سياسة عربية

محللون: ظهور طنطاوي بالتحرير رسالة دعم للسيسي

الطنطاوي ظهر بالزي المدني في ميدان التحرير وسط العاصمة المصرية القاهرة- أرشيفية
 
أجمع عدد من السياسيين والناشطين، على أن الزيارة التي قام بها، المشير محمد حسين طنطاوي، رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، بعد ثورة يناير، ووزير الدفاع والإنتاج الحربي الأسبق، في عهد الرئيس المخلوع، حسني مبارك، إلى ميدان "التحرير"، الجمعة، إنما هي رسالة من السيسي شخصيا، إلى المصريين والعالم الخارجي، يوم خروج تظاهرات ضده، تحمل شعار "ثورة الغلابة".

وقالوا إن السيسي يريد أن يقول إنه ليس وحده في المعركة ضد رافضي حكمه، من ملايين المصريين، وإنما معه الرمز الأكبر للعسكر في مصر، وهو طنطاوي، الذي يحرص السيسي على ظهوره معه في معظم الاحتفالات، ويتخذه مستشارا أمنيا له، مردفين أن ظهور طنطاوي هو من باب استعراض القوة أمام الشعب ودعم السيسي.



وكان طنطاوي، زار ميدان التحرير، تزامنا مع مظاهرات "ثورة الغلابة"، عصر الجمعة. وتجمع حوله عدد من مؤيدي الانقلاب العسكري، ولوح لهم بيده بعد أن نزل من سيارته لبضع دقائق، ثم انصرف سريعا بسيارته وسط حراسته.

وردا على مطالبة أحد أنصار السيسي له بإعدام "الإخوان"، قال "طنطاوي": "إن شاء الله (...) لا نعدم ولا نعمل"، مشيدا بقول آخر إن المصريين جميعا شعب واحد، مضيفا: "لو كنا عدمنا.." دون أن يكمل جملته بسبب تزاحم بعض الأشخاص حوله.

وحين سأله شخص آخر عن رئيس أركان الجيش الأسبق سامي عنان، أجابه: "إن سامي عنان في بيته بقى.. كبر (تقدم في السن)"، مردفا: "متخافوش.. ربنا مش هيسيبكم".
بينما هتف مؤيدو السيسي قائلين: " شرطة وجيش وشعب ايد واحدة"، و"تحيا مصر"، و"يسقط الخونة".


ونفى مراقبون أن يكون الظهور المفاجيء لطنطاوي يأتي لعرضه بديلا لنظام السيسي، مؤكدين أن دوره قد انتهى منذ رحيل نظام مبارك، وأن ظروفه الصحية لا تسمح له بأن يمارس أي دور سياسي.

وقالوا إن ظهوره  في هذا التوقيت، يبدو مرتبا مع الأجهزة الرسمية، التي أحاطت الميدان منذ مساء الخميس بسياج من التشديدات الأمنية، وانتشارا لعناصر من أفراد شرطة الأمن والمرور، تحسبا لأي تظاهرات، مع سماحها بتواجد مؤيدي السيسي، وبينهم مخبرون وعناصر أمنية.

ورجحوا أن يكون ظهور طنطاوي يأتي دعما للسيسي، وأن النظام يستعرض قوته من خلال المشير. وأضافوا: ربما أرادت المؤسسة العسكرية أن تبعث برسالة مفادها أنها على قلب رجل واحد.

ورأى وكيل مؤسسي حزب الكرامة، أمين إسكندر، أن طنطاوي يحمل رسالة للشعب، هي أن الجيش المصري بالكامل على قلب رجل واحد، وفق قوله.

وأضاف أن القوات المسلحة المصرية لن تسمح بأي حراك ثوري مهما كان، قائلا: " المشير طنطاوي هو بمثابة الأب الروحي للقوات المسلحة"، وحذر من أن يمر هذا الموقف مرور الكرام.

ومن جانبه، قال الخبير السياسي، الدكتور سعيد صادق، وفق صحيفة "المصريون"، إن طنطاوي يسعى لتأييد السيسي، ومساندة الدولة المصرية في ظل دعوات 11/11 التي يراها النظام تخريبية، مضيفا أن السيسي استدعاه أكثر من مرة في احتفالات عدة.

ومن جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية، الدكتور حسن نافعة، إنه من المعروف أن المشير طنطاوي اختار السيسي مديرا لمكتبه في مرحلة من المراحل، مشيرا إلى أنه يرد الجميل اليوم في استعراض للقوى أمام المعارضة للتلويح بالتماسك والثبات. 

وتابع: "ظهوره يعطي إيحاء للناس بصمود الجيش أمام محاولات اختراقه فهو من باب الدعاية السياسية للسلطة في مواجهة ما كان يروجه البعض قديما من أن هناك محاولات لشق الصف داخل الجيش بين أنصار طنطاوي والسيسي".





حازم عبد العظيم ساخرا: حنين للميدان

واعتبر المدير السابق للجنة الشباب، التابعة لحملة السيسي الانتخابية، الناشط السياسي، حازم عبد العظيم، في تغريدة له عبر "تويتر"، أنه لا عجب من ظهور طنطاوي في ميدان التحرير، باعتباره "حنينا لعبق الميدان"، بحسب قوله.

ونشر عبد العظيم صورة لمواطن يقبل يد طنطاوي، ساخرا: "لا تحملوا زيارة طنطاوي للتحرير أكثر من اللازم". 

وتابع: "لا تنسوا أن المجلس العسكري حمى الثورة.. فروح الثورة في دمه.. كل الحكاية حنين لعبق الميدان".

طنطاوي: رمز للقوات المسلحة 

وعلّق الإعلامي الموالي للسلطات، مجدي طنطاوي، في برنامجه "كلام جرايد"، عبر فضائية "العاصمة"، مساء الجمعة، على الزيارة، قائلا إن المشير طنطاوي رمز للقوات المسلحة، وإنه تحمل كل السب والقذف والتجريح في أثناء توليه السلطة لكي يمر بمصر، باستقرار، ويصل بها إلى بر الأمان، وفق قوله.





من حفل هاني شاكر لميدان التحرير

وكان طنطاوي حرص، مساء الخميس، على حضور حفل المطرب هانى شاكر بدار الأوبرا المصرية ليلة 11 /11، ضمن فاعليات مهرجان الموسيقي العربية،  وتفاعل مع شاكر، والتقط مع الجمهور صورا تذكارية، ليستيقظ فى اليوم الثاني، ويتجه لميدان التحرير، عقر دار الثورة في مصر.

وهذه هي المرة الخامسة، منذ اندلاع ثورة يناير فى 2011، التي يظهر فيها طنطاوي بالميدان، حيث زاره أربع مرات من قبل، وإحدى هذه الزيارات كانت بالزى المدنى، مثل هذا الظهور الأخير، بينما كانت أول زيارة بتاريخ 30 كانون الثاني/ يناير 2011، عقب الثورة، بعدما صدر البيان الأول للقوات المسلحة، وظهر، وهو يربت على أكتاف قوات الحرس الجمهوري أمام التلفزيون، قائلا لهم:  "شدوا حيلكم".

وفى 2 شباط/ فبراير عام 2011 تفقد طنطاوي القوات التي تقوم بتأمين وسط المدينة وميدان التحرير. 

وجاءت الزيارة الثالثة له إلى الميدان بعد إزاحة مبارك، وذلك لمدة 40 دقيقة يوم الجمعة 12 آب/ أغسطس 2011، وتفقد وقتها الميدان، وصافح أفراد الشرطة العسكرية والشرطة المدنية، وسألهم عن أحوالهم، ورد على سؤال أحدهم عن موعد تسليم السلطة إلى رئيس منتخب، فرد مبتسما: "قريبا إن شاء الله".

 كما زار ميدان التحرير  فى 26 أيلول/ سبتمبر 2011  مرتديا الزى المدني، وسط ترحيب من المتواجدين.