وجد سكان بلدة صرين في الريف الشرقي من مدينة
حلب، أنفسهم أمام
تهجير قسري من منازلهم بحجة موالاتهم لتنظيم الدولة، وذلك عقب سيطرة قوات الحماية الكردية مع فصائل من الجيش السوري الحر، بمساندة مقاتلات التحالف الدولي على مناطقهم بعد اشتباكات مع التنظيم.
واضطر آلاف السكان العرب إلى النزوح من بلدة صرين بعد دخول القوات الكردية إليها.
من جهته قال القائد الميداني في الجيش السوري الحر أبو جاسم، إن عناصر تابعة لقوات الحماية الكردية قامت باعتقال 150 شخصاً من سكان بلدة صرين خلال الأيام الأخيرة الماضية بحجة التحقيق معهم، بتهمة الانتماء إلى
تنظيم الدولة.
وأضاف أبو جاسم لـ "
عربي 21" أن المدنيين الذين تم اعتقالهم، لا علاقة لهم بالتنظيم، مشيرا إلى قيام القوات الكردية بتجميع الأطفال والنساء والشيوخ داخل مدرسة تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة، في ظل ارتفاع شديد لدرجات الحرارة، وعدم توفير المياه لهم، ما أدى إلى وفاة طفلة عمرها سبعة شهور، وطفل في السادسة.
وتابع قائلا: "إن انتهاكات قوات الحماية لم تقتصر على ذلك، بل قامت كذلك بتكسير أبواب المنازل ونهب جميع محتويات المحلات في سوق صرين بشكل كامل، مع عجز فصائل الجيش الحر عن الوقوف بوجه تلك التجاوزات".
من جانبه، قال أحد النازحين العرب من البلدة محمد الحسين، ، إنه لجأ إلى خارج صرين منذ أيام بعد دخول القوات الكردية إليها، أوضح أنه لا يستطيع العودة إلى منزله ومحله التجاري بسبب استيلاء قوات الحماية على المباني والبيوت، وإخراج الأهالي منها بحجة أنها تعود لعناصر في تنظيم الدولة الإسلامية.
وأشار الحسين إلى أن الأهالي طلبوا من فصائل الجيش الحر توفير الحماية لهم ولأملاكهم، "إلا أن هذه القوات لا تستطيع أن تقوم بذلك، ولو كان هناك جيش حر قوي، لما تجرأت قوات الحماية الكردية على ارتكاب مثل هذه الانتهاكات بحق السكان العرب في بلدة صرين".
لكن القيادي في التجمع الديمقراطي الكردي عمر علوش، نفى قيام قوات الحماية الكردية انتهاكات بحق أهالي صرين.
وتحدث علوش عن طلب القوات الكردية من السكان إخلاء منازلهم حرصا على حياتهم، على اعتبار أن البلدة قريبة من منطقة الاشتباك مع تنظيم الدولة، وأنه تم تقديم عرض للأهالي بالتوجه إلى مدينة عين العرب (كوباني) إلا أن سكان صرين رفضوا العرض خشية من انتقام تنظيم الدولة منهم لاحقا، حسب قوله.
وفي إطار نفيه لمثل هذه الانتهاكات، قال علوش إن هناك "الآلاف من السكان العرب في قرى مطلة على نهر الفرات وتقع تحت سيطرة القوات الكردية، فلماذا لم تقم هذه القوات بالتعرض لهم إذا كان لديها نوايا سلبية تجاههم من قبيل التهجير الممنهج؟".
وما بين النفي المستمر لقوات الحماية الكوردية لأي تجاوزات، وبين تأكيدات جزء كبير من سكان المناطق العربية التي تدخلها هذه القوات شمال شرق البلاد، وآخرها بلدة صرين، يبقى السكان في هذه المناطق؛ هم من يدفع ثمن الحرب المستمرة على أرضهم دون نهاية تلوح في الأفق.