يلخص
الفلسطيني وليد العلي، بأدواته البسيطة، بل البسيطة جدا، معاناة اللاجئ الفلسطيني في مخيمات الشتات ودول المهجر.. وبكوميديا سوداء لا تخلو من الطرافة والحزن وصلت أعمال العلي البسيطة إلى آلاف المشاهدين على مواقع
التواصل الاجتماعي.
وفي قالبه الخاص، أوصل العلي مأساة اللاجئ إلى العالم ملخصة في قصة "حذاء مهترئ" تبدأ من انتهاء العمر الافتراضي للحذاء الذي لا يعلم أحد الفترة التي قضاها في الخدمة، أو عدد المرات التي تم إصلاحه فيها.. لكنه استعصى على الإصلاح أخيرا لتختزل مأساة اللاجئ الفلسطيني في حلم بحذاء جديد مؤجلا أحلامه الأخرى، ومنها العودة.
ويدخل العلي مستمعيه في أجواء طريفة، ويأخذهم معه إلى داخل دكان "المصلح" الذي بادره بالسؤال: "خياطة ولا دهان؟"، ليجيب صاحب الحذاء: "طوارئ".
وتحدثت "
عربي21" إلى وليد العلي، الذي خرج من
لبنان إلى أوروبا عبر طرق التهريب التي لم تخلُ من خطر وتكاليف مالية عالية، ليستقر به الأمر في ألمانيا، حيث يعمل "حلاقا".
وفي "
صالون وليد" ليست الحلاقة هل كل شيء، فقد أصبح "صالونا سياسيا" أيضا، حيث أخبر العلي "
عربي21" بأن أغلب قصصه مستوحاة من معاناة اللاجئين الذين يترددون على صالونه، ومن زملائه في السكن والمهجر، ومن مخزونه الكبير من ذكريات معاناة اللاجئين إذ إنه جاور مخيم "عين الحلوة" في لبنان لسنوات طويلة.
"البوط، والفطبول، والبسكليت"، مصطلحات على بساطتها أوصلت رسالته إلى عشرات الآلاف من المشاهدين على مواقع التواصل الاجتماعي التي بدأ العلي بنشر أعماله عليها.
وبدأ العلي عمله بتسجيل صوته فقط على تطبيق "واتساب" وإرسال المقاطع لأصدقائه، ومعارفه، ثم طور أعماله عبر هاتفه الذكي بدمج بعض الصور التي ساعدت في إيصال الصورة بشكل أسرع.
وعلى مدى عامين، فقد ارتفع متابعو العلي إلى الآلاف بعدما نجح الشاب الثلاثيني بالوصول إلى "قلوب البسطاء"، بحسب تعبيره.
ويعمل العلي لوقت متأخر في الليل بسبب انشغاله نهارا في صالونه مع زبائنه، ثم يجمع القصص التي سمعها ويسجلها على هاتفه مستعملا برنامجا بسيطا وعددا من الصور التي تخلو من أي جودة، لكنها تحمل الكثير من الرسائل.
وأوضح العلي لـ"
عربي21" أن ما يفعله يصلح للعرض في أي مكان، ولكل الأعمار، لكونه يستخدم الكوميديا دون أي ألفاظ خارجة عن الذوق العام أو معانٍ مبتذلة، لتكون أعماله صالحة لأن يشاهدها الجميع.
ويسعى العلي في تطوير أدواته، ليوصل فكرته ومعاناة اللاجئ الفلسطيني، إلى أكبر عدد ممكن من الناس، مستعينا بمواقع التواصل الاجتماعي المختلفة.
ويعالج العلي في أعماله مشاكل عدة؛ منها
اللجوء، والهجرة، والسعي الدائم للسفر، والمعاناة التي يلقاها الفلسطيني على أبواب المنظمات الدولية.
الله يعين الفقير وعيشتو #وليد_العلي
Posted by Salon Walid on Saturday, February 27, 2016