دخلت غالبية المشافي ونقاط
العلاج الميدانية في ريف محافظة
القنيطرة، جنوب غرب
سوريا، حالة من الانهيار البطيء، جراء انحسار الإمكانيات الطبية والعلاجية المتوفرة لدى الكادر الطبي العامل في قرى وبلدات ريف المحافظة، الخاضع لسيطرة الفصائل المقاتلة.
وعلاوة على ذلك، تشكو الكوادر الطبية العاملة في تلك المناطق من حرمانها المستحقات المالية، ما شكل عامل ضغط إضافي، قد يتسبب بهجرة من تبقى من
الأطباء والاختصاصيين خارج أسوار البلاد بحثا عن رزقهم، وتأمين فرص عمل تسد حاجياتهم.
"معاناة جديدة وموت مرتقب للمدنيين في محافظة القنيطرة"، بهذه الكلمات وصف الناشط الإعلامي في المحافظة، عمر الجولاني، أوضاع المدنيين في حديث لـ"عربي21".
وأوضح الجولاني أن المعاناة الجديدة هذه المرة ليست مقتصرة على النقص في الدواء والشراب، في ظل الحصار، فحسب، ولكن أيضا بسبب عزم غالبية الأطباء ترك أماكن عملهم في المشافي الميدانية والنقاط الطبية والهجرة خارج البلاد، لعدم توفر المرتبات الشهرية لهذه الكوادر منذ فترة طويلة.
وتأتي الأزمة الجديدة بعدما عملت غالبية المنظمات الدولية والراعية للعمل الطبي على سحب دعمها للكوادر والمشافي الميدانية ونقاط العلاج المتوزعة في غالبية ريف محافظة القنيطرة.
من جهته، قال الطبيبان طارق ذياب وأبو همام، وهما يعملان في مشفيي القنيطرة وبئر عجم الميدانيين، إن أحوال المشافي في غاية السوء، فنقاط الطبابة تفتقر إلى أدنى مقومات العلاج، دون كهرباء أو وقود.
وذكر الطبيبان، في حديث مع "عربي21"، أن هنالك نقصا حادا في الأدوية والعقاقير الطبية، مع افتقار بلدات وقرى ريف محافظة القنيطرة لأي دعم طبي للمشافي، "الأمر الذي جعلنا نقف عاجزين أمام الإصابات التي تأتي جراء حملات القصف" التي تطال مناطق المعارضة السورية المسلحة في الريف، وعجزنا عن تقديم الطبابة اللازمة للمصابين".
واتفق الطبيبان على أن "الأطباء الميدانيين العاملين في المشافي ونقاط العلاج لم يتلقوا أي مرتبات شهرية منذ ما يزيد عن أربعة أشهر متواصلة، ونحن ما زلنا نسعى لتأمين العلاج بما يتوفر بين أيدينا، ولكن الظروف المعيشية في غاية الصعوبة، وسوء الأحوال على المدى الطويل قد تدفعنا تحت نيران الأوضاع المأساوية للهجرة خارج حدود البلاد، لتأمين حاجياتنا وحاجيات أسرنا".
وأردف أحدهم قائلا: "قبل أيام شهد أحد المشافي الميدانية ولادة مولود جديد، وكنا بحاجة لحاضنة، والمشفى كان عاجزا عن تشغيل الحاضنة بسبب عدم توفر المحروقات، ليضطر ذوو الطفل وأقرباؤه للبحث عن المحروقات، من أجل وضع الطفل في الحاضنة قبل أن يفارق الحياة".
وأضاف: "هذه حالة طبيعية، فكيف سنتلافى العواقب في حال توافد عدد من الجرحى والمصابين دفعة واحدة، هل ننتظر ونشاهدهم كيف يموتون ونحن عاجزون عن تقديم أي مساعدة لهم".
قوات الاحتلال الإسرائيلي تزيل مخيما للنازحين
الناشط الإعلامي عمر الجولاني أشار بدوره إلى اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي الأراضي السورية قبل أيام، مستهدفة مخيم شحار للنازحين الواقع على المنطقة الحدودية.
وأوضح الجولان أن جنودا من الجيش الإسرائيلي دخلوا إلى الريف الشمالي من محافظة القنيطرة، وطالبوا قاطني المخيم بإخلاء الخيام قبل عملية الاقتحام. وعقب خروجهم، دخلت القوات الإسرائيلية إلى المخيم بمجموعة من عناصر المشاة والآليات العسكرية، حيث تم نزع الخيام وتدمير محتوياتها، ومن ثم عادت أدراجها إلى خلف الشريط الحدودي الفاصل.