بين الحين والآخر؛ تُطلق دعوات
إسرائيلية لإجراء
حوارات مباشرة أو غير مباشرة مع حركة
حماس، وهي تصدر عن مسؤولين إسرائيليين سابقين في المستويين الأمني العسكري أو السياسي، أو عن كتاب ومفكرين من خارج دوائر صنع القرار.
وفي 22 أيار/ مايو الماضي؛ أعلن رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي الأسبق أفرايم هاليفي، أنه لن يتفاجأ إن توجهت "إسرائيل" لإجراء حوار مع "حماس" لأنها تتعافى في أعقاب كل حرب، ما يتطلب من الإسرائيليين إعادة التفكير بطريقة العمل معها.
ودعا يوسي بيلين، وزير القضاء الإسرائيلي الأسبق، ونائب وزير الخارجية الأسبق، في 3 نيسان/ أبريل إلى استغلال الضائقة الاقتصادية التي تعيشها "حماس"، والدخول في حوار معها. بينما طالب الجنرال دان حالوتس رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي السابق، في 11 حزيران/ يونيو 2015، بإيجاد قناة للحوار مع "حماس".
مفاوضات غير مباشرة
وقال القيادي السياسي في "حماس" وكيل وزارة الخارجية الفلسطينية بغزة، غازي حمد، إن "الدعوات الإسرائيلية للحوار مع حماس ليست جديدة، لكنها لا تخرج عن دوائر صنع القرار الإسرائيلي الرسمية، كما أن الحركة تحمل فكرا وعقيدة ترفض هذه الحوارات".
وأضاف لـ"
عربي21" أن "حماس أجرت تقويما لتجربة التفاوض والحوار التي أجرتها منظمة التحرير الفلسطينية مع إسرائيل منذ أكثر من 25 عاما، وكانت النتيجة صفرا"، مشيرا إلى أن "هناك أطرافا إقليمية، كتركيا ومصر وقطر وألمانيا، توسطت بين غزة وإسرائيل في قضايا عديدة، كصفقة تبادل الأسرى في 2011، وتثبيت التهدئة، وفتح المعابر، وإدخال البضائع".
وبحسب مراقبين؛ فإن حركة حماس تستعيض عن
المفاوضات المباشرة مع "إسرائيل" عند الضرورة، بوساطات عربية ودولية، تحقق للحركة أهدافها في التهدئة وفتح المعابر، وتعفيها من جدل الدخول في حوار مباشر مع "إسرائيل" تبدو نتائجه متواضعة.
وقال عضو المجلس الثوري في "فتح" فيصل أبو شهلا لـ"
عربي21" إن "هناك حوارا يجري بين حماس وإسرائيل عبر قطر وتركيا في قضايا ميدانية، تتعلق بإدخال المواد والبضائع لإعادة إعمار غزة، ووقف إطلاق الصواريخ من غزة".
دعوات جادة
من جهته؛ قال مدير مؤسسة "بال ثينك" للدراسات الاستراتيجية في غزة، عمر شعبان، إن "الدعوات الإسرائيلية الأخيرة للحوار مع حماس؛ لا تخرج من شخصيات تقليدية أو عادية، بل إن من يصدرها تولى في السابق مناصب مرموقة في إسرائيل".
وأضاف لـ"
عربي21" أن "هذه الدعوات تحمل جدية هذه المرة، في ظل تزايد المؤيدين في إسرائيل للحوار مع حماس، لأنها حركة براغماتية وتتعاطى العمل السياسي، والإسرائيليون لديهم قناعات بصعوبة اقتلاع الحركة من غزة"، على حد تعبيره.
أما المسؤول العسكري السابق في "حماس" والناطق باسمها، حسام بدران؛ فأكد أن "إسرائيل تعتبر حماس عدوا حقيقيا، وتشكل خطرا فعليا على مخططاتها، بل وعلى مستقبلها أيضا. كما أنها تفضل خيار القضاء على حماس، وإنهاء وجودها ودورها في الصراع".
وأضاف لـ"
عربي21" أن "الإسرائيليين بعد ضرباتهم المتلاحقة ضد حماس منذ تأسيسها، وصولا إلى حروب غزة المتتالية، باتوا مقتنعين بأن القضاء على الحركة ليس ممكنا ولا واقعيا، ولذلك فهم يكثرون من الحديث عن التفاوض مع حماس، لتحييد قوتها وإمكاناتها الميدانية، علما بأن حديث التفاوض لا يأتي من شخصيات رسمية إسرائيلية".
وليس بالضرورة أن تتخذ الدعوات الإسرائيلية الأخيرة للحوار مع "حماس" طريقها للحكومة الإسرائيلية، وليس واردا أن يجتمع قريبا الزعماء الإسرائيليون وقادة "حماس" حول طاولة واحدة، لكن هذه الدعوات قد تكسر جدارا حديديا أقامته "إسرائيل" في وعي الإسرائيليين ضد "حماس"، رغم ما يكنه الجانبان لبعضهما من عداوة وكراهية.