أدانت
نقابة الصحفيين المصريين واقعة
اعتداء أحد النواب في برلمان العسكر على صحفي بجريدة الوطن، داعية المحررين
البرلمانيين لمقاطعة أعمال البرلمان لحين التحقيق في الواقعة، مشيرة إلى أنها لن تقبل بتكرار مثل هذه الانتهاكات بحق أعضائها.
وكان النائب محمود خميس، وهو لواء شرطة سابق، وشقيق القيادي البارز بالحزب الوطني المنحل محمد فريد خميس، قد تعدى بالضرب على محمد طارق، صحفي بجريدة الوطن وأحد المحررين البرلمانيين، أثناء ممارسة عمله بالبهو الفرعوني في مقر البرلمان، في جلسة الإثنين.
وأدانت النقابة - في بيان لها الإثنين- بكل قوة هذا الاعتداء، مؤكدة أنها لن تقبل بإهانة أي زميل، وأن دور نواب الشعب هو الدفاع عن حقوق المواطنين وليس الاعتداء عليهم، وعلى من ينقلون لهم الحقيقة، وأنها لن تسمح بتكرار مثل هذه الانتهاكات بحق أعضائها.
ودعت النقابة الصحفيين العاملين داخل البرلمان إلى التوقف عن تغطية أعماله فورا لحين التحقيق في الواقعة.
وأهابت بالزملاء الصحفيين للقيام بدورهم تجاه زملائهم وألا يكونوا طرفا في الصمت على واقعة إهانة زميل من الزملاء.
وشددت النقابة على أن واقعة الاعتداء على محمد طارق لا تنفصل عن السياق العام الذي يتم التعامل به مع الزملاء الذين يغطون أعمال البرلمان، ومحاولات التقييد المستمرة عليهم ومنعهم من أداء دورهم في نقل وقائع الجلسات للجمهور، الذي انتخب هؤلاء النواب ومن حقه مراقبة أدائهم لدورهم.
وبدأت الواقعة، بعد طرد رئيس برلمان العسكر علي عبد العالي، النائب
توفيق عكاشة، من الجلسة العامة، حيث توجه إليه عدد من الصحفيين، وحينها تدخل اللواء محمود خميس، وقال لهم: "امشوا محدش هيتكلم معاه مفيش حاجة هتتقال"، في الوقت الذي لم يعترض فيه "عكاشة" على الحديث إلى الصحافة.
وقبل أن يتكلم "عكاشة"، تعدى النائب محمود خميس، بالضرب على محمد طارق، قائلا: "أنا هعلمك الأدب، وهمنعك من الدخول، وعاوز أعرف رئيس تحريرك علشان أربيه كمان، لأنك إنسان قليل أدب"، وعلى الفور تدخل عدد من أعضاء المجلس لاحتواء الأزمة.
وتقدم المحررون البرلمانيون بمجلس النواب، الاثنين، بمذكرة لعلي عبد العال، رئيس المجلس، لرفض الاعتداء على زميلهم محمد طارق، مطالبين باتخاذ اللازم في هذه الواقعة.
من جانبه، اعتذر النائب محمود خميس، لمحمد طارق، بعد اعتدائه عليه، بالسب والضرب، بعدما حضر (خميس)، بصحبة النائب مصطفى بكري إلى مكتب الصحفيين البرلمانيين، معتذرا عما بدر منه، مؤكدا أنه لم يقصد الإساءة، وأن الأمر سببه توتر شهدته أزمة "عكاشة".
وقال سكرتير نقابة الصحفيين جمال عبدالرحيم، إن "مجلس النقابة لن يقبل اعتذار النائب بعد تعديه على محرر جريدة الوطن، قبل اجتماع المجلس، وبحث الواقعة، وأسبابها وتحديد موقفه من قبول اعتذار النائب من عدمه".
وقال عبدالرحيم، في تصريح صحفي، إن "قانون تنظيم الصحافة ينص على الحبس عاما لمن يعتدي على محرر أثناء تأدية عمله، ولن نتنازل عن حماية كرامة الصحفي وتوفير البيئة الملائمة لأداء عمله في ظل تكرار وقائع الاعتداء على محرري شؤون البرلمان".
وأكد خالد البلشي، عضو مجلس نقابة الصحفيين، أن النقابة مستمرة في التصعيد والاحتجاج، على سوء معاملة المحررين البرلمانيين.
وفي السياق ذاته، أحال برلمان العسكر، النائب توفيق عكاشة، إلى لجنة خاصة للتحقيق معه بعد تجاوزه باللفظ ضد صحفي بجريدة "اليوم السابع".