قال المحلل الأمني الإسرائيلي تسفي برئيل، إن الرئيس الروسي فلاديمير
بوتين، حول
سوريا إلى مشروعه الخاص وساحته التي لا يسمح لأحد باللعب فيها، بعد توفيره الغطاء الذي عجزت عن توفيره إيران خلال السنوات الماضية.
وقال برئيل في مقاله في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، إن
روسيا لم تنجح في سوريا فقط بإحداث تحول عسكري واستراتيجي بسبب المساعدة العسكرية التي تمنحها لجيش النظام، بل أيضا لأن عملها في سوريا لا يسمح لأي قوة أخرى تقريبا، أمريكية أو تركية أو أوروبية، بالعمل خارج الإطار الذي تسمح به.
ولفت إلى أن روسيا لا تحارب من أجل الأسد ونظامه ولا من أجل أن تقطف إيران الثمار السياسية للانتصار في حال جاء، ولكن لـ"تضع الولايات المتحدة وأوروبا أمام حقيقة أن من يريد العمل في سوريا سياسيا أو عسكريا فسيصطدم مع روسيا أو يضطر للعمل معها بحسب قوانينها".
وقال إن الولايات المتحدة لا تريد ولا ترغب في العمل ضد روسيا في سوريا ولا تستطيع إقناع المعارضة بالحصول على موقف متفق عليه، وسوف تستمر في قضم أظافرها على ضوء التقدم الروسي.
وأضاف أنه "في جميع الحالات، لن يكون في هذا شيء جديد. فقبل الحرب الأهلية أيضا، كانت سوريا وإيران، ولم تكن السعودية والولايات المتحدة، اللتان أمسكتا بلجام التأثير حول ما يحدث في سوريا. الأمر الجديد هو أن تأثير روسيا ومكانتها سيتفوقان على ما لإيران التي استُبعدت إلى حد معين عن ساحة المعارك واتخاذ القرارات".
وأوضح أن القيادة الإيرانية غير غافلة عن المطامح الروسية، لكن إيران لا يمكنها الآن تقديم الدعم الذي تقدمه روسيا في هذه المنافسة بينهما، لكن اللافت هو كيف أن وسائل الإعلام الإيرانية تتجاهل القصف الجوي الروسي في الأيام الأخيرة، بحيث يبدو كأن القوة الوحيدة التي تحارب في سوريا هي حرس الثورة وحزب الله وقوات سورية.
وعلى صعيد التلويح السعودي بالتدخل البري، قال الكاتب إنه ليس واضحا عدد الجنود الذي يتم الحديث عنه وما هي الأهداف ومن الذي سيقود القوات، و"ما إذا كانت الولايات المتحدة وتركيا ستوافقان على إعطاء مظلة جوية أم إن السعوديين سيستخدمون سلاح الجو الخاص بهم.. فهو باختصار حديث عن بالون اختبار غير مملوء بشكل كامل بالهواء".
ولفت إلى أن التأثير "سيكون سيئا في حال فشل هذا البالون" خاصة أن التحالف "لم يثبت نفسه في محاربة تنظيم الدولة في العراق، والحرب في سوريا لم تمنحه الميداليات. وعموما فإنه يبدو أن الحرب ضد داعش تتقزم أكثر فأكثر على ضوء السيطرة الشبيهة بالشيشان من قبل فلاديمير بوتين".