قال المدير الإداري في معهد واشنطن للدراسات، مايكل سينغ، إن الولايات المتحدة تنظر للأطراف السياسية
الإيرانية ممثلة بأعداء الولايات المتحدة من المحافظين، وأولئك المنفتحين على الغرب، كمنافس محتمل إذا ما تعززت قوتها الاقتصادية بعد الاتفاق
النووي غير أن ملامح التغير الإيراني ليست واضحة جدا حتى اللحظة.
وفي ورقة عمل للكاتب قدمت في إطار مؤتمر "العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران تمر بمفترق طرق"، قال الباحث سينغ إن الانفتاح الأمريكي سابقا على الصين جعل منها منافسا قويا، في حين تم تبرير ذلك أمريكيا بأنه مفيد في مواجهة الاتحاد السوفياتي السابق،" إلّا أنّ الأساس الاستراتيجي المنطقي لتعزيز إيران هو أقل وضوحا بكثير"، بحسب تعبيره.
وتابع سينغ بأنه "ليست هناك أدلّة كافية تثبت أنّ هذا التّعامل يغيّر إيران أو سياساتها، أو أنّ على واشنطن أن تعتبره بالتّالي غاية تعمل على تحقيقها. ولا يستطيع المسؤولون الأمريكيّون حصر التّعامل مع إيران بتداولات بحتة، مع الأخذ بعين الاعتبار أنّ موافقة المسؤولين الإيرانيّين على الانخراط دبلوماسيا، هو لتعزيز مصالحهم الخاصّة الّتي تكاد تكون مختلفة عن مصالح الولايات المتّحدة وحلفائها في المنطقة، إن لم تتعارض معها بشكل صارخ".
وأضاف أنه لا يمكن أن تقتصر المقاربة الأمريكيّة للدّبلوماسيّة مع إيران على مجموعة من الالتزامات التّداوليّة، بل يجب أن تُدمَج في استراتيجيّة أوسع لمواجهة التّحدّيات الّتي تطرحها إيران والنهوض بخطة إقليمية تحقّق الاستقرار.
وعن استقرار المنطقة قال المدير الإداري في المعهد عن الاتفاق النووي: "يعتبر بعضهم أنّ القيام بذلك (التقارب مع إيران) يقدّم نوعا من التّوازن، وأنّ تعزيز ثقة إيران بنفسها قد يؤدّي في النهاية إلى جعل المنطقة أكثر استقرارا، ومع ذلك تتطلّب مثل هذه النتيجة تخلّي إيران عن مقاربة الأمن الإقليمي الّتي لا تنبعث من عوامل خارجيّة فحسب، بل من أخرى داخليّة أيضا، مثل تفوّق المؤسّسات الثّوريّة غير النّظاميّة كقوّات فيلق الحرس الثوري الإسلامي على المؤسّسات العسكريّة التّقليديّة".
أما على الطرف الآخر يرى بعضهم الآخر (الغرب) أنّ الخطر الأكبر هو الجهاد السّنّي، الّذي تجسّده جماعات أمثال تنظيم الدولة الأمر الذي يستلزم التّعاون مع إيران ضدّ عدوّ مشترك.
وخلص الكاتب إلى أنه يبدو وكأن إيران آخذة في التغير، "لكنّ الاتّفاق النّووي هو نتاج ذلك التغيّر أكثر من كونه سببا له. ولا يبدو أيضا أنّ التّغيّر في إيران سيسلك بوضوح طريقا جيّدة أو سيّئة بالنّسبة للمصالح الأمريكيّة".
كما نصح المسؤولين الأمريكيين والغربيّين الآخرين بأن "يولوا اهتماما وثيقا لديناميّات إيران الدّاخليّة، وأن يبقوا صادقين في دعمهم المستمرّ لحقوق الإنسان والحرّيّات المدنيّة، يجب أن يحذروا من قدرتهم على تجسيد الديناميات الداخلية للبلاد، ويركّزوا بدلا من ذلك على التّأثير في سياساتها الإقليميّة والخارجيّة، من خلال مزيج من الحوافز والمثبطات، وذلك باستخدام مجموعة من الأدوات بدءا من الضّغط ووصولا إلى الانخراط في خدمة استراتيجيّة إقليميّة أكثر شموليّة".