اتهم السفير
المصري في روما، عمرو حلمي، جماعات إسلامية متشددة بقتل
الطالب الإيطالي "جيوليو ريجيني"، الذي عثر على جثته الأسبوع الماضي في القاهرة، بعد اختفائه لمدة عشرة أيام.
وأضاف حلمي، في تصريحات لوكالة أنباء "أنسا" الإيطالية، نشرتها مساء الثلاثاء، أنه لا يمكن استبعاد احتمالية أن يكون إسلاميون متعصبون أو سلفيون متطرفون أو منتمون لتنظيم الدولة الإسلامية يقفون وراء خطف "ريجيني" وقتله، بعد تعرضه لتعذيب بشع.
وأوضح السفير المصري أن الجهة التي ارتكبت هذه الجريمة تسعى من ورائها إلى تدمير العلاقات القوية بين مصر وإيطاليا، مشيرا إلى أن عمق ومتانة الروابط الاقتصادية والسياسية بين البلدين أقوى من هذه الحادثة، وستساعد على تجاوز تبعاتها سريعا.
لكن وكالة "أنسا" الإيطالية أشارت في تعليق لها على تصريحات "حلمي" إلى أنه لم تعلن أي جهة حتى الآن مسؤوليتها عن قتل "جيوليو ريجيني"، الأمر الذي يلقي ظلالا من الشك على تلك الرواية.
وكان وزير الخارجية المصري "سامح شكري" قد نفى، في مقابلة يوم الثلاثاء مع مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، ضلوع أي جهاز أمني مصري في قتل الطالب الإيطالي، مطالبا وسائل الإعلام في البلدين بعدم استباق نتائج التحقيقات.
وانتقد "شكري" بشدة البيان الذي صدر الأسبوع الماضي من وزارة الداخلية المصرية عقب العثور على جثمان "ريجيني"، الذي أكدت فيه الوزارة أن سبب وفاته هو تعرضه لحادث سير، وأشار وزير الخارجية إلى أن هذا البيان كان خطأ كبيرا من جانب الداخلية المصرية.
وفي سياق ذي صلة، نفت الحكومة الإيطالية أن يكون جيوليو ريجيني عميلا للمخابرات الإيطالية، وقال "بينديتو ديلا فيدوفا"، مساعد الخارجية، إن هذه التقارير التي تشير إلى عمل الطالب القتيل لحساب أجهزة أمنية إيطالية لا أساس لها من الصحة.
بدافع السرقة
وعلى مستوى جهود البحث عن قتلة "ريجيني"، قالت مصادر قضائية مصرية إن أجهزة الأمن تكثف جهودها لتحديد هوية الشخص الذي أبلغ السلطات بالعثور على جثة الطالب الإيطالي في منطقة نائية خارج القاهرة وعليها آثار تعذيب.
كما قامت أجهزة الأمن بتفريغ المكالمات الصادرة والواردة لهاتف ريجيني، يوم 25 يناير الماضي الذي اختفى فيه، وتبين عدم تلقيه أي مكالمات أو رسائل مثيرة للريبة أو تحمل طابع التهديد.
وأكدت مصادر أمنية أن الشرطة لم تعثر على أي متعلقات بشخصية الطالب الإيطالي داخل شقته أو بالقرب من جثته، ومع استبعاد وجود أبعاد سياسية للجريمة، ترجح الشرطة أن تكون السرقة هي الدافع وراء قتل الطالب الإيطالي.
لكن محققين إيطاليين أكدوا أنهم تمكنوا من العثور على جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص بريجيني، فيما لا زال هاتفه المحمول مفقودا حتى الآن.
ضغط إيطالي مكثف
وفي سياق ذي صلة، قالت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية إن مقتل الطالب الإيطالي "جيوليو ريجيني" في مصر خلق توترا بالغا بين القاهرة وروما.
وأضافت الصحيفة أن الحكومة الإيطالية تضغط بشدة على النظام المصري، وتطالبه بإيضاحات حول هذا الحادث البشع الذي هز الشارع الإيطالي.
وأشارت إلى أن نظام قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي يحاول الادعاء بأنه يفعل كل ما يمكنه؛ سعيا وراء استجلاء الحقيقة، لكن هذا لم ينجح في إخفاء الحرج البالغ الذي يشعر به، خاصة في ظل الشكوك المتزايدة حول ضلوع أجهزة الأمن المصرية في قتل الطالب الإيطالي.
وكان وزير الداخلية الإيطالي "أنجيلينو ألفانو" قد أدلى بتصريحات قبل يومين، فسرها البعض على أنها تهديد مبطن للنظام المصري، حين قال إنه من مصلحة السيسي العمل معنا؛ لإظهار الحقيقة، ومعرفة من قتل ريجيني".
ونقلت "ليبراسيون" عن وزير الخارجية المصري "سامح شكري" تصريحاته التي حاول من خلالها التقليل من شأن هذه الجريمة، باعتبارها جريمة قتل عادية يحدث مثلها مئات الجرائم في مصر وإيطاليا كل عام".
لكن الصحيفة علقت بقولها إن اختفاء ريجيني يوم 25 يناير، الذي يوافق الذكرى الخامسة للثورة المصرية، والذي شهد أيضا انتشارا مكثفا للجيش والشرطة في شوارع مصر؛ تحسبا لخروج مظاهرات مناهضة للنظام، ثم ظهور جثته بعد ذلك بعشرة أيام، يجعل اتهام أجهزة الأمن بقتله أمرا غير مستبعد.