أكد الأمين العام للأمم المتحدة،
بان كي مون، تلقيه تقارير موثقة بشأن إعدام أطفال ونساء شرقي
حلب قائلا: " لقد فشلنا جميعا وخذلنا الشعب السوري ولم يمارس
مجلس الأمن المسؤولية الملقاة على عاتقه فيما يخص صون السلم والأمن الدوليين، ولن يبرأنا التاريخ من ذلك".
وتابع كي مون خلال كلمته فى جلسة طارئة لمجلس الأمن حول الأوضاع في حلب مساء اليوم الثلاثاء: " محادثات الأطراف بشأن إجلاء المدنيين من شرقي حلب جارية برعاية تركية روسية وندعم هذه الجهود(كلمة بجلسة طارئة لمجلس الأمن"، داعيا إيران وسوريا السماح بخروج المدنيين من شرقي حلب بشكل آمن.
وأشار إلى أن شرق حلب قد يتدمر كليا بنهاية هذا العام إذا لم يتحرك العالم، مؤكدا أن داعش استغل التركيز على حلب للهجوم على مدينة تدمر.
وأكد سفير
فرنسا لدى الأمم المتحدة فرنسوا ديلاتر، أن الأوضاع في حلب لا تزال مأساوية، مشيرا إلى تقارير أفادت بإعدام كثير من المدنيين والاستمرار في أعمال القصف والتدمير، وإحراق المدنيين الأحياء، حيث تملأ الجثث شوارع تلك المنطقة في شرق حلب.
واعتبر ديلاتر أن "هذه الطرق البربرية لنظام الأسد وهذا القصف والتقتيل الذي لحق بالمدنيين في
سوريا أمر غير مقبول"، محذرا من أن الأمور قد تصل إلى أبعد مما هي عليه الآن.
ودعا سفير فرنسا إلى وضع حد لحمام الدم ووقف أعمال العنف، والسماح بخروج كل المدنيين تحت مظلة القانون الدولي، وبدخول قوافل المساعدات الإنسانية، وقال "يجب أن نقوم بشيء الآن ولا ننتظر مزيدا من الوقت، فالذي يعاني هم المدنيون، وهناك أطفال يعانون المجاعة والقصف المستمر".
واعتبر سفير بريطانيا في الأمم المتحدة ماثيو ريكروفت أن ما يجري في حلب هو "يوم مظلم"، مطالبا روسيا وإيران باحترام قواعد الحرب، واحترام الغالبية العظمى من الدول الأعضاء في مجلس الأمن والأمم المتحدة.
وقال إن روسيا أساءت استخدام حق النقض (الفيتو) المرة تلو المرة، متسائلا "كيف يمكن أن تنتهكوا ميثاق الأمم المتحدة التي ندعي أننا نحترمها"، وشدد على ضرورة وقف القتل والهجمات.
وأكد ريكروفت أن سقوط حلب لا يعني انتصار الأسد، وقال "كيف يتوقع الأسد أن يحكم بلدا دمرها بهذه الطريقة؟ وأن تكون البلاد موحدة وقد دمرها بهذه الطريقة".
وختم قائلا إن مجلس الأمن "لا يمكن أن يغمض عينيه إزاء هذا النزاع المرعب في هذا القرن، ولا يمكن أن تشغلنا المزاعم الكاذبة بشأن الحرب على الإرهاب، ولا يجب أن تكون هناك حصانة لهذه الجرائم التي ارتكبها الأسد وداعموه الإيرانيون والروس".
وفي كلمتها أمام المجلس قالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سامانثا باور إن النظام السوري وروسيا وإيران يخفون كثيرا من الحقائق في حلب، وتساءلت "ألا يشعركم ما تفعلونه في حلب بالخزي والعار؟".
ودعت باور نظام الأسد وروسيا بالسماح للمدنيين بالمغادرة من حلب، وقالت "نخشى أن يقوموا بإعدامهم حال خروجهم".
لكن سفير روسيا فيتالي تشوركين رفض هذه الاتهامات، ووجه حديثه إلى السفيرة الأميركية قائلا "ما أجده غريبا الكلام الذي تحدثت به سفيرة الولايات المتحدة وكأنها الأم تيريزا.. تذكري تاريخ وسجل بلدك.. تتحدثين وكأنك تمتلكين الأرضية الأخلاقية".
وقال تشوركين إن التقارير التي تصل منذ ليلة أمس تؤكد أن القوات السورية مسيطرة بشكل شبه كامل على شرق حلب، بينما لا تزال هناك أحياء تحت سيطرة المسلحين.
وأضاف أنه تم إجلاء أكثر من سبعة آلاف مدني بينهم أطفال، وهناك عمليات إنسانية تم فيها توفير مساعدات، وروسيا تستجيب لكل المناشدات التي تأتيها بما في ذلك من السفارة الأميركية فيما يتعلق بانتهاكات قواعد الحرب.
وقالت مصادر دبلوماسية في الأمم المتحدة أن الجلسة الطارئة لمجلس الأمن انعقدت بناء على طلب فرنسا، وأأن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون سيقوم بإعلام سفراء الدول الـ15 بآخر تطورات الوضع في حلب حيث يوشك الجيش السوري على فرض سيطرته الكاملة على الأحياء الشرقية للمدينة.
وقال السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة فرنسوا ديلاتر إن فرنسا طلبت عقد "اجتماع فوري" لمجلس الأمن لبحث الوضع في حلب حيث تجري "أسوأ مأساة إنسانية في القرن الحادي والعشرين".
وأضاف السفير الفرنسي في تصريح صحافي: "علينا أن نقوم بكل ما هو ممكن لوقف إراقة الدماء وإجلاء السكان بأمان وتقديم المساعدة لمن هم بحاجة إليها".
وردا على سؤال حول الهدف من الدعوة لهذا الاجتماع، شدد على أن روسيا "تملك الوسائل للضغط على النظام السوري لوقف هذه المجزرة" في شرق حلب.
وأضاف: "نطالب روسيا بأن تقوم بأي عمل لوقف الكارثة في حلب"، مشيرا إلى "معلومات ذات مصداقية حول حصول عمليات قتل وحشية استهدفت عائلات كاملة" وإعدامات وهجمات تستهدف مستشفيات.
وتابع أن "أسوأ كارثة إنسانية في القرن الحادي والعشرين تجري تحت أعيننا".
واعتبر السفير الفرنسي أن هذه الأزمة تضع مصداقية الأمم المتحدة على المحك ويمكن أن تشجع "الإرهابيين"، محذرا من "أن الأسوأ ليس بالضرورة وراءنا، وقد يتمثل بمجازر أخرى ترتكب بدم بارد".
كما طالب السفير البريطاني لدى الأمم المتحدة ماثيو ريكروفت روسيا "بتغيير موقفها" والتوقف عن عرقلة المبادرات الغربية للتوصل إلى حل سياسي في سوريا.
وبعد أن اعتبر أن حلب "تشهد يوما مأساويا" شدد على أن "الحرب نفسها لديها قواعد، وقد تم خرق كل هذه القواعد في حلب".