نجح المرشح المستقل
سمير غطاس في الفوز بمقعد البرلمان عن دائرة مدينة نصر بالقاهرة، في المرحلة الثانية من الانتخابات التي أجريت الأسبوع الماضي، ونجح في الحصول على 85% من أصوات الناخبين ما مكنه من الفوز من الجولة الأولى دون الحاجة لخوض الإعادة.
وحصد المرشح نحو 54 ألف صوت على الرغم من أن أبناء دائرته لا يعرفون على وجه اليقين اسمه الحقيقي أو ديانته أو حتى طبيعة عمله.
وظهر اسم سمير غطاس منذ شهور قليلة فقط بشكل مفاجئ، وأصبح ضيفا دائما على البرامج التلفزيونية
المصرية، حيث يقدم نفسه على أنه كاتب ومفكر سياسي ورئيس منتدى الشرق الأوسط للدراسات السياسية، ومدير مركز مقدس للدراسات الاستراتيجية.
وأصبح هذا النائب الجديد يمثل لغزا كبيرا، حيث يحيط الغموض بشخصيته بصورة يصعب معها على المواطن العادي معرفة حقيقته.
محمد أم غطاس؟
وظل غطاس يظهر لسنوات عديدة في القنوات العربية التي تستضيفه باسم محمد حمزة، وكان يعرف نفسه على أنه كاتب
فلسطيني منتم لحركة فتح، بينما يظهر على القنوات المصرية باسم سمير غطاس، وحينما أثار البعض الشكوك حول هويته ظهر غطاس عام 2009 على قناة العربية، وأقسم على أن اسمه الحقيقي المدون في جواز سفره هو محمد حمزة.
ومنذ عدة أشهر، وقبل أن يعلن خوض الانتخابات البرلمانية ظهر غطاس في لقاءات صحفية وتلفزيونية، واعترف أن محمد حمزة كان اسما حركيا له، استخدمه في أثناء فترة تعاونه مع حركة فتح الفلسطينية، بل اعترف أن لديه خمسة جوازات سفر بأسماء وجنسيات أخرى مختلفة.
ولم يكن اسمه فقط هو الشيء الغامض، بل إن ديانته أيضا ظلت لغزا، حيث يوضح لقب سمير غطاس انتماءه لعائلة مسيحية، وتناولت وسائل الإعلام فوزه في الانتخابات باعتباره أول نائب مسيحي يفوز بمقعد البرلمان من الجولة الأولى، لكن عمرو هاشم ربيع الخبير فى مركز الأهرام للدراسات السياسية أكد في ندوة عقدها المركز منذ ثلاثة أيام، أن ناخبي مدينة نصر صوتوا لغطاس وهم يظنون أنه مسيحي لكنه في الحقيقة مواطن مسلم..
كما ثارت تساؤلات عديدة حول جنسيته وما إذا كان مصريا أم فلسطيني الأصل.
الكل يريد اغتياله
وفي لقاء تلفزيوني قبل أسبوعين، أكد غطاس أن كل من إسرائيل وحركة حماس وأنصار بيت المقدس والإخوان وجماعات أخرى يسعون لقتله، باعتباره الخصم الأول لهم.
وأوضح أنه تعرض لمحاولة اغتيال فى مدينة نصر في أثناء جولة انتخابية، مشددا على أن ذلك لم يدفعه لتغيير مواقفه من الإخوان أو حماس.
وأضاف "غطاس" أن الموساد الإسرائيلي يطارده لأنه كان مساعدا لـ "أبو جهاد" نائب ياسر عرفات والمسؤول عن العمل العسكري داخل وخارج فلسطين الذي اغتالته إسرائيل عام 1982.
كما أكد غطاس أنه قام بتدريب مصطفى شمران، أول وزير دفاع لإيران عقب الثورة الإسلامية، وحسن نصر الله قبل أن يتولى منصب الأمين العام لحزب الله اللبناني.
وقال إنه شارك في عدة هجمات فدائية داخل إسرائيل في ثمانينيات القرن الماضي، وساهم في أسر ثمانية جنود إسرائيليين في البقاع اللبناني عام 1982 ولازال يحتفظ بأوراقهم العسكرية حتى الآن.
وفي عام 2014 حصل على وسام الاستحقاق والجدارة الفلسطيني من الرئيس محمود عباس، الذي لا يزال يعمل مستشارا له.
معاد للإسلاميين
ولا يخفي غطاس عداءه الشديد للحركات الإسلامية وعلى رأسها الإخوان المسلمون وحركة حماس الغريم التقليدي لفتح في فلسطين، حتى إنه أعلن في بيان صحفي خلال الحملة الانتخابية أن أجهزة أمنية سيادية قررت تشديد الحراسة السرية عليه، بعد تلقيها معلومات بتخطيط عناصر تابعة لحماس لاغتياله بتمويل قطرى.
كما ساهم غطاس في تشكيل حملة "لا للأحزاب الدينية" التي تطالب بحل حزب النور السلفي، والتحذير من انتخاب أي مرشح ذي مرجعية إسلامية في الانتخابات.
ولا يعرف أحد حقيقة منتدى الشرق الأوسط للدراسات السياسية الذي يعلن غطاس ترأسه أو الجهة التابع لها.
وبعد فوزه في الانتخابات، أكد غطاس أن فوزه بالانتخابات يعد إنجازا مهما لمصر التي يحلم بها الجميع وهزيمة للطائفية وللإخوان، موضحا أنه اختار دائرة مدينة نصر التي تعد من أكبر معاقل الإخوان، عندا في الجماعة التي اتخذت ميدان رابعة العدوية مكانا لاعتصامها الشهير".
ويقول سمير يوسف غطاس إنه ولد في القاهرة عام 1948 لعائلة مسيحية مصرية، وحصل على بكالوريوس العلوم السياسية من جامعة القاهره عام 1974، وفي أثناء دراسته الجامعية كان ناشطا سياسيا، وترأس اتحاد الطلاب في الجامعات المصرية.
انضم إلى الثورة الفلسطينية في سبعينيات القرن الماضي لينضم إلى حركة فتح في بيروت، وحمل اسماً حركيا هو محمد حمزة، وعمل مديرا لمكتب خليل الوزير (الشهير بأبي جهاد).
حصل على الماجستير والدكتوراة من جامعة بلجراد الصربية عام 1987 حول الأمن القومي، قبل أن يتخصص في الشأن الإسرائيلي، ويكتب بالصحف الفلسطينية والمصرية.
عمل غطاس مديرا لمركز "مقدس" للدراسات الاستراتيجية التابع لقسم الأمن الوقائي الفلسطيني، وكان من المقربين للقيادي في حركة فتح محمد دحلان.
وبعد سيطرة حماس على قطاع غزة ترك الإقامة في فلسطين وعاد إلى مصر، ليبدأ شن حرب شعواء على الجماعات الإسلامية وخاصة جماعة الإخوان.