قال عبد الإله
ابن كيران أمين حزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة
المغربية، إن
الانتخابات المحلية والجهوية المقبلة ستشكل نهاية للتحكم، ونقطة تحول باتجاه
الديموقراطية في المغرب، مسجلا أن الظروف الإقليمية ليست عائقا دون ترشيح الحزب في أغلب الدوائر.
حديث عبد الإله ابن كيران جاء في ندوة صحفية عقدت الخميس، بمقر حزب العدالة والتنمية بالرباط، لتقديم مرشحي الحزب للانتخابات الجماعية المقبلة، المقررة في 4 أيلول/ سبتمبر 2015 .
وتابع ابن كيران أن "المغرب خرج من كابوس الخوف من التحكم، الذي تتذكرون ظروفه، واليوم نحن نسير في الاتجاه المعاكس تماما".
وسجل ابن كيران أن "البلاد تفلت تدريجيا من كابوس التحكم، وتسير حقيقة نحو الدمقراطية، وأنا أشعر أننا قمنا في المغرب بخطوات حقيقية للخروج من فم التنين".
وقدم ابن كيران ثلاث مؤشرات على سير بلاده نحو إجراء انتخابات ديموقراطية، قائلا: الإشراف السياسي لرئيس الحكومة على الانتخابات، أول خطوة في هذا التحول، لأنه ببساطة لم نعد كالسابق حيث يجلس رئيس الوزراء كباقي أمناء الأحزاب بين يدي وزير الداخلية، الذي كان له الإشراف على الانتخابات".
الخطوة الثاني، حسب ابن كيران، حضور وزير العدل والحريات في اللقاء الذي جمع وزير الداخلية وولاة وعمال المملكة، حيث سمعوا كلاما واضحا هو الدولة المغربية تريد تطبيق القانون واحترامه فيما يخص الانتخابات".
وبخصوص الخطوة الثالثة قال ابن كيران، إن "التحكم لم يعد قرارا مركزيا للسلطة على المستوى الإرادة، وهذا في حد ذاته تحول كبير".
واعتبر بنكيران أن إشراف رئيس الحكومة على الانتخابات "ثورة في اتجاه الديمقراطية في المغرب وخطوة جبارة غير قابلة للتراجع، سيوف يكون من مسؤولية الجميع وترسيخها والتقدم إلى الأمام".
وأفاد ابن كيران "انتهى زمن تحكم وزارة الداخلية لوحدها في الانتخابات، والآن رئيس الحكومة هو المسؤول عن الانتخابات ووزير الداخلية والعدل والحريات يعملان تحت رئاسة رئيس الحكومة في هذه الإطار".
وجوابا عن سؤالين لـ"
عربي21" حول السياق الدولي الذي تجري فيه الانتخابات، وأيضا المنافسة على المدن الكبرى قال ابن كيران: "إننا لم نأخذ أي احتياط في الترشيحات بناء على هذا الجانب، المغرب دولة متفردة في التاريخ وأثبت في كل مرة أنه متفرد، وذلك بتعقل كل الأطراف، وهذا سيستمر، لذلك لم نأخذ احتياطا في الترشيح، وليس مطلوبا منا أن نأخذه، ولو أخذنا احتياطات لكن موقف المجتمع منا سلبيا".
وبخصوص المنافسة على المدن الكبرى، التي يسيرها زعماء المعارضة، شدد ابن كيران، قائلا: "لا أحد يخيفنا، والمدن الكبرى لا تخيفنا، سنرشح في كل المدن من أجل الفوز فيها، والتاريخ القريب يسجل أننا تقدمنا على خصومنا في الانتخابات، وبعضهم كان مهددا بفقد مقعده بفعل فوز مرشحينا الكاسح في الانتخابات البرلمانية".
وأوضح قائلا: "أقول لكم بكل صراحة أقسم بالله العلي العظيم إنه إذا مرت الانتخابات في أجواء ديمقراطية، فسأكون فرحا ومسرورا، حتى لو خسر حزبي"، مضيفا أن حزبه "ليس فقط حزب من الأحزاب يريد أن ينجح في الانتخابات"، وإنما حزب يمثل مع الأحزاب الجادة أمل المغرب الذي قطع أشواطا حقيقة وليس مناورات.
وبخصوص النتائج التي يمكن أن يحصل عليها الحزب في هذه الانتخابات قال بنكيران، إنه "متفائل جدا للنتائج التي سنحصل عليها، طبعا لا أعلم الغيب، ولا أعلم إن كنا سنحصل على المرتبة الأولى، لكن وارد".
وقال بنكيران إن المغرب الآن على أبواب تحولات حقيقة، والمواطنون سيتجاوبون معها انتخابيا، لأن الأمور ستكون ايجابية للوطن ومواطنيه.
وحذر من استعمال الأموال في الانتخابات وخصوصا أموال المخدرات وقال إن المال أكبر تهديد للديمقراطية، وأضاف في السياق ذاته قائلا "مهما وقع ومهما كان الثمن قررنا أن نقاوم الفساد والاستبداد، وهذا هو عين الفساد والاستبداد".
من جهته أعلن مدير اللجنة المركزية للانتخابات بحزب العدالة والتنمية، عبد الحق العربي، عن ترشيح الحزب لخمسة وزراء بينهم وزيرة على رأس قوائم الحزب في انتخابات الجهات والأقاليم (محافظات)، هم بسيمة الحقاوي وزيرة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية، بالفقيه بنصالح (وسط)، ولحسن الداودي وزير التعليم العالي بجهة بني ملال خنيفرة (وسط)، وعبد العزيز رباح وزير التجهيز، بالقنيطرة (شمال)، وعبد العزيز عماري وزير العلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، بالدار البيضاء (كبرى المدن المغربية)، إدريس الأزمي الإدريسي الوزير المكلف بالميزانية، بمدينة فاس (وسط)، إضافة إلى سليمان العمراني نائب الأمين العام للحزب، وعبد الله بوانو رئيس فريق الحزب بمجلس النواب (الغرفة الأولى بالبرلمان المغربي)، والحبيب شوباني وزير العلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني السابق.