على مدخل سجن في بئر السبع الذي سيقبع فيه تسعة أشهر؛ احتفل زعيم الحركة الإسلامية في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948،
الشيخ رائد صلاح، على طريقته بالدحية الفلسطينية والأهازيج، بصحبة قيادات عربية في الداخل، ومواطنين قدموا لوداعه.
وكانت المحكمة العليا الإسرائيلية، قضت في 18 نيسان/ أبريل الماضي، بسجنه لمدة تسعة أشهر، بتهمة التحريض على العنف خلال خطبة ألقاها في مدينة
القدس المحتلة قبل تسع سنوات، حين أمّ الشيخ صلاح حشدا من المصلين في وادي الجوز بالقدس المحتلة، وحثهم على الرباط في المسجد
الأقصى، في ظل مواجهات كانت تشهدها القدس، على خلفية هدم طريق باب المغاربة المتاخم لبوابة المسجد.
ويأتي الاعتقال الخامس للشيخ صلاح، بعد حظر الحكومة الإسرائيلية للحركة الإسلامية في
أراضي الـ48، وإغلاق مؤسساتها.
ويرى رئيس لجنة الحريات المنبثقة عن لجنة المتابعة العربية في أراضي الـ48، توفيق محمد، أن "اعتقال الشيخ رائد صلاح في هذه المرحلة؛ يأتي في إطار وقف جهود الدفاع عن القدس والمسجد الأقصى ومجمل القضية الفلسطينية، وخاصة أن الشيخ صلاح جعل قضية المسجد الأقصى قضية وطنية بامتياز على كافة الأصعدة، ولكافة أبناء الشعب بجميع انتماءاتهم الدينية والوطنية".
استغلال الظرف الإقليمي
وأضاف محمد لـ"
عربي21" أن "الاحتلال يحاول استغلال الظرف الإقليمي في المنطقة العربية بأسرها، والاضطرابات التي تمر بها، لتمرير وتنفيذ مخططاته القديمة بهدم الأقصى وقبة الصخرة، وبناء الهيكل المزعوم، ويعمل في إطار ذلك على إزاحة كل ما يمكنه عرقلة هذه المخططات".
وحول ظروف اعتقال الشيخ صلاح؛ نوه إلى أنه يقبع حاليا في العزل الانفرادي بسجن ريمون الذي يبعد عن مدينة أم الفحم 250 كيلومترا، مبينا أن "الاحتلال يهدف من وراء عزله في الحبس الانفرادي؛ إلى منعه من الاختلاط بالأسرى والتأثير عليهم إيجابيا، وخاصة أنه معروف بشخصيته المحببة والقريبة لأبناء شعبه".
وذهب محمد إلى القول بأن الإجراءات التي يتخذها الاحتلال بحق الشيخ صلاح "جزء من سلسلة إجراءات يتخذها ضد القيادات الفلسطينية في أراضي الـ48؛ لإسكات صوت فلسطينيي الداخل، وعزلهم عن قضيتهم"، مستذكرا "حظر الحركة الإسلامية، بالإضافة إلى منع أعضاء التجمع الوطني الديمقراطي في الكنيست من ممارسة عملهم البرلماني مؤقتا، وإصدار حكم بالحبس لستة أشهر مع وقف التنفيذ على النائبة حنين الزعبي بسبب أنشطتها ومواقفها، فضلا عن قوانين التمييز العنصري التي بدأت تطفو على السطح مؤخرا".
حجر عثرة
من جهته؛ رأى المختص في شؤون القدس، جمال عمرو، أن "الاحتلال لا يستهدف الشيخ رائد صلاح بشخصه وحسب، وإنما يستهدف القضية الفلسطينية برمتها، ويسعى لفتح الطريق للأقصى أمام المستوطنين".
وأشار في حديثه لـ"
عربي21" إلى أن "الشيخ صلاح وحركته الإسلامية يقفان حجر عثرة أمام سعي الاحتلال لتهويد القدس، ويعمل هذا الاحتلال على إزاحة كل ما يعارض ذلك".
وتوقع عمرو أن يذهب الاحتلال لأبعد من ذلك؛ من خلال إعادة اعتقال الشيخ صلاح مرارا، "حيث تم حبسه على قضية واحدة من مجمل تهم وجهت له، لإبقاء باقي القضايا على الرف، وإخراجها على فترات مختلفة، وحبسه مرات أخرى".