السيسي يدشن رؤية "مبارك" بأطول خطاب: إنتو مين؟ (فيديو)
القاهرة- عربي 21- حسن شراقي24-Feb-1602:44 PM
شارك
السيسي: لن أترك مصر قبل انتهاء مدتي أو حياتي- أرشيفية
وسط نوبات ضحك هستيري سيطرت عليه أحيانا، وموجات من الانفعال والبكاء سيطرت عليه أحيانا أخرى، دعا رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي المصريين، في أطول خطاب ألقاه حتى الآن، إلى سماع كلامه بس (فقط)، متعهدا بأنه سيظل يبني في مصر، ويعمر فيها، وفق وصفه، إلى أن تنتهي حياته أو مدته، مهددا معارضيه بالتساؤل: "إنتو مين"، متهما إياهم بالتآمر على مصر.
جاء ذلك في كلمة ألقاها بمسرح الجلاء التابع للقوات المسلحة الأربعاء، بحضور ممثلين عن طلاب الجامعات، والشباب، وشخصيات عامة، في حفل تدشين وإطلاق "استراتيجية مصر للتنمية المستدامة.. رؤية مصر 2030"، وهي رؤية أعدها مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، التابع لمجلس الوزراء، في السنوات الأخيرة، للرئيس المخلوع حسني مبارك، كي يحكم بها نجله "جمال"، البلاد من بعده.
وبرغم ذلك لمز السيسي "مبارك" خلال خطابه بأن مشروعه "ابني بيتك"، معيب، منزها مشروعاته عن ذلك بقوله: "إحنا ما بنعملش كده".
وفي الخطاب حذر السيسي كعادته من مصير يهدد مصر كمصير الآخرين ما لم تتحد كتلتهم، وفق تعبيره، واتهم المصريين بعدم استحقاق الديمقراطية، ودعاهم إلى التبرع بجنيه في كل صباح، وأثنى على إنجازاته، التي قال إنها لم تتحقق طيلة عشرين سنة.
كما أثنى على المساعدات الخليجية، وطلب مد الأجل لسدادها، موبخا حكومته، على مرأى ومسمع من الجميع، على تأخرها في تنفيذ بعض المشاريع، وحرص على إعطاء انطباع بحرصه على توفير فرص عمل للشباب، وذلك كله وسط وصلات قوية من التصفيق الحاد له.
إنتو فاكرين إن أنا هسيبها؟
ومما قاله السيسي عن مصر: "هو إنتوا فاكرين إن أنا هسيبها (مصر).. لا والله.. لا والله.. أنا هأفضل أبني فيها، هأفضل أبني، وأعمر فيها، لغاية لما تنتهي.. يا حياتي.. يا مدتي"، وفق قوله.
انتو مين؟
وبطريقة القذافي، أقسم السيسي أنه لن يترك مصر، وأنه سيظل في مواجهة مخططات إسقاطها، قائلا: "أقسم بالله العظيم اللي هيقرب من مصر هشيله من على وش الأرض".
وأضاف موجها حديثه للشعب المصري: "اسمعوا كلامي أنا بس متسمعوش حد تاني، أنا لما هقابل ربنا يوم القيامة هقوله أنا خليت بالي منهم".
وتابع: "انتو مين.. مفيش حد هيقدر يقرب من مصر".
لو أنفع أتباع لأتباع من أجل مصر
وأضاف بتأثر: "والله العظيم أنا لو ينفع أتباع لأجل مصر.. لأتباع".
دعوة للتبرع بجنيه كل صباح
وأضاف السيسي: عايز كل مصري يصحى (يستيقظ) من النوم يصبح على مصر بجنيه من موبايله، على حد قوله.
لسه بدري أوي علشان تمارسوا الديموقراطية
وموجها حديثه للمصريين قال: "لسه بدري أوي علشان تبتدوا الممارسات الديموقراطية بالمعنى المفتوح.. حافظوا على مصر، والتوافق المجتمعي ده".
وانتقد المهاجمين لأداء حكومته التي يرأسها شريف اسماعيل، الذي جلس عن يمينه، فقال: " انتو ها تعرفوا أكتر مني: الحكومة كويسة ولا لاء؟ أنا باقعد معاهم كل يوم وبياخدوا ايه علشان يستحملوك.. ليه كده؟".
خايفين أن بلادهم تضيع منهم
وكان السيسي في بداية خطابه قال: "أنا سأتكلم كثيرا اليوم كي أذكركم ما حكايتنا؟ وأفكركم ثانية بالحكاية، لأنني أكلم دائما البسطاء جدا، ومحدودي الدخل.. اللي حريصين على أن تكون بلادهم في سلام وأمان، واللي هم خايفين أن بلادهم تضيع منهم، والباقي برضه خايف بس يمكن يكون خايف، ومش عارف: البلاد بتضيع إزاي؟!".
اسمعوا كلامي أنا بس
ثم أضاف: "عاوز أعمل أحسن حي مال وأعمال في الشرق الأوسط في العاصمة الإدارية الجديدة".
وفجأة تساءل: "بتحبوا مصر بصحيح.. أنا أقول لكل من يسمعني من المصريين: اسمعوا كلامي أنا بس.. بس.. (فقط)"، قال ذلك بضحكة واسعة، وسط تصفيق حاد.
وكرر رسالته للمصريين: "أنا بكرر مرة تانية متسمعوش كلام حد غيري.. أنا مش بكدب وفاهم وعارف أنا بعمل ايه".
واعترف بتجاوزات الأمن لكنه زعم أنها غير مقصودة، و"لا أرضى عنها"، وفق قوله.
وعن أزمة المياه التي يخاف منها المصريين، قال "في كلام من منظور الأمن القومي لا يحق لي قوله.. مش في سد بيتعمل، وهنتفق على عدد سنين معينة لملء السد، من فضلكم اللي يتكلم يعرف ويدرس الأول"، وذلك في اعتراف واضح بسد "النهضة" الإثيوبي.
لو ما عملناش كده هناخد ثلاثين سنة
ومضى السيسي في خطابه محذرا من ألا تحدث تنمية في مصر قبل مرور ثلاثين سنة، فقال: "بدل ما يتعمل مليون دراسة لمليون شاب.. لكن أعمل من خلال رؤية الاقتصاديين والاستثماريين، وأحدد الصناعات الصغيرة المناسبة في مصر ثم أعمل كيانات منها مع متابعة استيراد المكن (الآلات) من الخارج، ثم نجيب خمسين شابا، ونبدأ العمل.. اتفضلوا.. بتكلفة أربعمائة ألف جنيه أو حتى مليون جنيه.. زي ما يكون.. لو ما عملناش كده هناخد ثلاثين سنة عقبال ما نقدر نأخذ مكاننا زي الدول اللي أخذت مكانها".
ثم عنف الحكومة على عدم اكتمال مشروع إنشاء ورش للشباب بدمياط، فقال: "لو كنتم عملتم دمياط من سنة فاتت.. كان زمانها بتتسلم دلوقتي.. كان زماننا بنسلم ألف ورشة لشباب دمياط .. بالفكرة اللي موجودة دلوقتي.. مش هأعمل على قديمه، هأعمل جديد".
وبانفعال قال: "أنا أقدر أعمل مليون شقة في سنة وإثنين لأولادي.. دي مصر دولة كبيرة"، على حد تعبيره.
سقوط مصر
وكرر السيسي ما يؤكده في كل خطاب، حول وجود خطر يهدد مصر، فقال: "الهدف بتاعنا الحفاظ على الدولة المصرية.. أي دولة غايتها القومية هي بقاء الدولة"، مشيرا إلى أن الحفاظ على الدولة معناه أن الدولة المصرية خلال الفترة اللي فاتت كانت معرضة لتهديد حقيقي، ولا تزال".
وأضاف: "قلت في البرلمان كلاما واضحا.. قلت يا ترى اللي كانوا يتمنون ويعملون لكي يكون مصير مصر كمصير الآخرين قائما أم انتهى؟ إذا انتهى خير .. لكنه لم ينته"، مردفا أنه "ما زال العمل يتم، والجهود تبذل، والتآمر يُنفذ، علشان تسقط مصر".
وأضاف: "شوفوا.. كل التحديات والمخاطر اللي متحسبين لها لا قيمة لها سوى أن وحدة المصريين.. اللي بيتم دلوقتي محاولة العبث فيها.. عايزين الناس تتقطع مع بعضها، ومؤسسات الدولة مع بعض، وفئات المجتمع مع بعض.. كل اللي اتعمل قبل كده ما نفعش.. الإرهاب ما نفعش.. ضغوط مختلفة ما نفعش .. لا.. نجرب حاجات تانية، ولن ينتهي هذا الأمر إلا بتجاوزه.. محاولة إسقاط مصر.. أمر لا أستدعي خطرا لإجراء استثنائي.. هو توحدكم ده إجراء استثنائي؟.
ضحك هستيري أكثر من 3 مرات
ثم تحدث عن مدينة الجلود بمنطقة الروبيكي فقال: "الكلام ده مش للحكومة.. والله ما للحكومة.. الكلام ده لنفسي.. (وربت على الذراع اليسرى لرئيس الوزراء شريف إسماعيل)، وغرق في موجة ضحك هيستيرية.
وواصل حديثه: "الروبيكي عاملينها على 3 مراحل.. لا.. اسألوا الجيش.. أنا ما عنديش غير مرحلة واحدة .. سنة أو سنة ونصف السنة، وممكن آجي معاك في سنتين.. ما فيش وقت يا جماعة.. الغلابة والناس اللي عايزة تعيش مش هتستحمل".
وأضاف: "الناس لما تدخل مدينة الجلود.. أنا أدلل على وجهة نظري"، وهنا قاطعه رئيس البنك المركزي، طارق عامر: "أقول حاجة"، فقال السيسي: "لا"، ثم دخل في نوبة ضحك هستيرية أكبر من الأولى.
وتابع حديثه: "مشروع "ابن بيتك" العشوائي الموجود (أنجز أيام مبارك).. إحنا ما بنعملش كده".. ثم ضحك مرة ثالثة، وهو يهرش في حاجبه الأيمن.. ثم ضحك.
وتحدث عن مشروع إسكان الشباب الأخير، وافتتاح عدد من المشاريع في مدينة 6 أكتوبر، واصفا إياه بـ"بتاع السجادة الحمراء"، ما أثار ضحك الحضور.
مغازلة الشباب
وحرص السيسي في خطابه على مغازلة الشبابا، فيما يبدو أنه استجابة لتقارير أمنية، فدعا إلى تخصيص أماكن للشباب فى المدن الصناعية، وأشار إلي أنه تم تخصيص 200 مليار جنيه لهم، وحذر من أن عدم تخصيص أماكن للشباب بالمناطق الصناعية يؤثر سلبا على خطط التنمية للمشروعات الصغيرة، متابعا: "عايزين ننظم الدنيا".
وقاطع وزير الشباب والرياضة، خالد عبدالعزيز، في أثناء حديثه عن المشاريع الخاصة بوزارته، قائلا: "عندك مشكلة في الفلوس"، فرد الأخير: "لا".
وهنا علق السيسي: "لازم يكون عندنا برنامج منظم بشكل جيد لأنشطة شبابنا ورياضتهم على مدار مواسم السنة".
مغازلة الخليجيين
كما وجه السيسي في خطابه التحية ل"الأشقاء الخليجيين"، مؤكدا أنهم ساعدوا مصر كتيرا، ووقفوا بجانب شعبها وقت الشدة، لكنه طالبهم بمنحه الأجل في السداد، حتى تستقر أمور البلاد، مضيفا: "وحتى تنتهي الأزمة اللي اتعملت فينا يا مصريين، خاصة إن فيه أيادي خارجية ضربت السياحة في مصر، بس إحنا لازم نقف ونبني بلدنا، وننتصر على الإرهاب"، وفق قوله.
اتعمل في عهدي ما لم يعمل في 20 سنة
وأفرد السيسي جانبا كبيرا من خطابه للحديث عن إنجازاته، فقال: "اللي اتعمل في سنة ونصف السنة خلال فترة حكمي ماحدش يقدر يعمله في 20 سنة، وده بفضلكم إنتوا يا شعب مصر".
وأضاف: "أنا سعيد إني بالتقي المصريين من خلالكم، وبحب أطمنهم على مصر فإنّها بخير وسلام، وماحدش هيقدر يكسرها".
مصانع بعيدا عن علم أهل الشر
وكشف: "أنا عملت مصنعين للغاز مش هقول فين عشان أهل الشر".
وكشف عن أن الموازنة العامة تبلغ 850 مليار جنيه، قائلا: "هذا ما نستطيع صرفه على مصر، وتابع: "عندنا عجز كبير يصل لـ250 مليار جنيه خلال العام المالي الجاري، وحجم الدين العام تضاعف خلال 4 أعوام سابقة ليصل إلى 2 تريليون جنيه".
وأخيرا، عبر السيسي عن غضبه من الاتهامات الموجهة للحكومة، قائلا: "اللي عايز يفهم موضوع يجيني، وأنا أقول له، وأي كلام إنت هتتحساب عليه قدام ربنا".