كشف حسن
هيكل، نجل الكاتب الصحفي الراحل محمد حسنين هيكل، النقاب عن أنه سافر من
مصر، ولم يعد إليها منذ 28 كانون الثاني/ يناير 2012، وأنه عاد إلى مصر فقط في عهد (رئيس الانقلاب عبدالفتاح
السيسي)، منذ يوم الأحد قبل الماضي، على رحلة مصر للطيران رقم 778 القادمة من لندن، وأنه لم يغادر مصر من حينها حتى الآن.
جاء ذلك في رده على الكاتب الصحفي سليمان جودة، الذي كان قد طالبه في مقاله بجريدة "المصري اليوم"، الأحد، بتوضيح موقفه القانوني إزاء ما تردد عن وجوده بالقاهرة حال وفاة والده، برغم أمر "الضبط والإحضار"، الصادر بحقه.
وفي مقاله بجريدة "المصري اليوم"، الاثنين، تحت عنوان: "ابن هيكل يتكلم"، قال جودة إنه تسلم رسالة من حسن هيكل، ردا على ما ذكره عنه صباح الأحد.
وفي رده، قال هيكل: "كنت أسافر لطبيعة عملي، وبطريقة طبيعية، وآخر مرة سافرت فيها كانت من مطار القاهرة على رحلة الطيران السويسري، رقم 237، من مبنى رقم 3 في المطار، يوم 28 يناير 2012، ثم فوجئت بعد ذلك بعدة شهور بإحالتي إلى "الجنايات" دون استدعائي، فوجدت نفسي بين يوم وليلة، ليس فقط متهما، ولكن وجدتني هاربا أيضا"، وفق زعمه.
وأضاف أنه وصل إلى القاهرة يوم الأحد الماضي (يقصد الأحد قبل الماضي)؛ لأنه قال إنه شهد وفاة والده يوم الأربعاء 17 شباط/ فبراير الجاري، ما يؤكد صحة التقارير الإعلامية التي ذكرت أنه تواجد في القاهرة قبل وفاة والده بقرابة يومين.
ووصف "حسن هيكل" القضية التي تخصه (أمام القضاء) بأنها لا تزال معروضة أمام القضاء، وأنه لم يصدر فيها حكم نهائي، ولا حتى حكم درجة أولى، معترفا بأنه "ممنوع من السفر فيها، مثله مثل باقي متهميها الذين يمارسون حياتهم بصورة طبيعية"، وفق زعمه.
وحاول هيكل تبرير موقفه القانوني، فقال: "إنه من الناحية القانونية، فإنني منذ الآن في حوزة المحكمة، أي أن ما هو قادم، بالنسبة لي، هو جلسة المحكمة في مارس المقبل، التي سأكون حاضرا فيها بإذن الله".
وكشف أنه في خلال عامي 2011، و2012، (قبل سفره من مصر بلا عودة) مثل مرات عدة أمام النيابة التي قال إنها استمعت لأقواله على سبيل الاستدلال، وإنه في إحدى هذه المرات كان في زيارة عمل في لندن، واتصل به المحامي العام، وطلب منه أن يمثل أمامه في جلسة للتحقيق، وإنه عاد (إلى البلاد) فور طلبه.
ومحاولا تعليل هروبه إلى الخارج خلال الفترة الماضية، حتى أذن له السيسي بالعودة، قال هيكل: "بسبب التأجيلات المتتالية، ولطبيعة عملي، كان قراري دائما، أن أمثل أمام قضاء بلدي، عندما يحين وقت مرافعات الدفاع، ونقترب قدر الإمكان من موعد صدور الحكم، حتى لا يتأثر عملي وهو في الخارج (!).. ولكن.. جاء الظرف العائلي، وقبل الظرف جاءت مشيئة الرحمن، لأعود قبل ذلك، ولأكون بجوار أبي، في لحظاته الحرجة، وبجانب عائلتي"، وفق قوله.
وحاول حسن اكتساب قدر من التعاطف، فاختتم رسالته قائلا: "هذه الحالة حالة فريدة، حين يختار مواطن أن يعود لأرض وطنه، ليقف أمام قضاء بلده، وهو عارف بأنه ممنوع من السفر.. وتظل قيمة أي إنسان في عقله، وفكره، وإرادته، والتزامه بالقانون، وبما يمليه عليه ضميره"، وفق قوله.
ومن جهته، علق "سليمان جودة" على رسالة "هيكل الابن"، بنقل رسالة من محمود الطنب، المدير السابق في المصرف العربي الدولي، تساءل فيها عن حق -وفق جودة -: "لماذا تسمح الدولة للأستاذ حسن هيكل بأن يأتي ويحضر جنازة أبيه، ثم لا تعطي الحق ذاته للدكتور يوسف بطرس (وزير المالية الأسبق) في جنازة أبيه وعمه أيضا، (بطرس غالي، وزير الخارجية المصري والأمين العام الأسبق للأمم المتحدة)؟!
كما نقل "جودة" رسالة ثالثة، من خلف محمد ربيع، الممنوع منذ أربع سنوات من السفر إلى إسبانيا، حيث عمله الوحيد الذي ينفق منه على أولاده الجامعيين الثلاثة، لا لشيء إلا لأن شخصا ذا نفوذ أراد أن يحبسه في حدود بلده، فلا يغادره، وفق قوله.
وفي الختام، قال جودة: "من حق حسن هيكل أن يسافر، وأن يعود، ما دام قد اختار العودة، ومن حق غيره أن يتمتع بالحق ذاته، ولا بد أن الدولة في أعلى مستوياتها مدعوة إلى أن تجد حلا في حكاية المنع من السفر هذه؛ لأنها لم تعد مهضومة، كما أنها ضد نص صريح في دستورنا القائم.. اتركوا الناس تسافر وتعود، فلا أحد سوف يفضل أي بلد، مهما كان جماله، على بلده هنا ووطنه؛ لأن هناك شيئا خفيا يشده دائما إليه"، وفق قوله.