قتلت ابنتها، واعتقل زوجها وابنها، وذهبت وهاجرت مع أولادها بعد وعد ووعيد من النظام
المصري، إنها السيدة سناء عبد الجواد، زوجة القيادي الإخواني محمد
البلتاجي.
وفي رسالة لابنها المعتقل أنس، نشرتها مساء الأربعاء عبر حسابها على "فيسبوك"، تحدثت سناء عبد الجواد عن اضطرارها للسفر بعد إلحاح شديد من أنس.
واستهلت الأم رسالتها بالدعاء بأن تصل إلى ابنها، فقالت: "رسالة إل ابني الحبيب أنس البلتاجي وراء القضبان.. اللهم بلغها له عني، ابني الحبيب الغالي قرة عيني وفلذة كبدي.. قد باعد الظالمون بيني وبينك ولكن القلوب تلتقي"، وفق ما جاء في الرسالة.
وأضافت: "حبسوك يا أنس غدرا وظلما وانتقاما، ولكني عهدتك منذ صغرك رجلا تتحمل الصعاب، صحيح قد كتبوا عليك حرمانا من أبيك وأمك وإخوتك، ولكن مهما باعدوا بيننا فلن يستطيعوا أن يحبسوا أرواحنا أن تلتقي طوال الوقت".
وتابعت: "قد حولت يا أنس سجنك جنة، جنتك في قلبك فماذا يفعلون معك، حبسوك انفراديا، حرموك من استكمال دراستك، ولكن كما قال لك أبوك يا أنس أنك نجحت في كل مجالات الحياة"، وذكرت قصة النبي يوسف، "وقد من الله عليه إذ أخرجه من السجن وجمع بينه وبين إخوته وأبيه".
واسترجعت آخر تظاهرة حضرتها مع ابنها قائلة: "ما زلت أسمع هتافك يا أنس في آخر مسيرة عندما أطلقوا علينا الغاز المسيل ففرقونا، وأنت تمسك بيدي لتسرعني وتهتف.. لن تركع أمة قائدها محمد.. حقا ما قلت فلن تركع أمة محمد وفيها شباب مثلك وكل الأحرار، تدفعون ثمن الحرية وهي تستحق وأنتم لها أهل".
وعبرت السيدة سناء عن شوقها لابنها وابنتها أسماء التي قتلت خلال فض اعتصام رابعة، وزوجها. وقالت: "أفتقدك يا أنس كما أفتقد أباك وأختك الشهيدة أسماء قرينتك وصديقتك ومن تشبهك في جمالك واتزانك، لعن الله من فرق وباعد بيننا وصب علي الظالمين غضبه وانتقامه".
وتحدثت عن اضطرارها للسفر، فقالت: "تركتك يا أنس بإلحاح منك عندما قلت لي: يا أمي إنهم لن يتركوك وإخوتي الصغار فلا تجمعوا علي الشدائد بالقلق عليكم.. تركتك في حفظ الله ورعايته ومعيته وقد استودعتك الله وهو خير الحافظين".
واختتمت رسالتها بالأمل في جمع شمل عائلتها من جديد، قائلة: "ستطوى هذه الأيام يا أنس وسننعم قريبا إن شاء الله ونحن نرى قصاصا عادلا فيمن حرمنا من حبيبتنا وحرمنا منك وأبيك"، وفق قول سناء عبد الجواد في رسالتها لابنها.