قال باحثون وإعلاميون في تل أبيب إن "تكتلا جيواستراتيجيا إقليميا تشكل بمبادرة من
إسرائيل ضد
تركيا".
وقال البروفيسور آرييه مكيل، الباحث البارز في جامعة بار إيلان، والسفير الأسبق في أثينا، إن العداء لتركيا يمثل القاسم المشترك للدول التي انتظمت في التحالف الذي أعلن عنه الخميس الماضي، في العاصمة القبرصية نيقوسيا، وضم كلا من إسرائيل وقبرص واليونان.
وفي مقال نشرته صحيفة "هآرتس" في عددها الصادر الثلاثاء، نوه مكيل إلى أن إسرائيل اتبعت استراتيجية لإقناع القبارصة واليونانيين بتعزيز العلاقات الاستراتيجية معها من خلال التلويح بإمكانية تحسين العلاقات مع أنقرة على حسابهم.
وأشار مكيل إلى أن تل أبيب عمدت إلى نشر تقارير حول الاتصالات التي تجريها مع تركيا من أجل دفع أثينا ونيقوسيا للمضي قدما في توسيع مجالات التعاون الاستراتيجي معها.
وشدد مكيل على أن إسرائيل استغلت نظرة النخب السياسية
اليونانية والقبرصية العدائية لتركيا، والتي تنظر لها على أنها العدو الأول.
ولفت مكيل الانتباه إلى حقيقة أن حركة "سيريزا"، التي يرأسها تسيفاريس، تمثل اليسار المتطرف في اليونان، وكانت تحرص على توجيه انتقادات لاذعة لإسرائيل بسبب سياساتها تجاه
الفلسطينيين عندما كانت في المعارضة، مستدركا بأن العداء لتركيا والرهان على عوائد العلاقة مع إسرائيل غير بوصلة الحركة بشكل تام.
ومما يدلل على تحقق الرهانات الإسرائيلية على العلاقة مع اليونان، حقيقة أن ممثل أثينا في الاتحاد الأوروبي هو الذي قاد المعارضة ضد اقتراح تمييز البضائع التي تنتج في المستوطنات اليهودية المقامة في الضفة الغربية عند تسويقها في أوروبا.
ويذكر أنه قد عقد الثلاثاء الماضي بين وزير الحرب الإسرائيلي ونظيره اليوناني فانوس كامنوس في أثينا، ويوم الأربعاء عقدت الحكومتان اليونانية والإسرائيلية اجتماعا مشتركا في القدس المحتلة برئاسة تسيفاريس، ونتنياهو.
من ناحيتها، ذكرت صحيفة "معاريف" في عددها الصادر الاثنين أن قبرص تؤيد بشكل تلقائي القرارات التي تتخذها اليونان، منوهة إلى أن هذا يعني أن إسرائيل تحظى بدعم دولتين في الاتحاد الأوروبي بشكل مطلق وبدون أي تردد.
إلى ذلك، قال أودي سيغل، المعلق في قناة التلفزة الإسرائيلية الثانية، إن التحالف الإقليمي الجديد يضم مصر السيسي، التي تجاهر بعدائها لتركيا وترى مصلحة كبيرة في العمل ضدها.
وفي تعليق بثته القناة الليلة الماضية، استدرك سيغل بأنه في حال اقتنع نتنياهو بأنه يمكن التعايش مع الشروط التي تضعها تركيا لتطبيع العلاقات مع تل أبيب فإنه سيتمكن من إقناع القبارصة واليونانيين والسيسي بوجاهة موقعه.
يشار إلى أن يعلون صعد من انتقاداته لتركيا، حيث إنه اتهمها بشراء النفط من تنظيم الدولة.