لجأ رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي إلى إتباع أسلوب "العصا والجزرة" في التعامل مع الغضب الشعبي المتزايد ضد نظام حكمه، في كلمة ألقاها في الذكرى الرابعة والثلاثين ليوم
تحرير سيناء من الاحتلال الإسرائيلي، الأحد، وزاوج فيها بين الارتجال والالتزام بالنص المكتوب، مستبقا مظاهرات دعا إليها معارضوه، غدا الاثنين، 25 نيسان/ أبريل 2016، فحاول استمالة الطبقة الوسطى ومحدودي الدخل، مع تهديد من ينوي التظاهر ضده بالقول إن إمكانات الدولة ستسخر ضده.
وحرص السيسي على التأكيد أنه كلف القوات المسلحة بتوزيع مليوني سلعة أساسية على المناطق والفئات محدودة الدخل، وأنه كلف الحكومة باحتساب الفارق بين سعر الدولار المتذبذب وأسعار السلع في أحوالها العادية، في نقاط محددة، على أن يتم صرفها من الشهر المقبل مع السلع التموينية.
وتوعد السيسي - من طرف خفي - من ينوون التظاهر ضده، غدا الاثنين، فقال: "في خلال الأعوام الماضية تم بذل جهد كبير أوي لتحقيق الأمن والاستقرار"، مستدركا: "شايف فيه ناس تدفعنا؛ لتؤثر على الأمن والاستقرار مرة ثانية، وأؤكد للشعب
المصري أن الحفاظ على الأمن والاستقرار مسؤوليتنا كلنا، وألا يتم ترويع الآمنين مرة أخرى".
وشدد على أن "دي مسؤولية أجهزة الدولة، والشرطة المدنية، والقوات المسلحة، ومسؤوليتنا كلنا".
وأضاف أنه تمت إعادة بناء مؤسسات الدولة خلال الثلاثين شهرا الماضية، وكذا "الاستفتاء على الدستور، وعندنا برلمان منتخب بشكل حر ودون تدخل، وبقي عندنا مؤسسة رئاسة وحكومة".
وأردف "من فضلكم لازم نحافظ على هذه المؤسسات"، مشددا على أن "بقاء هذه المؤسسات يعني بقاء الدولة المصرية".
واستطرد "هنحافظ على دولة القانون، دولة القانون والمؤسسات، وأنتم كلفتوني الحفاظ على الدولة، وبتحمل المسؤولية مع مؤسسات الدولة، وبيكم يا مصريين كلنا مسؤولين نحمي، ونحافظ على بلدنا، ومعا هنستطيع الحفاظ على مصر".
وتابع "قوى الشر لن تستطيع شيئا أمام وقوفنا كلنا كتلة واحدة في الحفاظ على مؤسسات الدولة المصرية، وأن نحافظ على دولة القانون".
2 مليون سلعة عسكرية للمواطنين
وفي البداية، قال السيسي إنه كلف القوات المسلحة بضخ مليوني سلعة أساسية للمواطنين في المحافظات المختلفة، للفئات محدودة الدخل.
وأضاف "إحنا عارفين إن المواطنين البسطاء بيعانوا، إحنا مش هنسيبهم يعانوا، ولذلك كلفت القوات المسلحة بضخ العديد من السلع الأساسية للمواطنين في المحافظات المختلفة".
وأكد أنه يشعر بكل فئات الشعب، وخاصة محدودي الدخل، موضحا أنه طالب الحكومة والقوات المسلحة بمواجهة ارتفاع أسعار السلع الأساسية.
وشدد على أن الحكومة تبذل جهودا كبيرة لمنع ارتفاع الأسعار مع تذبذب سعر الدولار، مضيفا أنه كلف الحكومة اعتبارا من الشهر المقبل، بأن تقوم بحساب فرق الأسعار، والتضخم الذي نشأ عن تذبذب سعر الدولار من خلال منظومة التموين.
وأشار إلى أنه ستتم إضافة نقاط بالتموين تعوض هذا التضخم والتكلفة لصالح محدودي الدخل.
مش هنسمح إن حد يمس أمن واستقرار مصر
وقال إن لدينا برلمانا تم انتخابه ودستورا تم الاستفتاء عليه، بالإضافة إلى حكومة ومؤسسة رئاسة، مشددا على ضرورة الحفاظ عليها لأنها تعني الدولة.
وأضاف أن بقاء هذه المؤسسات يعني بقاء الدولة المصرية، مضيفا أن البعض يحاول المساس بهذه المؤسسات قائلا: "عارف إن قوى الشر لن تستطيع تحقيق ذلك أمام وقوفنا كتلة واحدة في الحفاظ على مؤسسات الدولة المصرية، مش هنسمح إن حد يمس أمن واستقرار ومؤسسات مصر".
كما شدد على ضرورة الحفاظ على دولة القانون، مؤكدا أنه أمر "لابد جميعا أن نحرص عليه، ونبذل الجهود من أجل تطويره، وتقويته من خلال دولة القانون والمؤسسات".
وتابع "كلفتوني أتولى أمانة الحفاظ على الدولة، وأنا بتحمل المسؤولية بالتعاون مع مؤسسات الدولة، وبالمصريين كلنا مسؤولين إننا نحمي بلدنا معا.. وهنستطيع الحفاظ عليها من كل المحاولات التي تهدف للنيل منها".
استعادة سيناء بالحرب والتفاوض
وعن سيناء قال إن مسيرة استعادة سيناء بالحرب والتفاوض تمثل ملحمة رائعة للتمسك بالتراب الوطني، مؤكدا أن سيناء مصدر فخر للأمة المصرية.
وأضاف "على أرض سيناء العظيمة اختلطت دماء مسلمي ومسيحيي مصر لتحرر كل شبر في هذه الأرض، ومن بعدها استعادة طابا، ولن نفرط في حبة رمل واحدة من تراب مصر".
وقال إن مصر ستظل محمية بإرادة الله من خلال أبنائها الأوفياء الذين يضحون بأرواحهم في سبيل رفعتها، مؤكدا أن "احتفالنا بعيد تحرير سيناء لن يكتمل بدون أن نتذكر شهداء مصر الأبرار، نحيي أرواحهم الطيبة، ونقدر دماءهم الزكية، ونقول لهم لن ننساكم".
وأردف أن مصر تقدر تضحيات أبنائها من رجال القوات المسلحة والشرطة، وتكاتف جهودهم من أجل تطهير سيناء من الإرهاب والتطرف.
وشدد على أن نشاط تلك التنظيمات الإرهابية ينحسر، مؤكدا العكوف على تنمية أرض سيناء الغالية، وأن لديه برنامجا طموحا لتنمية أرض سيناء من خلال مجموعة من المشروعات.
وقال "آن الأوان أن تنعم أرض سيناء بحضارة ونمو يحقق تطلعات أهل سيناء الشرفاء"، مشيرا إلى أنه سيتم إنشاء منطقة سكنية و13 تجمعا زراعيا.
أخطاء بالجملة
وزاوج السيسي في خطابه بين الالتزام بالنص المكتوب والارتجال، ولكنه في قراءته للنص المكتوب وقع في أخطاء لغوية بالجملة، على الرغم من قراءته نصا تم تشكيله بعلامات التشكيل، فقال: (فلا حق دون أن تصونه قوةً، والصواب: قوةٌ).
وقال: "ولا قوةً دون أن يوجهها عقلِ راجح، والصواب:قوةٌ.. عقلٌ)، وقال: "تقدر أهميةِ الحفاظ، والصواب: أهميةَ)، وقال: "فمصر تقدر تضحياتُ أبنائها، والصواب: تضحياتِ).
وقال: (ما سيمكس في الأرض، والصواب: سيمكث)، وقال: (كما تمنتَ مصر، والصواب: تمنتِ)، وقال: (سلام يقوم على الحقُ، والصواب: الحقِ).. وهلم جرا.
أما كلمته المرتجلة فحرص على إلقائها بالعامية المصرية.