قال محلل الشؤون الأمنية في صحيفة "يديعوت أحرونوت" أليكس فيشمان، إن
تركيا أصبحت اليوم "بلدا خطرا للإسرائيليين، وإن موجة التفجيرات الأخيرة التي ضربت تركيا كان يفترض أن تشكل إشارة تحذير لسياحنا".
وقال فيشمان بمقاله في "يديعوت"، إن التعاون الاستخباري بين تركيا وإسرائيل لم يتحسن في السنوات الأخيرة، وبات من المشكوك فيه الآن أن يكون هناك تعاون وشفافية بين الطرفين في كل ما يتعلق بحل لغز مقتل
الإسرائيليين في إسطنبول.
ولفت إلى أن العملية الأخيرة تتطابق مزاياها مع العمليات التي نفذها عناصر من
تنظيم الدولة أو تنظيم القاعدة في دول مختلفة، لأن الإرهاب الكردي بحسب الكاتب يركز على الجنود وأفراد الشرطة ومؤسسات الحكم، وليس للأكراد مصلحة في المس بالسياح الإسرائيليين.
وعلى الطرف الآخر، فإن عناصر تنظيمي القاعدة والدولة يهاجمون السياح ومناطق الاستجمام والأهداف اليهودية، كما حصل في بروكسل وباريس.
وزعم فيشمان أن تركيا تحصد ما زرعته في السنوات الأخيرة، من تسهيل مرور عناصر تنظيم الدولة إلى سوريا بلا رقابة، على حد وصفه.
وقال إن تركيا "استخدمت داعش لمنع الربط بين الجيوب الكردية على امتداد الحدود مع سوريا، لكن ضغطها في السنوات الأخيرة على عناصر تنظيم الدولة جعله يعود إلى فكرته التقليدية، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رئيس دولة فاسد يتعاون مع المسيحيين ويجب إسقاطه من الحكم.
واتفق الخبير الأمني يوسي ميلمان مع فيمشان، في الاعتقاد بأن تضييق أردوغان على تنظيم الدولة بعد إفساح المجاله له خلال السنوات الماضية، قلب الأمور عليه.
وقال إن تركيا تخوض عمليا حربا شاملة تتجاوز الحدود في ثلاث جبهات: حرب من الداخل ضد حزب العمال الكردستاني، وحرب ضد الأقلية الكردية في سوريا، وحرب ضد معسكرات تدريب حزب العمال الكردستاني في كردستان العراق.
وأشار إلى أن الجيش التركي يقصف من الجو في العراق، ويبعث بقوات خاصة إلى الميدان. أما سوريا فلا يتجرأ الجيش التركي على إرسال طائراته إليها خوفا من إسقاطها من بطاريات الدفاع وطائرات سلاح الجو الروسي، وهو يكتفي بالقصف المدفعي في محاولة يائسة لمنع
الأكراد في سوريا، الذين بمساعدة الولايات المتحدة والقوة الجوية الروسية ينجحون في احتلال أراض من تنظيم الدولة ويقيمون إقليما مستقلا على طول الحدود التركية.
ولفت الكاتب إلى أنه على الرغم من عدم تضرر السياحة في تركيا حاليا بسبب موجة الإرهاب ومصدرها الأكراد وتنظيم الدولة، فإن هذه الحرب المستمرة منذ عام ونصف حصدت حتى الآن قرابة الثلاثة آلاف قتيل.
وأوضح أن أردوغان في سعيه لتسهيل صراعه ضد الأكراد، فقد قام بوقف الدعم عن تنظيم الدولة في سوريا وقرر الانضمام إلى التحالف الدولي.
وقال: "من الصعب أن نعرف بماذا فكر أردوغان حين قرر تحطيم الأواني مع الأكراد في الداخل وفي الخارج والانضمام إلى الحرب ضد داعش. لعله اعتقد بأنهم لن يردوا، وربما كان هذا حسابا مدروسا من جانبه. وعلى كل حال فإن الأكراد وداعش يردون بعمليات إرهابية إجرامية".