قال المحلل الأمني
الإسرائيلي، يوسي ميلمان، إن سرقة الأسلحة الأمريكية التي أرسلت إلى المعارضة السورية، وانكشاف دور عناصر في
المخابرات الأردنية، يطرح علامات استفهام كبيرة.
وقال ميلمان إن الأردن حليف استراتيجي لإسرائيل، وبينهما علاقة تعاون أمني وسياسي عمرها 60 عاما، وتعاظمت بعد توقيع اتفاق السلام في 1994، ويعتمد كلاهما على الآخر؛ فحين يقدم الأردن معلومات استخبارية للحفاظ على المصلحة الإسرائيلية، يمكنه أن يعتمد على إسرائيل لبذل كل ما بوسعها لمنع سقوط الأسرة الهاشمية المالكة.
وتابع في مقاله المنشور في معاريف: "عبدالله، الذي ورث المملكة عن أبيه الحسين، عزز أكثر فأكثر العلاقات مع إسرائيل. وهو يظهر كملك قوي، تجاوز غير قليل من الأزمات، بما فيها غزو الولايات المتحدة للعراق وإسقاط صدام حسين، والعمليات الإرهاب التي قامت بها القاعدة والآن داعش، الحرب المتواصلة في سوريا، الوضع الاقتصادي العسير، المظاهرات وملايين اللاجئين من العراق ومن سوريا ممن استقروا في المملكة".
ورغم كل التحديات يقول ميلمان إن إسرائيل لا تلاحظ مؤشرات الضعف في مكانة الملك، ولا تعتقد بأنه في خطر، غير أن بعض الأحداث الأخيرة تثير القلق، أولها عندما فتح رائد في الشرطة النار في معسكر تدريب وقتل مدربين أمريكيين، لتبين لاحقا أن السلاح الذي استخدمه كان من الأسلحة المسروقة التي كان يفترض أن تصل إلى المعارضة بسوريا.
وليس هذا السلاح هو الوحيد بحسب تقرير "التايمز": "لكن الأخطر من ذلك هو حقيقة أن التقارير كشفت بأنه في واقع الأمر ليس هذا سلاحا وحيدا سبق أن سرق، بل يدور الحديث عن ظاهرة خطيرة وواسعة بلا قياس. ففي السنوات الثلاث الأخيرة، سرق ضباط من المخابرات الأردنية مئات قطع السلاح من طراز كلاشينكوف، ذخيرة وأجهزة إطلاق للمقذوفات الصاروخية من إرساليات بعثت بها السي.آي.إيه".
وتابع: "يتبين من التحقيقات بأن قسما من الأسلحة، بقيمة ملايين الدولارات، لم يصل إلى الثوار، بل وبيع في السوق السوداء إلى عصابات من المجرمين والقبائل البدوية في أرجاء الدولة، ووصل على ما يبدو أيضا إلى منظمات الإرهاب. إن الأسواق الأساس لتجارة السلاح غير القانوني في الأردن هي في مدينة معان في جنوب الدولة وفي غور الأردن".
ولفت إلى أن شاحنات سلاح كاملة اختفت، وشارك فيها ضباط كبار في المخابرات التي هي سند الأسرة المالكة في الأردن، ويعتبر رئيس المخابرات العامة الرجل القوي الثاني بعد الملك.
وختم: "منذ عشرات السنين والمخابرات الأردنية تعتبر في إسرائيل جهازا مهنيا وناجعا. وتعمل وكالة السي.آي.إيه وأجهزة المخابرات الغربية معه في تعاون وثيق، بما في ذلك في عمليات سرية على نحو خاص لاغتيال الإرهابيين، وليس صدفة أن عنوان المقال الافتتاحي في نيويورك تايمز كان لاذعا ونقديا: (عندما يسرق أصدقاء كالأردن السلاح.) "