تباينت مواقف مؤيدي رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي من منتسبي التيار الناصري ممن روجوا دوما للسيسي على أنه "عبد الناصر جديد"، وأنه خليفته لإحياء القومية العربية ضد الاحتلال
الإسرائيلي، إزاء
الزيارة التي قام بها وزير خارجيته،
سامح شكري، مكلفا منه للكيان الصهيوني، الأحد، بين من لزم الصمت، أو اعترض، أو احتج باستحياء، أو تقدم بطلب برلماني، حول الزيارة، ما جسد انقساما داخل الصف الناصري تجاه الزيارة التي اعتبرت بحدها الأدنى تطبيعا.
يأتي هذا في وقت كانت فيه احتجاجات هؤلاء "الناصريين" عالية ومدوية تجاه الرئيس محمد مرسي بسبب رسالة بروتوكولية منسوبة إليه خاطب فيها الرئيس الإسرائيلي الأسبق شيمون بيريز بقوله: "عزيزي بيريز"، واتهم بمقتضاها بالعمالة لإسرائيل، قبل أن يتبين أن الرسالة كانت جزءا من مؤامرة نفذها أحد موظفي الرئاسة في ذلك الوقت.
صمت حمدين
ولوحظ الصمت المطبق الذي سيطر على موقف مؤسس التيار الشعبي، والرئيس السابق لحزب "الكرامة"، المرشح الرئاسي السابق، حمدين صباحي، الذي طالما ألَّب الجماهير على مرسي بسبب رسالته البروتوكولية المشار إليها.
السناوي يحذر: هدية من السماء
وفي المقابل رفع الكاتب الصحفي عبد الله السناوي صوته برفض الزيارة واصفا إياها بأنها "هدية من السماء إلى تل أبيب"، واعتبرها خطوة غير موفقة، نظرا لعدم وجود توجه لدى حكومة الكيان الصهيوني الحالية نحو أي تسوية من أي نوع بشأن الحكومة الفلسطينية، وفق وصفه.
وقال "السناوي" في لقائه مع فضائية "بي بي سي"، إن إسرائيل رفضت الالتزام بما طرحته مبادرة السلام العربية، ورفضت ما هو أكبر من ذلك، وهو حل الدولتين "فإذا ما جاءت إليها
مصر عبر وزير خارجيتها فإنها هدية من السماء فلماذا لا تكون متحمسة؟".
وأضاف أن زيارة وزير الخارجية المصري إلى تل أبيب "تعتبر في أكثر التعبيرات دبلوماسية خطوة غير موفقة، والغموض يكتنفها؛ لأنه لا يستطيع أحد أن يقول إن هناك أي توجه لدى حكومة بنيامين
نتنياهو نحو أية تسوية من أي نوع، لأنه يرى نفسه وحكومته اليمينية المتشددة في موقف لا يسمح لهما بتقديم أي تنازلات، وأن الأوضاع العربية في شبه انهيار، وفي الساحة الفلسطينية هناك تنازع بين رام الله وغزة، ولا توجد أي فرص للمصالحة الفلسطينية، ولا موقف عربي موحد بشكل أو بآخر".
وتابع: "إسرائيل ترى أنها يمكن أن تحصل على كل شيء مقابل ألا تقدم أي شيء، فهي لم تقدم شيئا، وهي تحصل اليوم على ما سماه نتنياهو خطوة لها قيمة كبيرة أو تعبير عن تغيير في طبيعة العلاقات المصرية ـ الإسرائيلية".
واستطرد السناوي: "ليكن هناك تغيير لكن تغيير على أي أساس؟ ما هو الأساس الموضوعي للبحث عن سلام إذا كانت القضية الفلسطينية ممزقة، وتُداس أعز القضايا العربية بالأقدام الإسرائيلية؟".
وفي تصريحات صحفية موازية تساءل السناوي: على أي أساس سامح شكري في إسرائيل؟
وأضاف أن الاستقبال الإسرائيلي الزائد عن الحد يدعو للشك ومريب للغاية، فلا توجد أي إشارة من جانب إسرائيل توضح قبول كيانها بعملية السلام.
وأردف: "نحن أمام حكومة تماطل، ولا تقبل بأي حال غير التنازل عن الأرض، ولا تملك أدنى التزامات، فهي رفضت المبادرة الفرنسية، ولم تذهب إلى المؤتمر الخاص بها، كما رفضت حل الدولتين، فعن أي سلام ذهب سامح شكري؟ أنا على يقين أن هذه الزيارة لن تكون إلا في إطار السلام الدافئ".
عبد الحليم قنديل: ترتبط بزيارة نتنياهو لأفريقيا
وعلق الكاتب الصحفي عبد الحليم قنديل على الزيارة فقال إنها ترتبط بزيارة بنيامين نتنياهو لأفريقيا خاصة فيما يتعلق بالجانب الإثيوبي وقضية سد النهضة، "فإسرائيل أصبحت بيدها صنابير النيل، إن شاءت تعطي أو تمنع".
وأضاف في تصريحات صحفية: "موقفي بالكامل ضد معاهدة السلام مع إسرائيل، لذلك فأنا ضد كل ما يتفرع عنها من أشكال التطبيع"، وفق قوله.
بكري يخرج عن النص ويقدم طلب إحاطة
وفيما يبدو أنه "خروج عن النص"، تقدَّم النائب مصطفى بكري بطلب إحاطة إلى رئيس مجلس النواب، علي عبد العال، حول زيارة وزير الخارجية، سامح شكري، لمدينة القدس المحتلة، وإجرائه مباحثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، في زيارة هي الأولى من نوعها منذ عام 2007، وفق وصفه.
وقال بكري في الطلب إن الرأي العام في مصر يتساءل عن الأسباب الحقيقية للزيارة، وهل هي تمهيد لزيارة قيل إن نتنياهو سيقوم بها إلى مصر؟ وهو أمر ستكون له تداعياته وآثاره السلبية الخطيرة التي ستصب في صالح الكيان الصهيوني الذي يتآمر على مصر ومواقفها.
واعتبر بكري أن الأغرب هو قيام وزير الخارجية بتناول العشاء في منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي بالقدس، ومشاركته في مشاهدة مباراة نهائي يورو 2016 لكرة القدم، بما يعطي إشارة للعالم بأسره، وأفريقيا تحديدا، إلى وجود حميمية في العلاقات المصرية - الإسرائيلية، رغم استمرار إسرائيل في موقفها المتعنت من عملية السلام، ورفضها الانسحاب من الأراضي المحتلة.
واختتم بكري طلب الإحاطة، بمطالبة رئيس مجلس النواب بمناقشته بحضور وزير الخارجية، السفير سامح شكري، لمعرفة الأسباب والإجابات عن الأسئلة المثارة حول أبعاد تلك الزيارة الخطيرة والحميمة مع واحد من أشد أعداء مصر والأمة العربية خطورة، ومن يرفض الاعتراف بالحقوق العربية المشروعة، ويتآمر ضد مصر، بحسب قوله.