انتقد صحفي
مصري اتجاه سلطات بلاده إلى إنشاء
وكالة فضاء مصرية، على حساب منح أولوية لإصلاح شبكة
بالوعات الإسكندرية، ما أسفر عن خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات، إثر هطول موجة مياه غزيرة من مياه الأمطار عليها، في الأسبوع الماضي.
وفي مقال في جريدة "المقال"، الأحد، قال الكاتب الصحفي إيهاب التركي إنه "بعد سيول الإسكندرية الأخيرة عانت الإسكندرية خلال أسبوع حوادث متفرقة مرعبة تدق ناقوس خطر للجميع، منها مثلا انهيار عقار في أبوقير من بين عقارات عديدة مرشحة للانهيار بعد أي سيول أخرى أو زلزال متوسط لا قدر الله، وتلا ذلك انهيار عقار آخر في كليوباترا وسط البلد، وحدث أكثر من هبوط أرضي مرعب، أحدهما في حي الإبراهيمية، والآخر في كامب شيزار في أقل من 24 ساعة".
وتابع في مقاله بعنوان: "قبل إنشاء وكالة فضاء مصرية أصلحوا بالوعات المطر في الإسكندرية": "البنية التحتية المتهالكة على وشك الانهيار، وتحتاج إلى حملة قومية من مهنيين وخبراء جيولوجيين ومناخ لإنقاذ المدينة، وبسرعة".
وأشار التركي إلى أن تصريحات مستشار وكالة الفضاء الروسية، الدكتور حسين الشافعي، عن إطلاق أول وكالة فضاء مصرية خلال تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، يمكن أن توضع إلى جوار مشروعات إنشاء محطة طاقة نووية مصرية، ومشاريع ضخمة أخرى مثل إنشاء قناة السويس الجديدة، وبناء عاصمة جديدة، ومشاريع طموحة عملاقة تحتاج إلى ميزانيات ضخمة وخبرات مدربة ماهرة، بينما نحن نفشل في التعامل مع بالوعات صرف الأمطار والمجاري في الإسكندرية.
وقال: "الحقيقة، أي حديث آخر هذه الأيام للحكومة عن مشروعات عملاقة أخرى غير مشروع إنقاذ مدينة شكلت حضارة العالم مثل الإسكندرية، غير مفهوم إطلاقا".
وتساءل: "لماذا نبدد طاقتنا وأموالنا القليلة من أجل مشروعات ضخمة عظيمة بلا شك، وهناك مشكلة عاجلة هي انهيار مدينة عريقة تعاني الإهمال؟".
وأضاف: "توقعت بعد كارثة سيول الإسكندرية الإعلان عن مشروع قومي برعاية الرئيس
السيسي لإنقاذ الإسكندرية، انتظرت مشروعا من محاور عدة: سرعة إنقاذ البنية التحتية التي وصلت إلى مرحلة الخطر الداهم، ووقف تعديات البناء المخالف التي وصلت بحسب إحصاء وزارة الإسكان إلى 20 ألف عقار مخالف، وإنقاذ ثقافي يبدأ بوقف كل أعمال هدم التراث والاعتداء على الأماكن ذات الطابع الثقافي سواء القصور القديمة، وآخرها قصر شيكوربل الجاري هدمه حاليا، أو المعالم الثقافية القديمة، وآخرها أكشاك وكتب محطة الرمل، وإزالة كل التماثيل المشوهة لميادين الإسكندرية، وحملة لإعادة تجميل الإسكندرية، وحملة إنقاذ شوارع الإسكندرية من مشكلات الازدحام المروري والتكدس غير الطبيعي، وخطة إعادة سياحة المؤتمرات وسياحة المصايف من جديد، وإنقاذ الكورنيش من النوادي التي تحجب رؤيته عن المواطن، ومراجعة كفاءة وكفاية حواجز الأمواج التي تمنع غرق الكورنيش كلما ارتفع منسوب الموج".
وقال: "هذه بعض توقعاتي.. وأضعف الإيمان والتوقعات.. قبل أن نغزو الفضاء نصلح بالوعات الصرف".
وشدد في ختام مقاله على أن "إنشاء وكالة فضاء مصرية أمر عظيم تأخر كثيرا ننتظره بفارغ الصبر، لكن لو غرقنا في مياه الأمطار والصرف الصحي لن تنفعنا وكالة الفضاء الجديدة، إلا إذا كانت الحكومة تعد مفاجأة لنا جميعا بتجهيز صواريخ تنقلنا إلى المريخ، وساعتها سنطلب من الأمن الوطني الاتصال بالدكتور عصام حجي، وسؤاله عن ظروف المياه على المريخ، فيه مياه فوق ولا نجيب (نحضر) معانا؟"، وفق تعبيره.