شهدت جامعات مصر مظاهرات مناهضة للانقلاب العسكري في ثالث أيام العام الدراسي الجديد، تحدى خلالها الطلاب الإجراءات الأمنية المشددة التي وصلت إلى حد تواجد قوات الأمن داخل الحرم الجامعي.
ففي جامعة القاهرة، تظاهر مئات الطلاب أمام المدينة الجامعية، ورددوا هتافات منددة بقمع النظام ومطالبة بالإفراج عن زملائهم
المعتقلين.
وأطلق الطلاب الألعاب النارية على قوات الأمن التي حاولت تفريقهم، وبعد مناوشات بين الجانبين، تمكنت قوات مكافحة
الشغب التي تتمركز على بعد أمتار من أسوار الجامعة من تفريق التظاهرة.
وقالت وزارة الداخلية في بيان لها الأربعاء - تلقت "
عربي21" نسخة منه - إن طلاب الإخوان حاولوا تعطيل الدراسة بجامعة القاهرة وإثارة الشغب في ثالث أيام العام الجامعي الجديد، وأن عدد منهم ألقى الشماريخ والألعاب النارية على الجامعة من خارجها وفروا هاربين.
وأعلنت الداخلية أن أفراد الأمن الإداري التابع للجامعة تمكنوا من القبض على أربعة طلاب بكلية العلاج الطبيعي منتمين للإخوان، وتم تسليمهم لقوات
الشرطة، وبتفتيشهم عثر بحوزتهم على كميات كبيرة من الألعاب النارية، وتم إحالتهم إلى النيابة لمباشرة التحقيق معهم.
وضبط أفراد الأمن حقيبة مليئة بالمنشورات مع طالبة بكلية الآداب تحرض على التظاهر داخل الجامعة للمطالبة بتغيير العادات السيئة فى المجتمع.
رجعوا التلامذة
وفي جامعة الإسكندرية، تظاهر مئات الطلاب داخل كلية الهندسة، مرددين هتافات تطالب بالإفراج عن زملائهم المعتقلين في سجون الانقلاب منذ أكثر من عام.
وحمل الطلاب المحتجون لافتات مناهضة للانقلاب وإدارة الجامعة، وأخرى تحيي صمود الثوار في الجامعات من بينها "رجعوا التلامذة"، و"عاش كفاح الطلاب على مر العصور".
وفور انطلاق المظاهرة، فرضت قوات الأمن طوقا أمنيا مشددا حول الجامعة، تحسبا لخروج المتظاهرين إلى خارج الحرم الجامعي.
وكانت الحكومة قد أعلنت قبل إنطلاق العام الدراسي الجديد في مصر، الإثنين الماضي حالة الاستنفار بين مسئولي الجامعات وأجهزة الأمن لقمع أي مطاهرات معارضة من جانب الطلاب.
وأعلن المجلس الأعلى للجامعات حظر ممارسة أي عمل سياسي داخل الجامعات، مشددا على أنه لن يسمح لأحد بالتظاهر أو تعطيل العملية التعليمية، محذرا من أن خروج أي شخص على التقاليد الجامعية ستتم إحالته لجهات التحقيق.
وهدد "جابر نصار" رئيس جامعة القاهر بقطع رقبة أي طالب أو مدرس يخالف القواعد الجامعية أو ينظم مظاهرات دون إذن الإدارة، مشيرا إلى تركيب الجامعة بوابات إلكترونية جديدة وكاميرات مراقبة بدأت توزيع كارينهات ممغنطة على الطلاب لضبط الدخول من بوابات الجامعة.
كما أعلنت وزارة الأوقاف وضع خطة عاجلة لمنع سيطرة من أسمتهم "أصحاب الفكر المتطرف" من السيطرة على مساجد الجامعات والمدن الجامعية، مؤكدة تنظيم عدد من الفعاليات التي تهدف إلى تحصين الطلاب من الوقوع فى براثن المتطرفين".
تهديد بإغلاق الأزهر
وفي جامعة
الأزهر، أعلن عبد الحي عزب رئيس الجامعة، عن موافقة الجامعة على تواجد قوات الشرطة داخل الحرم الجامعي هذا العام لحفظ النظام ومنع الاعتداء على منشآت الجامعة، وأضاف عزب - في تصريحات صحفية - "أتحدى طلاب الإخوان أن يتمكنوا من تنظيم أي مظاهرة أو يحدثوا أي شغب داخل الجامعة".
وحذر عزب من إغلاق جامعة الأزهر في حال تنظيم أي احتجاجات داخل الجامعة، قائلا: "لو حدثت مظاهرة واحدة من الطلاب المشاغبين سأغلق المدينة طوال العام"!.
واتبعت إدارات الجامعات نظاما جديدا هذا العام للسيطرة على تظاهرات الطلاب، حيث أعلنت جميع الجامعات تشكيل لجنة أمنية موسعة بالتنسيق مع مديرية الأمن التابع لها الجامعة لزيادة التعاون بين الأمن والجامعات.
وقال المجلس الأعلى للجامعات إن هذا الإجراء يهدف إلى مواجهة أي أحداث عنف تخل بسير العملية التعليمية في الجامعات أو الإعتداء علةالممنشآت والأفراد.
سيرك داخل الجامعة
وعلى الرغم من تلك التظاهرات إلا أن وزارة الداخلية أكدت في بيانها أن ثالث أيام الدراسة بالعام الجديد شهد حالة من الهدوء التام وانتظام الدراسة بالكليات المختلفة وسط تشديدات أمنية مكثفة من قبل قوات الشرطة خارج أسوار الجامعات، بالتعاون مع أفراد الأمن الإداري التابع للجامعات وأفراد شركات الحراسة الخاصة التي تتولى تأمين البوابات وتفتيش سيارات أعضاء هيئة التدريس منعا لدخول أي أسلحة إلى الحرم الجامعي.
إلى ذلك، نظمت كلية الآداب بجامعة القاهرة مهرجانا للاحتفال ببدء العام الدراسي الجديد واستقبال الطلاب الجدد.
لكن الاحتفال تضمن عدد من الفقرات تشبه ما يقدم في عروض السيرك ولا يتناسب مع الأجواء داخل ساحات العلم، كما قال طلاب وأساتذة بالجامعة.
وتضمن الكرنفال الذي حضره جابر نصار رئيس الجامعة وعميد وأساتذة الكلية فقرات غنائية ورقص شعبي بالتنورة وعروض بالماسكات عروض للأكروبات.