وصف الكاتب الصحفي الموالي للسيسي، إبراهيم عيسى،
مصر، تحت حكم رئيس الانقلاب عبدالفتاح
السيسي، بأنها "لا رايحة، ولا جاية، ولكنها واقفة في الضل (الظل)"، مستبعدا أن تكون مصر "رايحة على نهضة، وتقدم"، على حد تعبيره.
ووجه عيسى انتقادات حادة لمشروع "قناة السويس الجديدة"، مؤكدا أن هناك أولويات أخرى كانت بأهمية تساوي مشروع القناة، لم تشهد ما يشير إلى أننا ننجز أي تقدم، بل على العكس نعود في بعضها إلى الوراء بسرعة مفرطة".
وانتقد عيسى، الأربعاء، الاعتماد المتطرف على الموظفين واللواءات في كل تفاصيل ومؤسسات الدولة، وذلك في مقاله بجريدة "المقال"، التي يرأس تحريرها، تحت عنوان "مصر رايحة علي فين؟".
ومجيبا عن السؤال قال عيسى: "إجابتي أنه لو ظلت سياسة الرئيس (يقصد السيسي) مع الحكومة على هذا النحو، فإن مصر لا رايحة، ولا جاية. مصر ستقف ولكنها، والحمد لله، واقفة في الضل".
وأضاف: "إذن مصر رايحة على فين؟ ليس بالتأكيد على شيء سيئ، والحمد لله. لكن هل معنى ذلك أنها رايحة على نهضة وتقدم؟ الحقيقة هنا تلزمنا الصراحة بأن نقول بأننا نأمل في ذلك لكننا لا يمكن أن نعدكم بذلك، فضلا عن أن نتوقع ذلك نفسه".
واستطرد: "لهذا أقول إن مصر واقفة في الضل.. حيث لا تقدم حقيقيا، بل محلك سر، فنحن نجري في المكان، يبذل رئيسنا وحكومتنا مجهودات كبيرة جدا، لكنه جهد الجري في المكان".
وتساءل: "هل يمكن أن نقول هذا، ونحن نحتفل معا بمجد افتتاح قناة السويس الجديدة؟".
وأجاب: "نعم بالتأكيد، فهذا الإنجاز الرائع كاشف تماما لغياب الإنجازات في أولويات أخرى كانت بأهمية تتناسب وتساوي مشروع القناة، أولويات التعليم والصحة والخطاب الديني، والأمن. كلها لم تشهد ما ينم أو يشي أو يشير أو يلوح بأننا ننجز أي تقدم، على العكس في بعض هذه الملفات نعود إلى الوراء بسرعة حثيثة، ومفرطة".
وتابع عيسى: "إذن افتتاح قناة السويس هو الوقت المناسب جدا لنتصارح بأننا لا نرى في غير هذا الإنجاز رؤية سياسية أو تنموية أو فكرية تحكم مصر".
وأضاف: "إن استخدام نفس الأفكار القديمة ربما بنفس الشخصيات القديمة، وبالمؤكد نفس الأجهزة القديمة في معالجة ملفات التيار الديني والمحليات والجهاز الإداري للدولة والتعليم والتعليم العالي والصحة والسياحة، والعمل طول الوقت على طريقة "بناء على تعليمات السيد الرئيس"، وجولات السيد رئيس الحكومة، لن يذهب بمصر أبعد خطوة مما هي فيه".
وشدد عيسى على أنه: "لا شيء يوحي بأننا رايحين على خير كبير، ومجد هائل، وقفزة كبرى".
واستطرد: "بالعكس، سياسة أهل الثقة وأهل الأجهزة، فضلا عن الاعتماد المتطرف على الموظفين واللواءات في كل تفاصيل ومؤسسات الدولة، مع غياب السياسة عن المسؤولين المختارين كلهم باعتبارهم لا يفهمون في السياسة، ولا لهم فيها، ومش بتوع كلام ورغي وفلسفة فارغة، على حد مزاعم مَن يعتقد أن السياسة فلسفة فارغة، فإننا بهذا لن نروح لبعيد في التقدم والتنمية".
واستدرك: "بل أقصي ما نراه هو ما نعيشه حاليا، حيث بين الحين والآخر ستجد شيئا عظيما مدهشا كافتتاح القناة الجديدة، بينما السائد هو ملل وبطء وقلة حيلة وارتباك وعشوائية وارتجالية".
وشدد عيسى في مقاله على أن "موطن المشكلة هنا أن مصر تحتاج إلى حلول على طريقة قناة السويس الجديدة شاملة، وسريعة.. بينما الحكم لدينا كل ما تقدمه هو الجزئي التدريجي".
واختتم مقاله بأن هذا الحكم "شامل سريع أم جزئي تدريجي هو الذي يجعل مصر لا رايحة هنا ولا هناك، بل واقفة في الضل، تحمد ربنا على اللي هي فيه.. احمد ربنا شوف كنا فين، وبقينا فين"، على حد قوله.