قالت حركة التحرير
الفلسطينية "
فتح"، إن الهدف الحقيقي من لقاءات رئيس الوزراء البريطاني السابق توني
بلير مع رئيس المكتب السياسي لحركة
حماس خالد مشعل في الدوحة، هو تكريس الانقسام وفصل قطاع غزة عن باقي أراضي الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967".
وقالت الحركة في بيان الإثنين، إن هذه اللقاءات تعد "ضربا لوحدانية التمثيل الفلسطيني، الأمر الذي ينسجم مع أهداف إسرائيل بعدم قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس".
وأضاف البيان أن الوثيقة التي حملها بلير من مشعل للترويج لحماس في الغرب تحت عنوان "رفع
الحصار مقابل التهدئة"، "تعني عمليا تأجيل قضايا الحل النهائي وفي مقدمتها قضية القدس، الأمر الذي سيؤدي إلى تهويدها وتصفية الوجود الفلسطيني فيها".
وأضافت الحركة التي يرأسها محمد عباس رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية أنه "لو كانت حماس جادة في إنجاز المشروع الوطني التحرري، وتحقيق الوحدة الوطنية ورفع المعاناة عن أهلنا في قطاع غزة، لنفذت اتفاق المصالحة القاضي بتشكيل حكومة وحدة وطنية، والذهاب إلى انتخابات عامة حرة ونزيهة، والتفرغ لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي بموقف فلسطيني موحد يمثل الكل الوطني الفلسطيني ويدافع عن حقوق شعبنا وثوابته الوطنية".
وأوضحت الحركة التي تتمركز في الضفة الغربية المحتلة أن "وجود ميناء في قطاع غزة هو حق طبيعي لشعبنا نص عليه اتفاق "أوسلو" وما تبعه من اتفاقيات، ولن نقبل بدفع ثمن سياسي من شأنه تدمير القضية الفلسطينية والقضاء على أهداف شعبنا بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، مقابل الحصول على خط بحري تسيطر عليه سلطات الاحتلال من أوله لآخره، وليس فيه من السيادة الوطنية شيء".
وأشار البيان إلى أن "هذا الاتفاق هو محاولة للالتفاف على الشرعية الفلسطينية التي تمثلها منظمة التحرير الفلسطينية والرئيس المنتخب من قبل الشعب الفلسطيني المتمسك بالثوابت الوطنية والمدافع عنها، وسيحول التمثيل الفلسطيني إلى مليشيات مسلحة تتحرك للحصول على مصالحها ومكاسبها الخاصة".
وزعم البيان أن "حركة فتح تتوفر على معلومات حول الاتصالات بين حماس وإسرائيل سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة، تهدف إلى إبقاء حكم حماس وتحكمها في مصير أهلنا في قطاع غزة ولو كان ذلك على حساب شعبنا ومصالحه العليا.
ودعت فتح جميع الأطراف المشتركة في ما وصفته بـ "المؤامرة" الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية من خلال رعاية هذه المفاوضات، أو التستر عليها أو تشجيعها، إلى التراجع فورا لأن قضية فلسطين وما تمثله في وجدان العالم العربي والإسلامي أكبر من كل هذه المؤامرات".
وكانت العاصمة القطرية الدوحة قد شهدت مؤخرا، اجتماعا عقده رئيس الوزراء البريطاني السابق ومبعوث الرباعية الدولية للشرق الأوسط، توني بلير مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، وهو الاجتماع الثاني، الذي يتم بين الاثنين خلال شهر.
وأشارت تقارير إعلاية إلى أن المفاوضات التي تجري بين الطرفين سجلت تقدما مهما، وعنوانها "تثبيت التهدئة مقابل رفع الحصار عن قطاع غزة".
وكان بلير قد أبلغ مشعل بأن السلطة الفلسطينية والرئيس محمود عباس، يرون في هذه المفاوضات، تجاوزا لـ"السلطة الشرعية الممثلة للشعب الفلسطيني".
وأشارت المصادر إلى أن بلير كان قد التقى خلال الأسابيع القليلة الماضية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس جهاز مخابراته العامة اللواء خالد فوزي، ومستشار الملك الأردني للشؤون الأمنية الفريق أول فيصل الشوبكي، وولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، إضافة إلى عدد من المسؤولين الإسرائيليين في مقدمتهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.