قالت صحيفة "إيفننج ستاندرد" إن عضوا بارزا في حكومة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، هاجم المرشح
المسلم لتولي منصب
عمدة لندن صادق خان، واتهمه بأنه على علاقة مع المتشددين.
ويشير التقرير إلى أنه في هجوم عنيف، قال وزير الدفاع
مايكل فالون إن خان "لا يصلح" لأن يكون عمدة لندن، وأضاف أن صادق خان هو "الرجل الذي قال إن السياسة الخارجية البريطانية مسؤولة عن مشكلة التهديد الإرهابي"، ورد مكتب المرشح المسلم خان بأن تصريحات الوزير فالون "مهينة"، و"تهاجم المسملين الذين يمثلون التيار الرئيسي، مثل صادق".
وتذكر الصحيفة أن انتقادات وزير الدفاع جاءت في ظل حملة إعلامية تقوم بها مؤسسات، مثل إذاعة "إل بي سي"، التي ربطته مع متشددين، مشيرة إلى أن خان قال في مقابلة مع "إل بي سي" صباح هذا اليوم، إن تلك الاتهامات "يائسة"، ورد على تحدي الإذاعة له بقوله: "بحق السماء دعونا نخوض حملة انتخابية إيجابية".
ويلفت التقرير إلى أن هجمات وزير الدفاع جاءت في خطاب شديد ألقاه أمام تجمع لحزب المحافظين في منطقة بروملي، وقال إن واجب عمدة لندن الأول هو أن يوحد المدينة، ويدعم قوات الأمن ضد التهديدات الإرهابية.
وأضاف فالون: "أول أولوياتي كوني وزيرا للدفاع، هو أن أعطي القوات المسلحة ما تحتاجه لحماية شعبنا وأرضنا، هنا في الداخل والخارج، والآن وفي المستقبل، وبالتعاون مع وزارة الداخلية والشرطة، فإنه لدينا خطة جاهزة لنشر قوات من عشرة آلاف جندي في حال حدوث هجوم مثل هجوم باريس، وللعمدة دور مهم في حماية لندن، ودعم الشرطة، وطمأنة الرأي العام، ولهذا السبب فنحن بحاجة لمرشح يستطيع توحيد المدينة، لا من يتحدث إلى جانب المتطرفين، وأثبت أنه غير صالح لأداء هذا الدور، فهو رجل قال إن السياسة الخارجية البريطانية هي سبب التهديد الإرهابي"، بحسب الصحيفة.
وتورد الصحيفة نقلا عن فالون، الذي كان يتحدث نيابة عن مرشح حزب المحافظين زاك غولدسميث، قوله: "لقد شهدت لندن أحداثا إرهابية مروعة في الماضي، وهي بحاجة لعمدة يمكنه دعم الشرطة وقوى الأمن والقوات المسلحة في الأحوال كلها، ولا يمكن الثقة بحزب العمال ليوفر الأمن لمدينتنا".
ويفيد التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، بأنه في رد على تصريحات الوزير، قال متحدث باسم خان: "حملة حزب المحافظين في حالة يرثى لها، وكنا ننتظر الوقت كي ينزلوا إلى هذا المستوى، ولهذا لم يكن مفاجئا أن يقول مايكل فالون أي شيء في هذه الحملة". وأضاف أن "صادق تحدث بشكل متكرر ضد المتشددين والإرهاب، وتعرض طوال حياته لتهديدات بالقتل، وتحرشات متكررة من المتطرفين المسلمين؛ لأنه معتدل ويمثل التيار الرئيسي من المسلمين، وهو المرشح الوحيد الذي يملك خطة لوضع حد للتشدد، وهجمات مثل هذه على التيار الرئيسي من المسلمين مثل خان، تعقد علينا عملية كفاح المتشددين ووضع حد للتشدد وهزيمة الإرهاب"، وقال إن كلام فالون "يهين مكتب وزير الدفاع".
وتقول الصحيفة إن هجمات فالون ذهبت أبعد من الهجمات التي أطلقها مرشح المحافظين غولدسميث، الذي وصف خان بـ"الراديكالي" و"الانقسامي"، مشيرة إلى أنها اتهامات أغضبت حزب العمال، وعدها "
عنصرية مشفرة"، وتهدف إلى ربط مرشح الحزب في أذهان الرأي العام بالمتطرفين.
وتعد الصحيفة جزءا من الحملة على خان، حيث نشرت في بداية الشهر الماضي تقريرا قالت فيه إن صهر خان السابق جاويد مقبول شارك في تجمعات نظمتها جماعة "المهاجرين" المحظورة، كما ظهر اسم جاويد في فتوى نشرت في التسعينيات من القرن الماضي، وتدعو إلى حرب واسعة ضد الأمريكيين والبريطانيين.
وينقل التقرير عن جاويد، الذي يعمل بالمحاماة، قوله إنه لم يطلب وضع اسمه على الفتوى، وطالما انتقد ورفض المتطرفين، وقال إنه "يندم" على إلقاء خطاب في ساحة الطرف الأغر- وسط لندن، وإنه كان "ساذجا" عندما وافق على إلقائه.
وتبين الصحيفة أن راديو "إل بي سي" تحدى خان هذا الصباح، وطلب منه تفسير ظهوره في "إسلام تشانال"، فأجاب: "قام وزراء الحكومة، بمن فيهم الوزراء المحافظون والعمال، في أوقات مختلفة بتقديم مواد وعمل أشياء مع (إسلام تشانال)، ومثل الكثير من الوزراء فقد دعيت ووافقت، وأذكرك أن ديفيد كاميرون حضر في السنوات الأخيرة مناسبات مع (إسلام تشانال)".
وينوه التقرير إلى أن مقدم البرنامج نيك فيراري ذكر موضوع تحدثت عنه بعض التقارير، من أن خان تبع تغريدات شخص له علاقة بدعاية تنظيم الدولة، وشخص آخر اتهم شقيقه بدعم المتمردين في أفغانستان، ورد خان: "سأتحقق من هذين الشخصين، وسأتأكد من أنهما غير مناسبين؛ حتى لا أتابعهما". وعندما سئل عن علاقة صهره السابق جاويد بالمهاجرين، أجاب: "نيك، لم أر هذا الرجل منذ 12 عاما".
ولا يتوقف الهجوم على خان من هذه الصحيفة، بل نشرت صحيفة "صاندي تايمز" تقريرا قالت فيه إنه شارك محاضرة مع سليمان غاني، الذي وصف المرأة بأنها تابعة للرجل، وسخر خان من أنه شارك هذا الرجل رأيه، وقال إن "هذا الرجل كان غاضبا لأنني صوتت لزواج المثليين"، وعندما سأله فيراري: "هل هناك مشكلة مع من تختلط بهم؟"، أجاب خان: "دعنا نكن واضحين، فأنا الشخص الوحيد الذي لديه خطة لمواجهة الموضوع، الذي هو خطير لأهل لندن، ألا وهو التطرف والإرهاب".
وتختم "إيفننج ستاندرد" تقريرها بالإشارة إلى قول خان: "أنا مؤمن، وبصدق، بأنه يمكنك أن تكون لندنيا ومسلما، وأعتقد أن من يقوم بمتابعتي على (تويتر) ويهاجمني لأنني أتابع شخصا ما أو بسبب صهري السابق، الذي لم أره منذ 12 عاما، هو شخص يائس، أو من يقوم بمهاجمتي لأنني ظهرت في منبر ظهر فيه وزراء الحكومة، بحق السماء دعونا ندير حملة إيجابية".