نشرت صحيفة لوفيغارو الفرنسية تقريرا حول المضايقات والتهديدات التي يتعرض لها
المسلمون في مدينة "لاغني دي مارن" في
فرنسا، حيث إضطر المسلمون إلى أداء
الصلاة في ملعب للكرة الطائرة، بعد أن قامت السلطات المحلية بإغلاق المسجد.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن السلطات المحلية في مدينة "لاغني دي مارن" قررت إغلاق المسجد، إثر عملية مداهمة وتفتيش نفذتهما الشرطة؛ في الوقت نفسه، اكتفت السلطة المحلية بإعلانها عن فتح قنوات الاتصال مع الجالية المسلمة في المدينة.
وأضافت الصحيفة أن مجموعة من المصلين في
مدينة لاغني، اضطروا للتوجه إلى أحد الملاعب الرياضية، الذي يبعد مئات الأمتار عن المسجد الذي تم إغلاقه، لأداء صلاة الجمعة؛ بينما صرّح بيير تبالديني، مدير مكتب العمدة، بأن "هذا ما يمكن أن توفره السلطة المحلية للمسلمين بعد يومين من إغلاق مسجد المدينة، إذ لا يمكن إعادة فتح المسجد في هذه الفترة".
وذكرت الصحيفة أن المداهمات والاعتقالات الأخيرة للشرطة المحلية كانت محل جدل واسع في لاغني، حيث قامت الشرطة بحظر السفر على 22 شخصا من أبرز المترددين على مسجد المدينة، بينما مازالت التحقيقات متواصلة مع تسعة أشخاص آخرين.
وأشارت الصحيفة إلى أن التحقيقات شملت عددا من الأشخاص الذين يتوافدون دائما على المسجد، وقد تعرض بعض الأشخاص، مثل غريغ، إلى مضايقات من الشرطة المحلية خلال المداهمات؛ ويقول غريغ إن عناصر الشرطة داسوا على سجادات الصلاة، وألقوا كتبه الدينية على الأرض، وسخروا من لحيته المعفاة، كما ذكر رجل مسن أن الشرطة قيدته واضطر "للبكاء بشكل درامي".
وقالت الصحيفة إن المجتمع الفرنسي يشاهد الاعتقالات والمداهمات التي يتم التحدث عنها في شاشة التلفاز، كأنها زيارات عابرة تقوم بها الشرطة، وإنه من الضروري أن تكون هناك نتائج واقعية لهذه العمليات. وذكرت الصحيفة أن المداهمات قد تزايدت في الفترة الأخيرة، بعد التصريح القوي لوزير الداخلية الفرنسي، برنار كازانوف.
وفي السياق نفسه، اعتبر بيار تبالديني أن ما تقوم به الشرطة هو "إجراءات عادية" بالنظر للتهديدات الإرهابية التي تتعرض لها فرنسا؛ بينما أكد أحد أعضاء اتحاد الديمقراطيين المستقلين، أن نتائج المداهمات لا تدعم هذه الإجراءات.
وأضافت الصحيفة أن مدير مكتب العمدة في مدينة لاغني؛ يرى أن الهدف من هذه الضجة المتزايدة حول المداهمات الأمنية، هو محاولة طمأنة الفرنسيين، كما يؤكد أن الحديث المتزايد عن تورط المسلمين في نشاطات إرهابية في المدينة، ستكون له نتائج عكسية.
وقالت الصحيفة إن المداهمات الأمنية التي استهدفت مسجد مدينة لاغني كانت مدروسة، بعد أن تم اتهام هذا المسجد باستقطاب عدد من الأشخاص المتطرفين في السنوات الأخيرة، منذ أن قام رجل يدعى محمد حمومي بتنصيب نفسه إماما منذ سنة 2009.
وقد لقي الخطاب الديني الراديكالي الذي اتبعه حمومي، إلى حدود تاريخ عزله في كانون الثاني/ يناير 2015، آذانا مصغية من طرف الشباب في المدينة.
وأضافت الصحيفة أن تبالديني اعتبر أن "المشكلة هي أنهم لم يفعلوا شيئا لإبعاد هؤلاء الأشخاص المتطرفين عن الشباب في ذلك الوقت"؛ أما في هذه الفترة، فإن مدير مكتب العمدة يعمل على تحسين العلاقات مع المسلمين في المدينة، وفتح قنوات التواصل معهم.
ولذلك فإن العلاقة بين السلطة المحلية والمسلمين يمكن أن تكون أفضل، إذا استطاع الشباب المسلم في المدينة التعبير بطريقة أفضل عن مشاغلهم.
وفي الختام؛ اعتبر تبالديني أن الجالية المسلمة تشارك المجتمع الفرنسي مشاغله واهتماماته، حيث شارك عدد من المسلمين في مراسم إحياء ذكرى هجمات باريس، في 16 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.