وصف بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية،
البابا تواضروس الثاني، دعوات
المصالحة مع جماعة الإخوان المسلمين بأنها شأن سياسي، تقدره السياسة من ناحية المصالح، والمستقبل، والماضي، والحاضر.
وأضاف "لا أعتقد أن
المصريين على استعداد لهذه المصالحة.. لغاية إمبارح كان فيه عمليات قتل".
ووضع البابا تواضروس أربعة أمور قال إنها يجب أن تتحقق، "وبعدها ممكن أن نتحدث في حاجة زي كده (يقصد المصالحة)"، فقال: "أعتقد أنه عندما يتوقف نهر الدم، ويتوقف لمدى زمني طويل، وتداوي الأيام الجروح، وتصدق النوايا.. ممكن أن نتحدث في حاجة زي كده".
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها البابا تواضروس في حوار من الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، مع برنامج "يوم بيوم"، عبر فضائية "النهار"، مساء السبت.
وكان الرئيس محمد مرسي أصدر قرارا جمهوريا، يوم 7 تشرين الثاني/ نوفمبر 2012، يحمل رقم 355 لسنة 2012، بتعيين الأنبا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية، في منصبه، بعدما أسفرت القرعة الهيكلية عن فوزه بمنصب البابا الجديد.
وأرسل مرسي برقية تهنئة للبابا المنتخب جاء فيها: "نهنئكم باختياركم لمنصب بابا الكنيسة الأرثوذكسية، أعرق كنائس الدنيا والكنيسة الوطنية الكبرى، ومعلما بارزا من معالم تاريخ هذا الوطن العظيم، وتراثه الروحي، والثقافي".
ودافع البابا تواضروس لاحقا عن مشاركته في مشهد انقلاب 3 تموز/ يوليو 2013 على أول رئيس مدني منتخب.
وقال إن موقف الكنيسة من عزل الرئيس مرسي كان موقفا معبرا عن نبض الشارع.
كما قال البابا في حوار مع قناة "سكاي نيوز"، يوم 5 كانون الثاني/ يناير 2016 إن "حادث ماسبيرو كان خدعة من الإخوان للشباب المسيحي، استدرجوهم لمواجهة الجيش ثم تركوهم".
وكانت حادثة ماسبيرو أو مذبحة ماسبيرو، عبارة عن تظاهرة انطلقت من شبرا باتجاه مبنى الإذاعة والتلفزيون المعروف باسم "ماسبيرو"، ضمن فعاليات يوم الغضب القبطي، ردا على قيام سكان من قرية المريناب بمحافظة أسوان بهدم كنيسة قالوا إنها غير مرخصة، وتصريحات لمحافظ أسوان اعتبرت مسيئة بحق الأقباط.
وتحولت إلى مواجهات بين المتظاهرين وقوات من الشرطة العسكرية والأمن المركزي، وأفضت إلى مقتل بين 24 إلى 35 شخصا أغلبهم من الأقباط، دون أن يكون للإخوان أي دور في الحادثة التي كانت عبارة عن مواجهة بين شباب الأقباط الغاضب وقوات الجيش.
السيسي أخذ ثأرنا
وفي حواره مع فضائية "النهار"، السبت، أكد البابا تواضروس عدم مشاهدته للفيديو الخاص بذبح المصريين الأقباط في ليبيا، واكتفائه برؤية الصور، مؤكدا أنه لم يتوقع رد فعل الرئيس
عبد الفتاح السيسي السريع على هذا الأمر المشين، مضيفا "الرئيس السيسي أخذ ثأرنا، وثأر المصريين بضرب معاقل داعش في ليبيا بعد الحادث".
أمر مخجل من القضاء الشامخ
وعلق البابا تواضروس، في الحوار، على الحكم الصادر على أربعة غلمان أقباط في محافظة المنيا بالسجن خمس سنوات بتهمة ازدراء الأديان، معربا عن استنكاره لمثل هذه الأحكام من القضاء.
وقال إن "هذا الأمر يكسف ومخجل من القضاء المصري الشامخ"، مضيفا "أتابع هذه القضية باستمرار، لكن للأسف لا يوجد حتى الآن أي جديد بها".
كما انتقد تواضروس قانون "ازدراء الأديان"، مشيرا إلى أن "هذا القانون جائر، وغير واضح، وبسببه اتهم ناس كثيرين؛ لذلك أرى أنه في حاجة إلى نظرة من المجتمع المصري والمشرع".
وأضاف أن "الدين قيمة رفيعة، ولا يصح أبدا تداول الأمور الخاصة به في المحاكم، والنزول به إلى مستوى الجريمة والجناية والمخالفة".
وكانت محكمة جنح أحداث بني مزار قضت منذ شهرين بالسجن لمدة خمس سنوات على أربعة غلمان مسيحيين بتهمة ازدراء الأديان.
قضية ريجيني تم تضخيمها
وعن حادثة الباحث الإيطالي جوليو ريجيني، قال إن ما حدث مع ريجيني جريمة ربما كانت مقصودة للوقيعة بين مصر وإيطاليا، مضيفا أنه يشعر بأن "قضية ريجيني تم تضخيمها أكثر من اللازم، وقد تنتج التحقيقات أن الحادث وراءه هدف لإفساد العلاقات بين البلدين".
ليس ديرا وليسوا رهبانا
وكشف البابا في حواره أنه تم التوصل لحل بين المهندس إبراهيم محلب، "مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية"، وساكني دير وادي الريان، على إثره بدأت الإجراءات التنفيذية لاستكمال الطريق.
وأردف "ما زلت عند موقفي أن ما يسمى بدير وادي الريان ليس ديرا، وأن ساكنيه ليسوا رهبانا، لأن الدير غير معترف به، ومن به ليسوا برهبان، وأشكر المسؤولين في الدولة على تعاملهم برفق مع أزمة الدير".
أخشى نتائج عكسية لقانون بناء الكنائس
وحول قانون بناء الكنائس المزمع صدوره، قال إنه يجب أن يكون قانون بناء الكنائس واضحا بشدة حتى لا يأتي بنتائج عكسية، مشيرا إلى أنه يتوقع أن يعرض قانون بناء الكنائس على البرلمان في شهر أيار/ مايو المقبل.
وأضاف "أخشى صدور قانون ليس مرضيا سيأتي بنتائج عكسية لأنه سيكون مثل التورتة التي بها زجاج"، على حد وصفه.