أكدت قوى ثورية وسياسية
مصرية أن مظاهرات 25 نيسان/ أبريل هي نقطة فاصلة بالنسبة للشعب وبداية حقيقة لنهاية نظام رئيس الانقلاب عبد الفتاح
السيسي، لافتين إلى استمرار حراكهم المناهض للنظام، وأنهم يواصلون مشاوراتهم واجتماعاتهم لبحث سبل التحرك خلال الفترة المقبلة.
وقال حزب مصر القوية: "كما كان السادس من أبريل لعام 2008 نقطة فاصلة في إدراك الشعب المصري لمدى هشاشة نظام مبارك القمعي الفاسد، بعد أن رآه مهتزا مرعوبا مفزوعا أمام دعوات الإضراب التي أطلقها مجموعة من الشباب المسالم والحالم بغد أفضل، فسيكون يوم الخامس والعشرين من أبريل لعام 2016 نقطة فاصلة لشعبنا المصري الذي رأى بعينيه نظامه ذا العصا الغليظة عاريا من كل شعاراته التي كانت تستر سوءاته من قبل".
وأضاف -في بيان له اليوم-: "رأى المصريون أتباع النظام مدعي الوطنية وقد رفعوا -بلا خجل- علم بلد آخر في مواجهة شباب يرفعون علم مصر، ورأوا آلافا من قوات الأمن وقد حاصرت الميادين وأغلقت النقابات وسدت مداخل الطرق؛ خوفا من حناجر شباب أعلنوا التظاهر السلمي احتجاجا على بيع أرضهم التي سالت حيالها دماء شهدائهم، ورأوا أجهزة أمن النظام وقد عادت للاستعانة ببلطجيتها المأجورين للاعتداء على شباب وبنات مصر السلميين، ورأوا خطف المارة من الشوارع واحتجازهم والتعدي عليهم".
واستطرد: "رأى الشعب المصري اليوم نظامه الذي يدعي دوما أنه صاحب الشعبية الجارفة وصاحب التفويض المطلق، وهو مفزوع مرعوب من أن تفتح الشوارع؛ خوفا من أن يعرف الناس مدى تهافت تلك الشعبية الزائفة، ومدى سخط الناس من سلطة تثبت أقدامها بالقمع ولا شيء سواه، وخوفا من أن يلتحق بتلك المظاهرات الملايين من الجماهير المقهورة التي تعاني شظف العيش ونقص الموارد وغلاء الأسعار وجبروت السلطة".
وتابع "مصر القوية" قائلا: "رأى المصريون اليوم سلطتهم الفاسدة المفرطة في أرضهم، والغاصبة لحقوقهم، والمعتدية على أبنائهم، وهي عارية خائفة مذعورة؛ حيث لا تحمل في جعبتها إلا عصاها التي لن تقوى كثيرا على البقاء مرفوعة في ظل سقوط أوراق توتها جميعا".
وأكد الحزب الذي يترأسه المرشح الرئاسي السابق عبد المنعم أبو الفتوح أن الأمر لم يعد يحتاج إلى مزيد بيان ولا إلى مزيد تفصيل، ولم نعد -القوى المعارضة- في حاجة لمزيد إقناع لجموع الشعب المصري التي خُدع بعضها يوما بشعارات الوطنية الزائفة وبأوهام المشاريع الخادعة؛ فالأمور صارت أوضح من الشمس في صفو النهار.
وشدّد حزب مصر القوية على أن الخامس والعشرين من نيسان/ أبريل سيكون بداية جديدة لمسيرة نضال تهدف إلى تحقيق دولة العدل والحرية والكرامة والديمقراطية، وستكون كذلك نقطة انطلاق نحو استعادة المصريين لأراضيهم، سواء كانت أم الرشراش المغتصبة من الكيان الصهيوني، أو كانت تيران وصنافير التي باعتها السلطة.
وتوعدت حركة شباب 6 أبريل، سلطة الانقلاب، قائلة: "رميتمونا فما أصبتم إلا أجسادنا، ورميناكم فأصبنا الرعب في قلوبكم، وزلزلنا أرواحكم، مطلبنا عندكم حق، ومطلبكم عندنا ظلم، وقد انتهينا من هذه الموقعة، ولنا لقاء".
ودعا المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين، محمد منتصر، جموع الشعب المصري للاحتشاد مجددا يوم الجمعة المقبل، لافتا إلى أن مصر شهدت خلال مظاهرات 25 أبريل 220 فعالية ثورية، وتم الاعتداء على 60 مظاهرة، مؤكدا أنهم سيواصلون حراكهم الثوري بشكل مستمر، ودون أي انقطاع، حتى إسقاط سلطة الانقلاب العسكري.
ووجه معتقلون من داخل سجون طره رسالة إلى الثوار، قائلين: "نشكركم على هذا الحراك الذى هبت رياحه على قلوبنا، فأشرقت نفوسنا، وتاقت أرواحنا إلى أمل جميل عاد ففجر دماء الحرية في عروقنا أخرى، فحراككم هو وقودنا لمواصلة الصمود في معاركنا اليومية بغياهب سجون العسكر".
وأضاف المعتقلون -في بيان لهم الثلاثاء-: "فانطلقوا يا ثوار الكرامة، وزلزلوا أركان ذلك النظام العسكري الفاشل، ولا تلتفتوا إلى الوراء، وثقوا أن هذا العهد المظلم -وإن طال- فهو حتما إلى زوال، انطلقوا وعرِّفوا شعوبنا أن حكامهم العسكريين لم يأتوا لتلك البلاد بغير الدمار والخراب والتفريط في أراضي الوطن وثوابته".
وتابع البيان: "انطلقوا، ولا تجعلونا ورقة للمساومة على أهداف الثورة أو على تحويل مسارها، لا ترتضوا غير التحرر الكامل والتام من تلك القبضة، لا ترتضوا أنصاف الحلول، لا تقبلوا لهذا الوطن غير العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية".
وقال: "نحن هنا في مقابر الأحياء في سجون العسكر، نتجرع مرار العيش، لكن ذلك كله يهون في فيض حراككم المبارك، ندعمه ونشد على أيديكم، وندعو لكم ليل نهار، وإننا من وراء القضبان التي لم يفاضل فيها العسكر بين تيارات الوطن، فزج بالكل في السجون والمعتقلات، وخاصم الكل، وحاربهم دون تمييز، لندعوكم أن تكونوا تيارا وطنيا واحدا، كما نحن في السجون وفى المعتقلات".
واختتم بقوله: "قضيتنا لا يسعها إلا الوحدة، ولن يأتي ذلك إلا بإرادة نفوس حرة، تقدر الظرف الراهن، وتقدم مصلحة الوطن وحريته فوق كل انتماء وفوق كل خلاف، وليكن هدفنا الأول هو استعادة ثورة 25 يناير، وإسقاط الحكم العسكري".
وأدانت الحملة الشعبية لحماية الأرض، التي تحمل شعار " مصر مش للبيع"، والتي أعلنت عنها عدة أحزاب مصرية ونشطاء سياسيون، الجمعة الماضي، تعامل قوات الأمن مع المظاهرات السلمية التي خرجت في ذكرى الـ34 لتحرير سيناء، دفاعا عن الحق المصري في جزيرتي تيران وصنافير.
وطالبت -في بيانها مساء الاثنين- السلطات بالإفراج الفوري عن كافة الشباب الذين تم إلقاء القبض عليهم، بدءا من 15 أبريل، محملة رئيس الانقلاب بصفته ووزارة الداخلية مسؤولية أمنهم وسلامتهم.
وحيّت الحملة كل شباب مصر الذين تظاهروا الاثنين بسلمية دفاعا عن الأرض والكرامة والحرية، كاشفة عن أنها ستواصل خلال الساعات المقبلة مشاوراتها وحواراتها مع كافة الأطراف والقوى، من أجل تحديد سبل الضغط للإفراج عن كافة المعتقلين السلميين الذين ألقت قوات الأمن القبض عليهم أمس وخلال مظاهرات جمعة الأرض، فضلا عن بحث خطواتها المقبلة في إطار هدفها الرئيسي، وهو الدفاع عن الأرض.
وأكدت الحملة الشعبية أنها مستمرة في نضالها حتى إسقاط الاتفاقية واستمرار الجزيرتين تحت السيادة المصرية، موضحة أنها ستعلن الحملة عن فعالياتها وإجراءاتها المقبلة بعد أوسع تشاور ممكن، "فالأرض والدم والحرية والكرامة يستحقون كل التضحية والفداء".
وأعلنت أحزاب التيار الديمقراطي عن عقد اجتماع طارئ في مقر حزب الكرامة، الثلاثاء، لدراسة تداعيات الأمس، عقب الفض الأمني لكافة المسيرات، ومحاصرة مقر حزب الكرامة والشروع في اقتحامه، وحملات القبض العشوائي على المتظاهرين.
وكان حزب الكرامة قد تعرض لحصار من قبل قوات الأمن أمس، بعد احتماء عدد من المتظاهرين بمقر الحزب في أعقاب فض تظاهرة رافضة لاتفاقية ترسيم الحدود البحرية، في ميدان المساحة بالدقي بالجيزة، حيث يقع مقر الحزب.
وثمن المكتب التنفيذي لحركة "شباب ضد الانقلاب" مشاركة الآلاف من أبناء الشعب المصري،
والشباب في القلب منه، في مظاهرات 25 أبريل، في شوارع وميادين الثورة في كل ربوع مصر، حيث "سطروا مشهدا رائعا في تاريخ ثورتنا وفصلا من فصول النضال، ها هي الأيام تعود، ورياح الثورة تهب من جديد، وبشريات النصر تظهر في الأفق"، وفق وصفه.
ووجه -في بيان له مساء الاثنين- رسالة إلى الشباب قائلا: "سطرتم الاثنين مشهدا قذف في قلوب عصابة العسكر الرعب، فإذا بهم يهرعون إلى أساليبهم المعهودة بالاعتقال والسحل والاحتماء بالبلطجية والمرتزقة والمأجورين، والاحتماء بمصفحاتهم ومجنزراتهم".
وتابع: "يا شهداءنا الأبرار، ها نحن نزف إليكم بشرى توحد رفقاء الثورة من جديد، ونستبشر بتخطي حواجز كثيرة، ويا شباب الثورة، ويا حماة الوطن في الميادين والشوارع، نحن عاجزون عن شكركم، واعلموا أن التاريخ يكتب اليوم بصمودكم ونضالكم، فأبدعوا في كتابة سطوره، واستمروا في مقاومة هذه العصابة؛ فالشعب أقوى من أي سلاح ومن أي متجبر، فاصمدوا وصابروا، فالغلبة لنا بإذن الله، والتاريخ سيكتب بماء من ذهب، وسيخلد كل من ضحى لإنقاذ بلده من أيدي هذه العصابة الخائنة".
وخاطبت الحركة من وصفتهم بـ"عصابة العسكر وكلابهم"، قائلة: "لن تجرونا إلى الفرقة من جديد مهما فعلتم، ولن يهدأ لنا بال أو يغمض لنا جفن ما لم تعلق رؤوسكم على المشانق جزاء خيانتكم وبيع أرض الوطن، وسرقة خيراته، وقتل أبنائه، وتعذيب شبابه".
وثمن التحالف الثوري لنساء مصر الحراك الشعبي، في 25 نيسان/ أبريل، بالتزامن مع ذكرى تحرير سيناء؛ رفضا لتنازل قادة الانقلاب عن أراضي وثروات الوطن، والتهجير القسري بحق أهالي سيناء، وتفاقم الأزمات المعيشية، وغلاء الأسعار، مشدّدا على أن حراك الأمس هو بداية حقيقة لنهاية نظام السيسي.
وأدان -في بيانه اليوم- اعتقال قوات الأمن أكثر من 133 مواطنا، بينهم 14 فتاة وسيدة، وهو ما يؤكد "حالة الذعر الشديد التي يعيشها الانقلاب، والتي تجعله يعتقل الأبرياء من الشوارع والميادين خوفا من استمرار الحراك الثوري"، مؤكدا ضرورة استمرار الزخم الثوري حتى إسقاط نظام الانقلاب السارق للوطن، والمفرط في أبنائه وأرضه.
وفي سياق متصل، توفيت فتاة مصرية تدعى فاطمة محمد عبدالله (22) عام من شارع 20 بمنطقة الرمل بمحافظة الإسكندرية متأثرة بجراحها، عقب دهسها من قبل سيارة شرطة كانت تطارد المتظاهرين بمنطقة أبو سليمان مساء الاثنين.
يذكر أن "فاطمة" أثناء هجوم الداخلية على المسيرة كانت تحاول منع الضباط وأفراد الأمن من اعتقال أحد المتظاهرين الشباب، فما كان من سائق سيارة الشرطة، وهو ضابط برتبة نقيب، إلا أن قام بدهسها، وتم نقلها إلى المستشفى، قبل أن تلقى ربها متأثرة بجراحها، بحسب روايات شهود العيان.
وكتب الأديب والروائي علاء الأسواني، على حسابه على "تويتر"، مساء الاثنين،:"حتى لو قمع النظام مظاهرات اليوم، ماذا يفعل غدا والأسبوع القادم والشهور القادمة؟"، مضيفا: "لن يستقر النظام إلا بالعدل، والثورة مستمرة".
وأيضا أدان الائتلاف الثوري للحركات المهنية "حراك" تطبيق نظام السيسي فعليا لقانون الطوارئ، دون أن يتم إقراره تشريعيا، في ظل سعي النظام لقمع أي تحرك لمناهضة سياساته الفاشلة، التي تفرط في السيادة الوطنية، لافتا إلى أن مظاهر تطبيق الطوارئ تتمثل في إلقاء القبض على المواطنين عن طريق الاشتباه من قبل قوات الأمن، واحتجازهم، وإجبار المحلات في الميادين العامة ووسط البلد في قلب
القاهرة على الإغلاق الإجباري.
إلى ذلك، دعت نقابة الصحفيين إلى اجتماع طارئ ظهر اليوم الثلاثاء؛ لبحث سبل التصدي للاعتداءات التي تعرض لها الصحفيون، ومحاولات اقتحام نقابتهم، ومنع الزملاء من ممارسة عملهم ومصادرة هواتفهم وكاميراتهم.
وشددت النقابة على أنها لن تتوانى في الدفاع عن أعضائها، مهما كانت الضغوط التي تتعرض لها، مؤكدة أن محاولات إرهاب الصحفيين لن تقف حائلا بينهم وبين أدائهم لدورهم في نقل الحقيقة.
وحذرت -في بيان لها- وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية من اللعب بالنار، بمحاولتها استخدام البلطجية في اقتحام نقابة الصحفيين والاعتداء على أعضائها، مطالبة الأجهزة الأمنية بسرعة الإفراج عن الزملاء الذين ما زالوا قيد الحبس.
وشددت نقابة الصحفيين على أنها ستتخذ كافة الإجراءات القانونية؛ لحماية أعضائها، ومنع تكرار الاعتداءات التي استهدفت مقر النقابة، في محاولة لترويع الصحفيين المتواجدين بها، مؤكدة أن دور الأمن حماية الصحفيين ومساعدتهم على أداء دورهم، لا القبض عليهم واحتجازهم ومنعهم من مزاولة عملهم.
هذا وأطلق عشرات الصحفيين المصريين دعوات للاحتشام أمام نقابة الصحفيين، وتنظيم وقفة احتجاجية حاشدة، أو الدخول في اعتصام بداخل مبنى النقابة بالقاهرة، اليوم، وبالتزامن مع انعقاد اجتماع مجلس النقابة؛ احتجاجا واعتراضا على ما حدث للصحفيين أمس الاثنين.
وكانت غرفة عمليات نقابة الصحفيين قد رصدت هجمة شرسة تعرضت لها الصحافة المصرية أمس خلال أداء الصحفيين لعملهم في تغطية الدعوات الرافضة للتنازل عن جزيرتي تيران وصنافير.
وامتدت الهجمة على الصحافة المصرية إلى مقر نقابتهم، التي شهدت محاولات لاقتحامها من قبل المتظاهرين المؤيدين للنظام، والذين تم حملهم إلى مقر النقابة في سيارات تحت حماية الأمن، فيما تم منع الصحفيين من الوصول لمقر نقابتهم.
كما رصدت غرفة عمليات الصحفيين القبض على أكثر من 44 صحفيا وتوقيفهم واحتجازهم، بينهم صحفيون أجانب، خرج أغلبهم، بينما ما يزال ستة منهم قيد الاحتجاز. واشتكى عدد من الصحفيين من تعرضهم لاعتداءات من قوات الأمن وقت احتجازهم.