أظهرت سيدة
مصرية ترتدي خمارا طويلا أبيض اللون شجاعة منقطعة النظير عندما اختارت أن تتوجه إلى ميدان التحرير، وأن تقف في منتصفه قريبا من صينيته الشهيرة في مواجهة مجمع التحرير، على مقربة من أنصار رئيس الانقلاب عبدالفتاح
السيسي، وأفراد الجيش والشرطة، لترفع يدها فجأة بعلامة "رابعة" في وجوههم، مرددة هتافات عالية بصوتها الواهن: "أمن الدولة لسه كلاب.. والسيسي هو الإرهاب.. اللي بيقتل أهله وناسه يبقى خسيس من ساسه لراسه".
وهنا شتمها أنصار السيسي من البلطجية والسريحة الذين يستعين بهم جهاز الشرطة في التواجد الدائم بميدان التحرير، ففرت منهم، لكن أفراد الشرطة أمسكوا بها، وقال لها أحد أنصار السيسي: "ابعدي من هنا"، وحاول آخر ضربها بقطعة خشبية يستخدمها كحامل لصورة السيسي، قائلا: "مش عاوزين بتوع "رابعة" هنا.. بنحبك يا سيسي".
ثم التف حولها عدد من أمناء الشرطة والضباط، ويحمل كل منهم جهازه اللاسلكي، وبعضهم في ثياب مدنية، وآخرون في الزي الرسمي، وبحسب مناداة أحد الضباط لها فإن اسمها هو "عائشة"، وفق صحيفة "الشروق".
وتروي الصحيفة أن أفراد الأمن اصطحبوها إلى مدخل شارع طلعت حرب، لكنها كانت تهتف بين دقيقة وأخرى بصوت لا يكاد يسمعه الواقفون حولها، مرددة العبارات ذاتها التي تنال من السيسي.
ولاحقهما أنصار السيسي غاضبين، وصاح أحدهم: "فتشوها.. هاتوا واحدة ست تفتشها"، وهتف آخر في وجهها: "السيسي.. السيسي"، لكنها لم تعبأ بهم، وواصلت هجومها الضاري على السيسي.
وحاول أحد أفراد الأمن طمأنتها فقال لها: "معلش.. ما تخافيش"، فيما حاولت سيدة، يبدو أنها صحفية، بذكاء، اصطحابها معها، حتى لا تصاب بمكروه، ثم لجأت إلى الحيلة، حتى تفلتها من أيديهم، فقالت: "يا جماعة.. أنا عارفاها.. دي واحدة مريضة نفسية أصلا".
لكن أفراد الأمن احتجزوها عند أحد أطراف الميدان، وبحسب رواية صحيفة "اليوم السابع" فإنه تم القبض عليها، ثم إحالتها إلى النيابة العامة، حيث باشر وكيل أول نيابة قصر النيل، حسام خلف الله، التحقيق معها بتهمة "الانضمام إلى جماعة إرهابية، والتحريض ضد قوات الجيش والشرطة"!
ولم يتسن لصحيفة "
عربي21" معرفة مصير السيدة، وما إذا كان قد تم إطلاق سراحها أم لا، لكن بعض النشطاء قالوا إن لها زوجا وابنا قتلا على يد أمن النظام، وأنه "ليس لديها ما تخسره"، بحسب تعبير أحدهم.