يتوقع مختصون بالشأن الإسرائيلي أن يحدث انضمام رئيس حزب "إسرائيل بيتنا"
أفيغدور ليبرمان إلى
الحكومة الإسرائيلية التي يقودها
بنيامين نتنياهو، انعكاسات سلبية كبيرة على مستقبل "إسرائيل"، وعلاقاتها الخارجية، واستقرار جبهتها الداخلية.
ويعمل نتنياهو على توسيع ائتلافه الحكومي الضيق؛ بضم حزب ليبرمان الذي وصف نتنياهو مؤخرا بأنه "كاذب وغشاش"، بحسب موقع i24news"" الإسرائيلي.
ومع انضمام حزب "إسرائيل بيتنا" يصبح عدد نواب الحكومة في الكنيست 67 عضوا، من أصل 120 نائبا، علما أن عددهم كان قبل هذا التوسع 61 فقط.
الأشد تطرفا
وقال الخبير في الشأن الإسرائيلي، نظير مجلي، إن الحكومة الإسرائيلية المرتقبة؛ بعد انضمام ليبرمان "اليميني المتطرف"، ستكون "أشد الحكومات تطرفا في تاريخ إسرائيل، وكل شيء منها متوقع سلبا وإيجابا"، وهو ما اتفق معه عليه الباحث عماد أبو عواد.
وأوضح مجلي لـ"عربي21" أن الموقف السلبي يتمثل بأن لدى هذه الحكومة "موقفا معاديا تجاه شعبنا الفلسطيني ومشروع السلام والديمقراطية، وتعمل على سن قوانين متطرفة؛ تمس بالأسس والقيم الإنسانية وحقوق الإنسان"، مضيفا: "تحمل هذه الحكومة أيضا في جعبتها بطشا عسكريا عدوانيا".
وأضاف أنه "من غير المستبعد أن تقدم هذه الحكومة المعزولة سياسيا؛ على خطوات جدية نحو انفراج سياسي، وخصوصا إذا تعرضت لضغط دولي، وموقف فلسطيني وحدوي"، معددا بعض الحكومات الإسرائيلية القوية التي اتخذت قرارات مصيرية؛ كحكومة مناحيم بيغن عندما انسحبت من سيناء، وحكومة إسحاق رابين التي ذهبت إلى أوسلو، وحكومة أرئيل شارون التي انسحبت من قطاع
غزة.
وحول انعكاس تطرف هذه الحكومة ومدى قدرتها على تحقيق
استقرار أمني وعسكري في الداخل الإسرائيلي؛ قال مجلي إن هذه الحكومة "ستسعى إلى الذهاب إلى حروب، ولكن سيكون ثمنها باهظا"، مؤكدا أنه "كلما زاد تطرف إسرائيل؛ زاد تعرضها لضغوط وعزلة دولية، وارتفاع في وتيرة معارضة المجتمع الإسرائيلي، رغم ضعف أحزاب المعارضة فيه".
وقال إن "الشارع في إسرائيل يغلي، وإذا استمر الوضع الأمني المتدهور؛ فلن يقبل المجتمع الإسرائيلي هذا الوضع"، منوها على أن حكومة نتنياهو الأولى "سقطت بفضل الضغوط الخارجية والداخلية، ووجود شخصية قوية مثل إيهود باراك في قيادة المعارضة".
عوامل الضعف
من جانبه؛ أوضح الباحث والمتابع للشأن الإسرائيلي، عماد أبو عواد، أن "كل اليمين الإسرائيلي اجتمع في هذه الحكومة الضيقة، التي سنسمع منها الكثير من الجعجعات دون تطبيق".
وأضاف لـ"عربي21": "حكومة اليمين متخوفة من تردي العلاقة مع العالم الغربي والولايات المتحدة، كما أنها لن تجرؤ على اتخاذ قرارات أمنية استراتيجية مصيرية في المستقبل؛ كشن حرب على غزة مثلا".
وأوضح أن "ليبرمان يفتقد الخبرة السياسية، ونتنياهو لا يرغب في شن حرب على غزة، وحكومته أصبحت مقتصرة على اليمين، وهذه العوامل مجتمعة ستدفعه لكبح جماح ليبرمان؛ لأن المعارضة الإسرائيلية ستكون قوية، وثمن أي فشل سيكون رؤوس أعضاء الحكومة، وفي مقدمتهم نتنياهو".
وحول الإجراءات المحتملة التي ستقدم عليها الحكومة الإسرائيلية تجاه الضفة الغربية ومدينة
القدس المحتلتين؛ قال أبوعواد إن الحكومة ستعمل على "تشديد قبضتها الحديدة، وفرض عقوبات كبيرة، وزيادة عدد الحواجز والمستوطنات، وسحب تصاريح الدخول إلى إسرائيل، وحجز أموال الضرائب".
وأكد أبو عواد أن "الفجوة بين الساسة والعسكر في إسرائيل ستزداد بعد تولي ليبرمان وزارة الحرب، عقب استقالة موشيه يعالون ذو الشعبية الكبيرة لدى قادة جيش الاحتلال"، لافتا إلى أن نتنياهو "قام بدحرجة يعالون، كي يصبح هو المرجعية السياسية لقادة الجيش، في ظل عدم تقبلهم لليبرمان".