بث مركز "الحياة" الإعلامي التابع لتنظيم الدولة والناطق بالإنجليزية، إصدارا مترجما إلى العربية بعنوان "شروق الخلافة وعودة الدينار الذهبي".
ويوثق الإصدار الذي تابعته "عربي21" مشاهد صك التنظيم لعملته الجديدة، التي قال إنها "ستقضي على الدولار، وستدمر اقتصاد الكفر العالمي".
وبدأ الإصدار باستحضار نفحات من التاريخ الإسلامي، وبداية تمكين الإسلام من المدينة المنورة بطريقة "هوليودية".
ولاحظت "
عربي21" أن الإصدار أسقط سرد "تاريخ عزّة الإسلام" على مشاهد لمقاتليه أثناء معاركهم، وتفجيرهم في قوات الجيش العراقي.
وبحسب الإصدار، فإن "أمريكا زرعت إسرائيل، وأنشأت نظاما فاسدا يدعى الرأسمالية، وغرست ورقة تسمى الدولار، وفرضتها على العالم".
وأضاف الفيديو: "وبعد كل ما ارتكبوه من ظلم وطغيان، توقعوا أن يتركوا ليستمر شرّهم بلا رادع".
وأشاد
تنظيم الدولة في الإصدار بهجمات "الحادي عشر من سبتمبر"، التي نفذها تنظيم "القاعدة" بهجوم طائرتين على برجي التجارة في نيويورك عام 2001.
وأوضح الإصدار أن ما يقوم به التنظيم هو استمرار للهدف الأسمى وهو "تحكيم الشريعة، وهزيمة الكفر".
وأكد الإصدار أن "إعلان الخلافة نجح بالفعل، حيث حُكّمت الشريعة بشكل تام، عبر تطبيق الحدود، وإيتاء الزكاة، وأخذ الجزية من النصارى".
وتابع: "والآن يعود أعظم معيار لتقييم الأموال في العالم (الذهب)، بدخول الخلافة بقوة إلى الدائرة المالية".
وأكمل المتحدث باسم الإصدار: "لتصيب النظام الاستعبادي الرأسمالي الأمريكي بالضربة الثانية، ولتلقي بالدولار الاحتيالي إلى الخراب".
وعرض الإصدار مشاهد لكيفية صك العملة الذهبية، فيما لم يتم تحديد المنطقة التي صُور فيها الفيديو.
كما بث الفيديو مشهد لعملية بيع "خبز" بالعملة الجديدة.
وبحسب تنظيم الدولة، فإن "الله وفّق الخلافة في هزيمة البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، الذي فرض أوراق الدولار على الناس لمنعهم من حقوقهم".
وكشف التنظيم أن بداية تداول العملة الذهبية والفضية الجديدتين ستكون في العراق.
ومن تصوير مشاهد من نهري دجلة والفرات، انتقل "
مركز الحياة للإعلام" إلى مدينة بابل التاريخية، متحدثا عن الموارد الطبيعية فيها.
وتابع: "كانت السلع الغذائية كالشعير والتمر وسائل يستعملها الناس لتبادل الخدمات والمنتجات، إلا أنها لم تكن عادلة، حيث إن العديد من السلع الغذائية تفقد قيمتها، ولا يمكن مقارنتها بأمور مادية مثل المنازل وغيرها".
وبحسب الإصدار، "فإنه من فطرة الإنسان أن ينشد للمعادن الثمينة مثل الذهب والفضة".
وبدأ الإصدار بعرض مزايا التعامل بالذهب والفضة بدلا من الأوراق النقدية، مركّزا على ندرتهما، وعدم فقدانهما للقيمة.
كما عاد الإصدار لقرون ماضية إلى زمن سيدنا يوسف عليه السلام، متحدثا عن الفروق التي أحدثها بعد استلامه "خزائن مصر"، بحيث أعاد التداول للعملة المعدنية، وأنقذ أهل مصر من المجاعة.
وأكد تنظيم الدولة خلال الإصدار أنه بدأ بتنفيذ أوامر الله بشن الحرب على من يتعامل بـ"الرّبا".
ونوّه التنظيم إلى أن عملته تخلو من أي صور، مشيرا إلى أن "وضع الصور على العملات محرّم في الإسلام".
وبحسب التنظيم، فإن التعامل بالدينار الذهبي كان له فضل كبير في ازدهار الدولة الإسلامية عبر العصور الماضية، ووصولها إلى الأندلس، في الوقت الذي كانت المجاعة والخلافات تضرب في أوروبا بـ"عصور الظلام"، كما يطلقون عليها.
وسرد الإصدار مراحل تخلي الدول الأوروبية عن العملة الذهبية، واستبدالها بالأوراق، حيث كانت بريطانيا أول من طبع الأوراق المالية، وفرضت استخدامها، لتلحق بها الدول الأوروبية بداية القرن الماضي.
وحول الحرب العالمية الأولى، قال الإصدار إن الولايات المتحدة الأمريكية خدعت الدول الأوروبية؛ بتمويلها بالذخيرة مقابل أخذ الذهب منها، ما دفع دول أوروبا للتعامل بالأوراق النقدية.
واستذكر الإصدار عام 1933، حينما أصدرت الحكومة الأمريكية قرارا بأمر الناس بتسليم ما لديهم من ذهب، مقابل إعطائهم أوراقا نقدية أزيلت منها عبارة "قابلة للتحويل إلى ذهب".
وبرسالة إلى شعوب العالم، قال تنظيم الدولة: "الذهب مال حقيقي يستخرج من قشرة الأرض بمشقة، وينخل ويصهر ويتحول إلى نقود".
وتابع: "استبدلوا به نقدا ورقيا فرضوه على الناس، يطبعه طواغيت العالم حسب رغبتهم".
وأوضح الإصدار أن أمريكا استمرت في دور "السرقة" بالحرب العالمية الثانية، خلال بيعها الذخيرة والطعام لدول أوروبا مقابل الذهب، الذي نفد لديهم.
وواصل الإصدار سرده التاريخي للأحداث، مستذكرا مؤتمر النقد الدولي "
بريتون ووودز"، الذي نتج عنه ربط جميع دول العالم عملاتها بالدولار، ليصبح البنك الاحتياطي الفيدرالي المصرف الحصري للعالم.
واقتبس الإصدار خلال حديثه عن نظام القروض "الفاسد" في البنوك الأمريكية، بحديث للمحلل المالي الأمريكي "رون بول"، الذي قال إن "هذا النظام المالي يسرق الناس".
وهاجم الإصدار المملكة العربية السعودية، لا سيما الملك فيصل بن عبد العزيز، متهما إياه بالمسؤولية عن تسليم النفط لأمريكا، عبر بيعه بالدولارات التافهة بدلا من الذهب، مقابل تلقي الدعم السياسي والعسكري".
وتابع: "تقوم حكومات الخليج باستعمال جزء كبير من عائدات النفط لشراء السندات المالية الأمريكية التي كسبوها منها (الفائدة)".
وأضاف: "وبذلك يتيحون الفرصة لأمريكا لإعادة استخدام تلك الدولارات في شراء المزيد من صادرات الدول الأجنبية".
تنظيم الدولة كشف أن طريقته في تدمير نظام "البترودولار" العالمي هو عن طريق ضربه عسكريا، ليتم "حرق الدولار".
ومع حديثه عن التهديد الحقيقي الذي يتعرض له الاقتصاد الأمريكي في ظل امتلاك روسيا والصين لسندات مالية كثيرة، أشرك الإصدار "هاجس" تنظيم الدولة على بقاء أمريكا.
وبين الإصدار أن "الجنود الذين يتسلحون بالإيمان، ويقاتلون في سبيل الله صفا مرصوصا، هم من يهدد عرش أمريكا وطواغيتها".
وتابع: "سيطرت الدولة الإسلامية على أهم حقول النفط في العراق والشام، ولن تبيعها صادراتها بإذن الله إلا بالذهب".
وفصّل الإصدار في شرحه حول
الدينار الذهبي، قائلا إن وزنه يبلغ 4.25جم، ونقاوته 21 قيراطا".
فيما يبلغ حجم فئة الخمسة دنانير 21.25جم.
وفي نهاية الإصدار، تجوّل عناصر من تنظيم الدولة في الأسواق والشوارع؛ لتعريف الناس بالعملة الجديدة.
وكان تنظيم الدولة قد أعلن عن عملته الجديدة نهاية العام الماضي، فيما شكّك مراقبون بقدرته على إصدارها فعليا، إلا أن أنصار التنظيم اعتبروا هذا الإصدار ردا كافيا على المشككين.