قالت صحيفة "التايمز" البريطانية إن الولايات المتحدة تنشئ
قاعدة عسكرية سرية شمال
سوريا، موضحة أن مصادر أمريكية أقرت بنشر قوات برية في إطار إستراتيجية محاربة تنظيم الدولة الإرهابي في العراق وسوريا.
وأضافت "التايمز" في عددها الصادر السبت، أن معهد "ستراتفور" للتحليلات الأمنية نشر صورا التقطت بواسطة أقمار صناعية، قال إنها لتوسعة مدرج طائرات مهجور ببلدة رميلان في محافظة
الحسكة (شمال) الخاضعة لسيطرة الأكراد، وتوضح الصور - وفق المركز- أن واشنطن تمد المدرج من سبعمائة متر إلى كيلومتر و300 متر.
وسجلت الصحيفة نقلا عن مصادر محلية قولها إن هذا هو الوجود الأمريكي الأول في سوريا، وتابعوا أن عشرات الجنود الأمريكيين موجودون في هذه القاعدة التي تبعد عدة كيلومترات عن الحدود التركية والعراقية.
ويرفض مسؤولون أمريكيون الحديث عن المطار، في حين يؤكدون نشر عدد صغير من القوات الخاصة والمستشارين على الأرض، وأوضح المتحدث باسم القوات الأمريكية في العراق، الجنرال ستيف وارن، أن "المهمة الخاصة لهذه القوات تمنعنا من الحديث عن مكان نشرها".
وقال الناشط أبو جاد الحسكاوي لصحيفة تايمز إن "المطار أعيد بناؤه، والآن بات مهبطا للمروحيات الأمريكية ومركز قيادة لهم".
وقال وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر، الجمعة، إنه يتم إرسال المزيد من القوات البرية على الأرجح لدعم القوات الموجودة هناك لكن جزءا من الإستراتيجية أيضا هو لدعم القوات المحلية "وليس محاولة أن نحل محلها".
وتنفي القيادة العسكرية الأمريكية سيطرتها على أي مطار في سوريا، مشيرة في الوقت نفسه إلى أنها تسعى "باستمرار إلى زيادة فاعلية الدعم اللوجستي" لقواتها في سوريا.
اعتراف رسمي
وقال مصدر عسكري سوري: "يجهز الأمريكيون قاعدة عسكرية في منطقة تدعى أبو حجر في جنوب رميلان (ريف الحسكة الشمالي الشرقي) منذ أكثر من ثلاثة أشهر".
وأضاف المصدر العسكري السوري في تصريحات صحافية، أن عشرات الخبراء الأمريكيين يشاركون "في تجهيز القاعدة" بمشاركة وحدات حماية الشعب الكردية، "وقد باتت شبه جاهزة للعمل".
وأضاف المصدر أن القاعدة "معدة لاستقبال مروحيات وطائرات شحن، ويبلغ طول مدرجاتها 2700 متر وهي مؤهلة لأن تتحول إلى مهبط لطائرات عدة تقل عتادا وذخائر".
وأكد عدم وجود أي طائرات حربية مقاتلة فيها كما لم يتم استخدامها حتى الآن في عمليات عسكرية.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن "مطار رميلان بات شبه جاهز للاستخدام، وتم توسيع مدرجه خلال الأسابيع الماضية بالتزامن مع هبوط وإقلاع طائرات مروحية أمريكية".
وقال: "من شأن المطار أن يتحول إلى مقر للمستشارين الأمريكيين الذين دخلوا الأراضي السورية قبل شهرين".
وكشف في تشرين الثاني/نوفمبر عن دخول عسكريين أمريكيين إلى مناطق يسيطر عليها الأكراد حدودية مع تركيا لتدريب ودعم المقاتلين الأكراد في عمليات ضد تنظيم الدولة.
الجيش الحر
وقال العميد ركن أحمد رحال، المنشق عن الجيش السوري: "من الواضح أن واشنطن أحسّت بالفراغ الذي تركته في سوريا واستغلته موسكو بتواجدها العسكري وسحبها البساط من تحت أقدام الأمريكيين.. لذلك تحاول اليوم الزحف بصمت للعودة نحو سوريا وعدم تكرار الخطأ التركي الذي تخلى عن الكثير من الفرص لإقامة المناطق الآمنة بالداخل السوري وفقدها بعد التدخل الروسي".
وأوضح العميد السوري المنشق في تصريحات صحافية، أن العودة الأمريكية كانت عبر قوات خاصة تموضعت في مناطق سيطرة الأكراد ومن ثمة تجهيز قاعدة الرميلان الجوية، وهي تهدف بشكل خاص إلى دعم عمل التحالف الجوي عن طريق إيجاد نقاط توجيه أمامية على الأرض تستطيع من خلالها دعم العمليات الجوية، وقد تضم طائرات تتواجد ضمن القاعدة تشكل قوات تدخل سريع عند الحاجة.
منافسة روسيا
وأعلن مسؤولون أمريكيون أنهم رصدوا تحركات
روسيا في شمال شرق سوريا في إطار خطة روسية، على ما يبدو، لإقامة قاعدة عسكرية لها هناك، وقالوا إن أمريكا رصدت عناصر من العسكريين الروس في مطار مدينة
القامشلي.
وكانت تركيا قد قالت إن قوات روسية، ترافق قوات النظام السوري في تحركاتها، ضمن المناطق الخاضعة لسيطرة الأخيرة، خصوصا في مدينة القامشلي، شمال شرقي سوريا.
ووجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنذارا للمحاولات التي تقوم بها روسيا بنشر قواتها شمال سوريا بمحاذاة الحدود التركية، منوها إلى أن هذه الخطوة لن تتسامح فيها تركيا بأي حال من الأحوال.
وأكد أردوغان أن تركيا لن تتهاون مع مثل هذه التشكيلات التي تتكون بشمال سوريا على طول المنطقة الممتدة من الحدود العراقية وحتى البحر الأبيض المتوسط، مشيرا إلى أنه في هذه الحالة لا يستطيع أحد أن يلوم عليه أي تصرف سيقوم به حيث إنه حذر من البداية.