قال المحلل العسكري
الإسرائيلي عاموس هرئيل، إن
روسيا تعتزم تثبيت حقائق جديدة في
سوريا وبذلك فهي تقيد حرية العمليات الإسرائيلية في سماء سوريا.
وأشار هرئيل في مقالته بصحيفة "هآرتس"، الأربعاء، إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أعرب عن قله من الهجمات الإسرائيلية في سوريا خلال لقائه بالرئيس الأمريكي باراك أوباما في نيويورك.
ونوه إلى أن بوتين ربما لم يقصد في حديثه نار الصواريخ الإسرائيلية في بداية الأسبوع في هضبة الجولان، حيث هاجم الجيش الإسرائيلي موقعين للمدفعية العسكرية السورية، ردا على "تسلل" النار من المعارك بين الجيش السوري والثوار إلى داخل الأراضي الإسرائيلية.
وأشار هرئيل إلى تصريحات لأوباما كانت بشكل عام، وكان يقصد بها سلسلة الهجمات المنسوبة لإسرائيل في الأراضي السورية في السنتين والنصف الأخيرة.
وذكر تصريحات قال فيها وزير الدفاع موشيه بوغي يعلون الثلاثاء، أن إسرائيل لا تنسق في أعمالها في الشمال مع روسيا.. "لدينا مصالح، وعندما تهدد فإننا نعمل وسنواصل العمل، وقد أوضحت هذا للرئيس الروسي أيضا".
وأضاف يعلون أنه: "ليس لنا نية للتخلي عن قدرتنا في الدفاع عن مصالحنا، وأقترح ألا يجربونا. سنواصل الدفاع عن خطوطنا الحمراء".
ونوه إلى أن الطائرات القتالية الروسية، التي ترابط منذ بداية الشهر في الشمال الغربي لسوريا، لم تشارك بعد مشاركة فاعلة في هجمات جوية هامة ضد أهداف تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).
فالطواقم الجوية الروسية تعنى الآن بدراسة الساحة السورية وبجمع المعلومات الاستخبارية وبالتدريب على منظومة القيادة والتحكم التي أقيمت في القاعدة قرب بلدية اللاذقية، في المنطقة التي يسيطر عليها
نظام الأسد. وإلى جانب ذلك، فقد نشرت بطاريات الدفاع الجوي في القاعدة، ولكن في هذه المرحلة لم يسجل أي احتكاك للروس مع أسلحة جو أخرى تعمل في المنطقة.
ونوه هرئيل إلى أنه في إسرائيل وفي الدول الغربية التي تتابع ما يجري في سوريا تأخذ الانطباع أنه طالما تلخص النشاط الروسي بالغارات الجوية، دون استخدام القوات البرية، فإن هذا سيحقق منفعة عسكرية محدودة فقط في الصراع ضد داعش.
وتابع القول: "إن الإنجازات في الصراع ضد التنظيم سجلت في الأماكن التي تداخلت فيها الغارات الجوية مع استخدام القوات على الأرض، مثلما في هجمات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في شمال شرق سوريا، والتي تعززت بخطوات برية من جانب القوات الكردية".
وأضاف أنه في بداية الأسبوع سقطت مرتان قذائف هاون أطلقها الجيش السوري في مناطق مفتوحة في الجانب الإسرائيلي من الحدود في الجولان، بالخطأ على ما يبدو.. القتال بين جيش الأسد ومنظمات الثوار استؤنف في الأيام الأخيرة، من شمال شرق بلدة القنيطرة، حول المناطق الأخيرة التي يحتفظ بها النظام على مقربة من الحدود مع إسرائيل.. وتدور المعارك حول خط من الاستحكامات يفصل بين منطقة القنيطرة وقرية الحضر وجبل الشيخ السوري، المربوطين برواق ضيق نسبيا مع العاصمة دمشق.
وختم هرئيل مقالته بالقول: "يخشى النظام السوري من أن يكون الثوار يحاولون قطع الرواق فيقطعون بذلك التواصل الإقليمي للنظام من الحدود نحو دمشق، وفي ظل ذلك خلق تواصل خاص بهم إلى المناطق التي هي تحت سيطرتهم في جنوب العاصمة.. على هذه الخلفية يستعد الجيش السوري لمعارك الصد في الأيام الأخيرة، على طول خط الاستحكامات.. وخطوات الطرفين ليست موجهة ضد إسرائيل".