اتهم الإعلامي
المصري المقرب من رئيس الانقلاب عبدالفتاح
السيسي، إبراهيم عيسى،
السعودية بأنها صانعة "الإرهاب الإسلامي"، زاعما أن "الدم السوري يسيل بسبب الدعم السعودي للوحشية"، وداعيا مصر إلى أن تتخذ موقفا من هذا "الدعم".
جاء ذلك في مقال عيسى بجريدة "المقال"، التي يرأس تحريرها، في عددها الصادر السبت، تحت عنوان: "الذي يحب السعودية ليواجهها بالحقيقة: كفاية عنادا يغرق
سوريا في الخراب والدم".
وبعد الثناء على السعودية، وتأكيد دورها في المنطقة، قال عيسى: "إن السعودية بلد غير ديمقراطي، ولا توجد داخله معارضة كاشفة أو ناصحة، بل الصوت الوحيد المختلف داخل السعودية هو الصوت الإرهابي المتطرف"، على حد قوله.
وتساءل: من إذن يصارح السعودية بالحقيقة؟ من إذن يدفع السعودية لمراجعة سياستها، وموقفها؟
وأجاب: "لا أحد". وأضاف: "لهذا تستمر السعودية مع اختلاف ملوكها في سياسة شديدة التناقض، وفظيعة النتائج الكارثية".
واستدرك عيسى: "نعم.. بينما للسعودية دور داعم اقتصاديا - لا يمكن إنكاره - في فلسطين ومصر ولبنان وغيرها من الدول، وللسعودية موقف مذهل في القوة والصلابة والعظمة مع مصر في ثورة ثلاثين يونيو، إذ بالسعودية نفسها هي صانعة ظاهرة "الإرهاب الإسلامي" منذ مولت نشر الفكر الوهابي إلى أنحاء الأرض كافة، وهو فكر ضيق ومتعصب ومتشدد"، وفق قوله.
وأضاف: "ثم هي من مولت، وصنعت على عينها بالمشاركة مع المخابرات الأمريكية، ظاهرة المجاهدين العرب في أفغانستان، وأدخلت العرب عصرا بشعا من الإرهاب، متدخلة في شؤون دول أخرى، مستخدمة الدين في معركة لصالح أمريكا".
واتهم عيسى السعودية بأنها "مولت بالمليارات منظمات وجمعيات خيرية ودعوية وإغاثية كانت هي قلب الإرهاب في العالم كله، وهي الآن تدعم المعارضة المسلحة التي تحولت إلى "جبهة النصرة"، وهي ممثلة تنظيم القاعدة في سوريا والجماعات الإسلامية التي اندمجت في داعش الوحشية"، بحسب مزاعمه.
وأضاف: "وهي -بأموالها وموقفها السياسي الذي تقول إنه انتصار للشعب السوري - قتلت وهجرت الشعب السوري، ودمر مأجوروها سوريا.. تشاركهم في هذا طبعا إمارة قطر، ومجنون إسطنبول العثماني".
وقال عيسى: "السعودية تريد الإطاحة ببشار الأسد، وأرجوكم: لا تقولوا لي لأنه غير ديمقراطي، فلا أحد في الخليج ديمقراطي كي يدافع عن الديمقراطية، أو لأنه قتل شعبه، على أساس -مثلا- أن المعارضة السورية لم تقتل شعبها، ولا تقولوا إنه سبب ملايين اللاجئين السوريين".
وتابع: "العالم كله يعرف أن هؤلاء الملايين كانوا في بيوتهم طيلة حكم الأسد، ولم يهاجروا إلا لتحويل ثورتهم إلى حرب وإرهاب قذر من هؤلاء الذين تدعمونهم، فضلا عن أنه -للأسف- لم يسكن العرب في خيام اللاجئين إلأ عندما سقطت الديكتاتوريات العربية في سوريا واليمن وليبيا حتى انقضت على هذه البلاد جماعات إسلامية الوهابي الإرهابي".
واستطرد: "وللآن لم تتمكن السعودية من إسقاط بشار، لكنها على عكس العالم كله ترفض الاعتراف بحقيقة فشلها، وأن الإنقاذ الوحيد لسوريا أن يتفاوض الطرفان للمشاركة في حكم انتقالي ينقذ البلد من الخراب".
وأضاف أنه برغم أن قسما كبيرا من المعارضة السورية يوافق على وجود الأسد بشكل مؤقت وانتقالي فإن السعودية ترفض وتزعم أن المعارضة السورية لن تتنازل عن إسقاط الأسد.
وتابع: "طبعا هي تقصد معارضة الأسد العميلة الممولة منها ومن تركيا ومعارضة الأسد الوحشية من داعش والنصرة، ومن ثم فالذي يجعل الدم السوري يسيل حتى الآن، والبلد يتخرب هو هذا الدعم السعودي للوحشية"، وفق قوله.
واختتم عيسى مقاله بالتحريض على السعودية بالقول: "هنا يجب أن يكون لمصر موقف، على الأقل موقف المصارحة، والمكاشفة.. كده كفاية فعلا"، على حد تعبيره.
ويقول مراقبون أن إبراهيم عيسى هو أحد أبرز الأذرع الإعلامية للسيسي، وكثيرا ما اُستخدم كأداة لتمرير بعض سياسياته، وقوانينه، وتهيئة الرأي العام لإجراءاته المختلفة، ومن بينها كونه "مخلب قط" لابتزاز الدول العربية، والضغط عليها، كي تلتزم بالسياسات المصرية، كما هو الحال، بالنسبة لهذا المقال.