أعلنت حركة مواطنون ضد الغلاء عن بدء حملة ساخرة تحت عنوان "بلاها محشي" احتجاجا على قرار الحكومة
المصرية باستبدال صرف سلعة الأرز في البطاقات التموينية للمواطنين بـ"
المكرونة"، (و"
المحشي" هو أحد الأكلات الشهيرة والمفضلة لدى غالبية الشعب المصري).
وقال محمود العسقلاني رئيس الحركة في بيان له، إن لجوء الحكومة إلى هذا التصرف ناتج عن عجز وسوء في الإدارة، مؤكدا أن الحكومة تمارس "التبكيت والتأنيب" للغلابة في الدعم السلعي وتوفر ما تخصمه من الغلابة لتعطيه للأغنياء في صورة دعم في الطاقة والخدمات اللوجستيه التي تذهب للأغنياء.
وقال المتحدث باسم نقابة بقالي التموين، ماجد نادي: "مش كل الناس بتاكل مكرونة والمواطن مش هيرضى بالقرار ده"، لافتا إلى أن احتياجات المواطنين من السلع التموينية حاليا تتركز في الأرز والسكر والزيت.
حملة "بلاها محشي"، سبقتها تصريحات لوزير التموين والتجارة الداخلية في مصر، اللواء محمد على مصيلحي، وصفها مواطنون بالاستفزازية، قال فيها متحدثا عن أزمة
نقص الأرز في الدولة إنه ليس من الضرورة على الشعب طهي "المحشي" في الفترة الحالية.
وجاءت تصريحات الوزير العسكري، خلال مؤتمر صحفي، إذ سأله الصحفيون عن خلفيات استبدال الأرز بالمكرونة، ليرد قائلا: "بلاش محشي دلوقتي".
وعلق المواطن المصري، أمين ماجد، عبر صفحته الشخصية على "فيسبوك" قائلا: "هذه هي حلول المسؤولين.. أبو بلاش كثر منه"، مشيرا إلى أن الدول المتقدمة عندما تصاب بكوارث طبيعيه مثل الزلازل والبراكين والأعاصير والسيول تتشكل من الحكومة مجموعة تخفيف الكوارث، أما في بلادنا التي حماها الله من الكوارث، فالأزمات فيها تكون بسبب المسؤولين.
وأضاف أن تصريحات الوزراء تسجل تاريخيا، وتأتي أجيال في المستقبل إما تحترمهم أو تسخر منهم.
ومن ناحيته أكد مستشار
وزير التموين السابق، عبد التواب بركات، أن الحكومة المصرية بعد أن فشلت في شراء الأرز من المزارعين، لجأت لاستبدال الأرز بالمكرونة.
وقال في تصريحات خاصة لـ "
عربي21" إن استبدال الأرز بالمكرونة فكرة فاشلة من وجهتين، الأولى أن المكرونة يتم صناعتها من القمح وبالتالي فهي تدعم مافيا استيراد القمح الروسي والفرنسي، وتحمل ميزانية الدولة أعباء إضافية خاصة في ظل نقص الدولار وتضاعف كمية الاستيراد والتي ارتفعت من 7 ملايين طن في عهد الرئيس محمد مرسي، إلى 11 مليون طن في عهد رئيس الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي.
وتابع بركات: "أما الوجهة الثانية التي تعبر عن الفكر الفاشل للمنظمة التي تديرها العقلية العسكرية، فهو التأثير السلبي المباشر على مزارع الأرز المصري، خاصة أن محصول الأرز يزرعه صغار المزارعين، وبالتالي سيشكل ضررا على المزارع المصري البسيط في مقابل دعم المزارع الروسي مرة أخرى باستيراد القمح منه".
وأضاف بركات أن الآلاف من مزارعي الأرز في مصر، بعد أن شعروا أن الدولة تتلاعب بهم وتلتهم حقوقهم لصالح كبار التجار امتنعوا عن توريد محصولهم للحكومة، كما جرت العادة في كل عام، بعدما أدركوا أنها تشتري منهم هذه السلعة الاستراتيجية بأسعار تقل كثيرا عن تلك المتداولة عالميا، مما أدى إلى نقص المخزون الاستراتيجي للدولة من الأرز، وارتفاع أسعاره محليا.
وأشار إلى أن الحكومة حددت سعر شراء الطن من المزارع بـ 2500 جنيها للطن، في حين وصل سعره حاليا في السوق التجارية إلى 4000 جنيها للطن، موضحا أن حكومة السيسي تخلت عن برنامج السلع التموينية، الذي أقرته حكومة، هشام قنديل، في النصف الأول من العام 2013، والذي كان يدعم الأرز عبر شرائه من المزارعين بأسعار تزيد عن أسعار التجار بنحو 400 جنيه للطن، دعما للمزارع، ودعما للمواطن بإعادة طرحه في المجمعات الاستهلاكية بسعر جنيه ونصف الجنيه للكيلو.