أقدمت
نساء يعتقد أنهن تابعات للنظام السوري على
اختطاف معتقلة سابقة، من مخيم
أطمة، داخل الأراضي السورية قرب الحدود مع تركيا، بعدما رفض والدها الرضوخ لابتزازات جديدة من قبل السمسار الذي أخرجها من فرع
المخابرات الجوية في حلب مقابل مبلغ مالي قبل عدة أسابيع.
واختطفت "دلفة مخلص الدامس" على يد ثلاث نساء، بعد تخديرها، من أمام مقر عملها في منظمة "الهاندي كاب"، في مخيم أطمة في ريف إدلب.
واتهم شقيق المختطفة، خالد، في حديث لـ"عربي21"، السمسار، وهو شرطي في نجدة حلب، ويدعى عمار الإبراهيمي، من قرية "الشيخ بدر" في محافظة طرطوس، بالمسؤولية عن عملية الاختطاف.
وأشار خالد إلى أن الإبراهيمي كان قام بإخراج شقيقته من فرع المخابرات الجوية في حلب، مقابل مبلغ 13 ألف دولار، لكنه عاد لـ"ابتزاز والدي، وطلب منه مبلغا آخر قبل أسبوعين من عملية الخطف، فرفض الوالد الابتزاز".
وبحسب خالد، "قام الشرطي إثر ذلك بتهديد والدي بإعادة خطف أختي، مدعيا أنه يقوم بمراقبة تحركاتها في مخيم أطمة، وهو ما حصل بالفعل (الجمعة)، حيث قامت ثلاث نساء باختطافها أثناء ذهابها للعمل في منظمة فرنسية (الهاندي كاب)، ووضعها في سيارة فان بيضاء اللون، بحسب الشهود، وكنّ يضعن اللثام على وجوههن".
وأشار شقيق المختطفة إلى أن العائلة قامت بتقديم شكوى إلى محكمة أطمة، طالبين منها إلقاء القبض على أحد المتهمين، "في الوقت الذي وصلت خالد رسالة من قبل السمسار، وهو الشرطي عمار الإبراهيمي، جاء فيها: "يرجى عدم إثارة البلبلة، أختك أصبحت عندي"، وذلك للتغطية على كشف أحد المتورطين بجريمة الخطف، وهو السائق الذي قام بجلبها من حلب إلى أطمة بعد الإفراج عنها.
وبيّن خالد أنّ "عددا من المتورطين في الجريمة قاموا بالتعميم على قبضات اللاسلكي، في المناطق المحررة بريف إدلب، ببلاغات تفيد بعودة أختي إلينا، للتغطية على محاولة تهريبها من المنطقة إلى حلب، عبر السفيرة"، جنوب حلب.
وقال مصدر في محكمة "أطمة"، فضّل عدم الكشف عن اسمه، لـ"عربي21"، إن المحكمة قامت باعتقال سائق سيارة يعمل على خط "الدانا (ريف إدلب) - حلب"، وهو الذي قام بجلب الفتاة من حلب بعد إطلاق سراحها، حيث أشار إلى التواصل ما بين السائق عبد الله الدرويش (من نازحي بلدة كفر زيتا في محافظة حماة إلى بلدة كفر نوران في محافظة إدلب) وعمار الإبراهيمي، من أجل إعادة خطف الفتاة، وذلك عبر ترتيبات تتمثل بالاعتماد على مجموعة من النساء في الخطف، والتسليم من حلب إلى منطقة الزربة.
وكانت قوات النظام اعتقلت دلفة سابقا على أحد حواجزها في مدينة حلب، بتهمة حيازة أوراق جامعية لشاب مطلوب للاعتقال، واستمر اعتقالها لمدة عامين، قبل أن يتواصل ذووها مع سمسار الجوية في حلب، الإبراهيمي، ويتم إطلاق سراحها مقابل 13 ألف دولار، حيث خرجت من السجن وهي تعاني من مشكلات صحية أدخلت على إثرها إلى مشفى ميداني في شمال إدلب، من أجل العلاج من آثار الاعتقال.