى مساء الاثنين، قبل سفر الدبلوماسي القطري.
وكان مصدر إثيوبي مطلع قال، في وقت سابق للأناضول، إن وزير الخارجية القطري سيصل إلى العاصمة أديس أبابا، مساء الاثنين، في أول زيارة له إلى إثيوبيا منذ تعيينه في منصبه في 27 كانون الثاني/ يناير الماضي.
وقال المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن هويته؛ كونه غير مخول له التصريح لوسائل الإعلام، إن بن عبد الرحمن سيلتقي خلال الزيارة، التي لم يعرف مدتها، الرئيس ملاتو تشومي، ورئيس الوزراء هيلي ماريام ديسالين، ووزير الخارجية ورقني جبيوه.
واتفقت إثيوبيا وقطر على استئناف علاقاتهما الدبلوماسية الكاملة بعد مرور أكثر من أربع سنوات من إقدام حكومة أديس أبابا على قطع علاقاتها مع الدوحة، بدعوى أن الأخيرة "تنتهج سياسة معادية" لها، وهو ما اعتبرته الدوحة في حينها "مزاعم وادعاءات ليس لها أساس من الصحة".
وكان قطع العلاقات على خلفية احتفاظ قطر بعلاقات جيده مع إريتريا، التي تتهمها الحكومة الإثيوبية بدعم الجماعات المسلحة المناهضة لها.
ولاحقا، وعلى طريق إعادة تطبيع العلاقات بين البلدين، زار أديس أبابا، في تشرين الثاني/ نوفمبر 2012، وزير خارجية قطر الأسبق، حمد بن جاسم.
وبصفة عامة، تشهد العلاقات بين إثيوبيا ودول الخليج نوعا من الازدهار خلال الفترة الأخيرة، حيث شهدت زيارتين سابقتين من جانب المملكة العربية السعودية.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، زار إثيوبيا كل من وزير الزراعة السعودي، عبد الرحمن بن عبدالمحسن الفضلي، ومستشار العاهل السعودي بالديوان الملكي، أحمد الخطيب، في زيارتين منفصلتين بحثتا تعزيز أوجه التعاون بين البلدين في مجالات الطاقة والطرق والكهرباء والزراعة والسياحة.
ولاقت الزيارتان انتقادات حادة في وسائل الإعلام المصرية، خاصة أنهما تضمنتا زيارة أجراها الفضلي إلى
سد النهضة؛ حيث اعتبرت بعض الصحف أنهما يأتيان في إطار "المكايدة السياسية"، ردا على الموقف المصري من الملف السوري، الذي يتعارض مع الموقف السعودي.
وتتخوف القاهرة من تأثير سد النهضة على حصتها السنوية من مياه النيل (55.5 مليار متر مكعب)، بينما يؤكد الجانب الإثيوبي أن السد سيمثل نفعا له، خاصة في مجال توليد الطاقة، وأنه لن يمثل ضررا على السودان ومصر.