قال الخبير الأمني
الإسرائيلي أليكس فيشمان إن التنسيق بين الجيش الإسرائيلي والجيش الروسي اتخذ مسارا متسارعا. فمنذ بداية الأسبوع والطائرات الروسية تقصف أهدافا في هضبة
الجولان السورية، على مسافة لمسة من الحدود مع إسرائيل.
وقال فيشمان بمقاله في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إن هذه هي المرة الأولى منذ السبعينيات التي تعمل فيها الطائرات الروسية على مقربة من الحدود الإسرائيلية غير أنها هذه المرة لا تعتبر عدوا.
ولفت إلى أن هذه الغارات لم تفاجئ سلاح الجو وشعبة العمليات المسؤولتن عن منع الاحتكاك بين الجيشين اللذين يتشاركان المصالح في سماء
سوريا، بما في ذلك قاطع البحر المتوسط أمام الشواطئ السورية.
إلا أنه أشار إلى أن درجة التأهب في إسرائيل ارتفعت هذا الأسبوع منعا لوقوع حالات خلل وسوء فهم، من شأنها أن تتسبب بالمس بالطائرات الروسية أو العكس. وفضلا عن التنسيق بين الجيشين، فإن لدى إسرائيل القدرة على متابعة كل طائرة روسية في السماء السورية.
وأضاف: "خلقت الجهود الروسية في شمال سوريا سلسلة من الحوادث مع تركيا بعد أن دخلت الطائرات الروسية إلى مجالها، وفي إسرائيل يقدرون أن هذا جزء من الخصومة المتعمقة بين أردوغان وبوتين حول المسألة السورية. أما العلاقات مع إسرائيل بالمقابل، فلا تستدعي ردا عنيفا في حالة دخول طائرة روسية بالخطأ إلى المجال الجوي الإسرائيلي".
وبحسب الكاتب، فإنه سبق الهجوم في الجولان اتفاق روسي أردني هدفه منع الاحتكاك بين الجيشين. فقد استدعى النشاط العسكري الأردني في إطار التحالف ضد تنظيم الدولة، الروس للحصول على موافقة الأردنيين قبل البدء بالعمل في منطقة جنوب هضبة الجولان.
وبدأ الهجوم الجوي الروسي في الجولان في سفوح جبل الشيخ، كجزء من المساعي لمساعدة قوات الأسد التي تحاول المرة تلو الأخرى احتلال القنيطرة والمناطق التي في شمالها. ويهاجم الروس في مركز هضبة الجولان، وأفادت أمس وكالة الأنباء الإيرانية بوقوع هجمات جوية روسية في جنوب الجولان السوري، في منطقة درعا.
ولفت فيشمان إلى أن الخبراء في إسرائيل يقدرون أن الجهد الجوي الروسي في هضبة الجولان هو جزء من خطة أوسع، هدفها إعادة الجيش السوري إلى مناطق حيوية تضمن بقاء نظام الأسد.
ولفت إلى أن الجهد الأساس يتركز في مناطق القلمون وحلب، حيث يعمل على الأرض رجال حزب الله والحرس الثوري الإيراني والجيش السوري. أما الجهد الثانوي، الآخذ في التطور، فهو في الجولان السوري. وتنسق قيادة مشتركة تتخذ من بغداد مقرا لها عمل هذه الجهات الأربع،
روسيا وسوريا وإيران وحزب الله. والتخوف في إسرائيل هو أنه إذا ما أعطى الجهد الروسي ثماره، ونجح الأسد في أن يستعيد أجزاء من الجولان، فسيسمح الأمر بموطئ قدم لإيران وحزب الله في الحدود الشرقية.
وقال إن مداولات نتنياهو ورئيس الأركان آيزنكوت في موسكو، أوضحت للروس أن إسرائيل ستحرص على الخطوط الحمراء التي حددتها، وهي لن تسمح بنقل سلاح من سوريا إلى حزب الله ولن تسمح بأي مس بسيادتها، سواء كان هذا عملا إرهابيا أم إطلاق نار، وإن كان بالخطأ. وأضاف أن كل حدث كهذا سيرد عليه عسكريا، والروس مطالبون بألا يتدخلوا..
وخلص إلى أن هذا لم يخضع بعد للاختبار: "فإذا قررت إسرائيل، مثلا، أن تهاجم قافلة سلاح في سوريا متجهة إلى حزب الله، فهل سيخلي الروس السماء كي لا ينزعجوا؟".