قررتُ أن أصبح جعفرا داموس، مثل العراف الأشهر نوسترا داموس، الذي ترك مقطوعات شعرية طلسمية، فصار له مريدون، يزعمون أن تلك المقطوعات تحوي تكهنات حول كل ما سيحدث في العالم على مدى القرون المقبلة، لأن العرب ينفقون على الدجالين سنويا نحو 7 بلايين من الدولارات الخضراء، معظمها تدخل جيوب أفارقة، يزعمون أن لديهم القدرة على إتيان الخوارق، ويجهل من يبذلون تلك البلايين أن هناك خيطا رفيعا بين الخوارق والخوازيق، وصاحبكم أفريقي (راجع الصورة أعلاه).
وعرضت عليكم الأسبوع الماضي، جانبا من تكهنات الأستاذ الجامعي المصري عادل عبد القادر، الذي يزعم أنه يسترشد بنظرية الأكواد الرقمية، وقال في ما قال إن صدام حسين حي ويتمتع بحريته، بعد أن خلصه أنصاره من الأسر، وأن من رأيناه مشنوقا قبل أيام قليلة لم يكن سوى شخص يشبهه أسمه أبو شامة.
وطالما أن التكهنات وقراءة الطوالع صارت حرفة أساتذة جامعيين، فلا تثريب على أبي الجعافر في أن يصبح جعفرا داموس، وكما أوضحت في مقالي الأخير هنا، فإن كلمة "كودية" جاءت من كلمة "كود" الإنجليزية، وتعني الشيفرة أو الرمز الخفي، وبالمناسبة أيضا فإن "شيخة الزار" التي تزعم القدرة على طرد الجان الذي يتقمص أجساد البشر (عادة النساء، ولا تسألني لماذا) وذلك بجعل الشخص المسكون بالجان يرقص ويشرب دم ذبيحة (ولو كان الجان أوربيا فلابد من شرب الخمر والسجائر أثناء الرقص!)، ثم يطالب بما تشتهيه نفسه. المهم شيخة الزار تلك تسمى أيضا "كودية".
نواصل بعد هذا الفاصل، أو كما قال مذيع تلفزيوني ذات مرة على الهواء "نفاصل بعد الواصل": الأستاذ عادل قال إن إسرائيل ستنتهي على يد شخص مصري اسمه محمد من مواليد عام 1981 قبل 15 مايو من عام 2018، وأرجو من القارئ أن "يركَّز" معي تماما: فعلى ذمة صاحبنا عادل هذا، فإن الوضع في الجولان سيظل على ما هو عليه، والجولان محتل من قبل إسرائيل، فإذا كانت إسرائيل ستزول، فكيف يبقى الجولان محتلا من قبل إسرائيل التي "زالت"؟ يا مثبت العقول، ويا خالق الخراف والعجول!
وهناك أنباء سارة بشرنا بها العراف "الجامعي": سيظل الزعيم الليبي معمر القذافي على كرسي الحكم حتى زوال إسرائيل عام 2018، ولا طائل من سؤال الأستاذ عن مقتل القذافي في تلفزة حية شاهدها الملايين في أكتوبر من عام 2011، لأنه قد يردد المقولة الشعبية المصرية "مات ناقص عمر"، وكأنما هناك جهة غير الله جل وعلا، تملك صلاحيات تمديد الأعمار وتقصيرها.
ثم اقرأوا معي بعض خطرفات أبراج ماغي فرح عن العام المقبل: الربكة ستطال الميزان والجدي والحمل ثم السرطان، لكن في شهر حزيران/ يونيو تتغير الصورة ويرتاح السرطان قليلا، (يرتاح من ماذا؟ أساسا هو شغال إيه؟) بينما يعاني الميزان والجدي والحمل، بسبب عدم توافر أي موقع فلكي جيد لديها. أما الجدي فيصبح في الشهور الثلاثة الأخيرة، أفضل من بداية السنة، والميزان يمرّ بتجارب كثيرة مربكة وصدمات مفاجئة.
هذا كلام لا يوجد له نظير حتى في أغنيات شعبان عبد الرحيم. ما علينا، تعالوا نشوف حظ برج آخر: بالنسبة لبرج الحمل، هي سنة التغيرات والمفاجآت، لأنها مليئة بالأحداث (وهل هناك سنة خالية من الأحداث؟ والأحداث قد تكون زواجا أو سفرا أو إصابة بإسهال أو نيل ترقية أو فقدان بعض المال أو نجاح/ رسوب العيال، إلخ).. معذرة يا ست ماغي واصلي: النصف الأول من السنة يحمل انقلابات طارئة لا يتوقعها الحمل (وكأنما الحمل وهو النعجة أو الخروف البيبي يقدر على توقع حتى أكل التبن أو السكين).
طولوا بالكم مع ماغي: بالنسبة للحمل، فستكون هناك "النظرة الأولى"، وزواجا محتملا في كانون الأول/ يناير، وأكتب هذه الكلمات اليوم 30 تشرين الأول/ أكتوبر، وكل شخص حملاوي لم ينعم حتى الآن بالنظرة الأولى أو الغرام ذنبه على جنبه، وعليه إن يكثف محاولات البصبصة خلال الأيام المتبقية من السنة، وأن يمارس ترشيد الإنفاق للاستعداد للزواج، وإذا كانت موارده لا تسمح بتوفير نفقات الزواج خلال الأسابيع المقبلة، عليه أن يسرق أو يختلس.
ثم اسمعوا العجب العجاب يا جماعة الحمل: تشرين الثاني/ نوفمبر سيكون أكثر رومانسية. (طيب: لنفترض أن النظرة الأولى ما زبطت؟ أو الزواج ما حصل؟ ماذا يفعل الحملاويون لضمان الرومانسية في نوفمبر؟).
وننتقل من بيبي النعجة إلى برج الثور، واسمعوا ماغي فرح: سنة التطورات الإيجابية. سنة جيدة. تكون أفضل في نصفها الثاني. يبحث عن جديد، ويتحرى ما كان مخفيا عنه، (والناس تدعو الله ان يكفيها شر المستخبي، الذي هو المخفي) ويوسّع دائرة أعماله إلى الخارج! (أين هو الخارج هذا؟ كندا؟ الصومال؟ أم خارج البيت؟ وتوسيع دائرة الأعمال خارج البيت تسبب خراب البيت) وقد يقع "الثور" في حب شخص غريب أو أجنبي (بالمناسبة فإن الأبراجيين دائما يفترضون أنهم يخاطبون شخصا "خالي طرف"، وبالتالي يتكلمون عن حب متوقع. أما إذا كانت ماغي تقصد أن المولود في برج الثور بِغَضّ النظر عن حالته الاجتماعية، سيحب شخصا غريبا أو أجنبيا فعلى كل من هو متزوج بثور أو ثورة أن يضعه/ها تحت المراقبة).
وكما ترون فإن مسألة التكهنات سهلة، فارسلوا تواريخ ميلادكم وأبراجكم وأرقام بطاقاتكم الائتمانية إلى عنواني الإلكتروني، (لا شأن لي بجماعة السرطان والعقرب)، وأعاهدكم على رفع معنوياتكم بعلاقات عاطفية ناجحة وثروات طائلة، وتبني مواليد الأبراج ذات الأسماء "المُحبطة" في برجي الرائع "العذراء" لأنني من مواليد الفاتح من سبتمبر الذي صار حسن الطالع بعد رحيل مزمجر ليبيا الجزافي.