أحزاب الهوى يا ليل فاتوا مواقعهم. وتشرشحوا يا ليل وأنا أتابعهم. وبان الخواء يا ليل والشعب قطَّعهم. ورغم احتمال التَّوْب ما عضّوا أصابعهم. ولذلك فإن بيرم لو عاد لاتخذهم مسخرة. ولكن كرم بيرم علينا يسمح لنا بمعارضته باصطناع زجله في تخفيف الخيبة التي أصابتنا من أحزاب الهوى وقد عشنا زمنا بخديعة أن القومية العربية فكرة وأحزابا وقوى تقدمية، هي الطريق إلى تحرير فلسطين كل فلسطين (موسيقى عسكرية) ثم النشيد بلادي، بلادي. ثم يظهر وجه عبد الله السناوي عفوا قنديل صاحب النظارات يترحم على الشهيد القذافي (في تونس الشخصيات القومية غير معروفة حتى في أحيائها السَّكنية). يوشك الملف الفلسطيني في أجواء الحرية والتحديات النضالية العملية أن يخرج من يد ممتلكيه المستحوذين عليه.
لقد كان أصلا تجاريا فإذا تحرر من متملكيه لمات الكّذابون جميعهم فأصل وجودهم معركة يؤجلونها ويأكلون بها خبزا رخيصا على موائد الأنظمة. فإذا ارتجت الصورة بما قد يفتح الطريق إلى القدس. كأن يسقط نظام مبارك وريث السادات الخائن (على فرض أن سلفه قد حرر جزء من الأرض ولم تحرق طائراته في مرابضها). أو أن يسقط نظام بن علي الذي كان قبل اللحظة عميلا للصهاينة. وتتجه القوافل إلى غزة ويذهب الرسميون إليها فإن الظهور في غزة يصير تغطية على ظهور برنار ليفي في درنة. أما إذا اشتعلت معركة الرصاص المصبوب في غزة فيصير الأمر مسرحية تركية يقودها الإخوان لتحسين الوضع التفاوضي على تقاسم الأرض مع إيران، التي كانت صفوية فارسية تخرب البوابة الشرقية فصارت بقدرة قادر حارسة الأمة ومحررة فلسطين. أليست ضامنة الممانعة؟ الويل لمن يخالف هذا الرأي فهو بلا شك عميل لنظام آل سعود. ثم يظهر آل سعود في الصورة يدعمون وريث عبد الناصر فتضطرب الأشداق الواسعة ويتطاير اللّعاب في وجه الكاميرا. كان مرسي سيبيع جزءا من غزة ليتم التهجير والتوطين. طيب ها نحن نرى ما يجري فأكملوا قصيدة تمجيد العسكر الذي يقطع شرايين غزة ويربط بأحكام علاقته مع تل أبيب. لنستعد نظرية المؤامرة الكونية على الأمة العربية ذات الرسالة الخالدة.
إنها المنجاة من الفضيحة
أين فلسطين؟ إنها خريطة على الجدار خلف المتكلم.
اللّعنة... ثم يظهر المنصف المرزوقي مرة أخرى مزايدا بفك الحصار على غزة. وقد خلنا الأمر انتهى بثورة 30 يونيو المجيدة. لقد قطعنا عليه الطريق وأخرجناه من الصورة وبقيت القضية ملكنا نناضل من أجلها وحدنا ونحتل الشاشات ونقبض. من أين عاد هذا المخلوق الغريب؟ ثم يضع نفسه هدفا على سفينة فقيرة؟ يا له من مزايد، ماذا لو قتلوه؟ سنرتاح حتما من مزايداته. لكنه جثة على السفينة سيكون قنبلة على وجودنا. نحن لم نذهب مثله. يمكننا التذرع بأن الظرف القومي غير موات وأن الوضع الدولي غير متحمس وأن بان كي مون قد يعرب عن قلقه. لكن متى كان الوضع المحتل راغبا في التحرير. هل من محتل واحد في تواريخ الغزو خجل من فعلته وحمل حقائبه واعتذر للمحتلين؟ ألسنا نحن من نغنّي في ذكرى الهزائم.. ارم الكلمة في بطن الظلمة؟ يعود الزجالون ليعذبونا من جديد.
لنتوجه إلى الكاميرا ولننثر اللّعاب على الشاشات. إنها مزايدة من المرزوقي ليسرق الأضواء ويتحول إلى قائد أممي. طيب أيها الحنجوري الفصيح. ما منعك أن تكون على سفينة أخرى بجانبه وتزايد؟ طيب أنت لا تريد أن تشاركه؟ جَمِّع قافلة وحدك وسر، برا أو بحرا واقتحم المعابر وحرّر أهل الأرض من الحاجة؟ مرَّ مثلا عبر أرض الكنانة التي يحرسها جيش مصر العظيم ويقودها وريث عبد الناصر قل له يا حبيب الملايين نريد أن نعبر إلى غزة بقافلة دواء أعتقد أنه قومي عربي، هو أيضا سيفتح لك الطريق، سجل موقفك وعد. آه غزة هي حماس إذن ادخل على الضفة حتى لا تستفيد حماس ربما وجدت دحلان فهو قائد أممي لا يخون أبدا.
أحزاب الهوى لا يعتد بها
وقفنا على الحقيقة بعد طول خديعة. كنا نطرح السؤال دوما ونخشى أن نقف على هذا المواقف المزايدة بقضية تحرير فلسطين لقد وجدناها تخصصا أكاديميا للأحزاب القومية وقد اتسعت أفواههم بصورايخ صدام على فلسطين رغم أن شقا قوميا كان يراها عبثية (بالمناسبة هم فرق متعددة داخل الفكرة الواحدة حتى أنهم لا يجيبون أبدا على السؤال إذا كنتم تنوون الوحدة العربية بين ربع مليار مواطن فكيف لم تتحدوا في ما بينكم؟). ولدنا ووجدناها تتحكم في الملف فلا يدخل عليها فيه دخيل وخاصة إذا كان إسلاميا يضع قضية فلسطين ضمن أهدافه أو يعلنها ضمن خطابه. الصورة تتضح أكثر الآن.
هناك قضايا لا يجب أن تحل لأن حلها ينهي وجود المدافعين عنها. لقد بنى وجوده وكيانه على وجود المشكل فإذا عولج وانتهى، انتهى وجوده أيضا. إن وجوده ليس فقط وجودا خطابيا إنه مصدر رزق عميم. لذلك يكثر المترحِّمون على القذافي في أماكن كثيرة. لقد كان مصدر رزق لهم ثم انقطع الرزق بموت الأخ القائد. كان هو أحد المزايدين بقضية فلسطين ولم يوجه رصاصة إلى العدو الأقرب إليه. رغم كلّ الحروب التي خاضها في كل مكان. وكان يصطنع له بالمال أنصارا وكانت قضية الأرض المحتلة ملفا جيدا للحديث. أما التحرير فمؤجل والويل لمن يقترب من الموضوع. إنه يهدد مصدر المجد للزعيم القائد ومصدر الرزق للمناضل الحنجوري.
قد نسجل هذه الأيام خيبات كثيرة من الثورة العربية ونقول إنها لم تحسم أمرها وربما ارتدت على أعقابها ولكنها قدمت لنا خدمة جليلة. لقد محَّصَتِ الصَّفَّ النِّضالي وعرفنا الصادقين من الكَذَبَة. انتهت خديعة النّضال الحنجوري. ظهر الكَذَبَة على حقيقتهم. أحزاب مزيفة ومناضلو تلفزيون إذا فتح لهم باب الميادين خَنِسُوا. لقد قادت الثورة المضطربة بَعْدُ معركة وعي بالقضية فتبين أن مالكيها ليسوا إلا أدعياء. وأن القضية لا تعنيهم في شيء. وهذا الوعي سمح لنا بتنظيف مكتبتنا من ترهات كثيرة كنا نعتقد أن المرور بها ضروري لفهم القضية وتمجيد من يدافع عنها.
أحزاب الهوى سقطت ولا تريد أن تتوب عن رش البصاق في وجوهنا. فيا بيرم الجبار ألهمنا الزجل؛ فإن الوضع يسمح بالسخرية، بل إن باعة الفجل السياسي أضافوا فوق العار مسخرة.
لقد كان أصلا تجاريا فإذا تحرر من متملكيه لمات الكّذابون جميعهم فأصل وجودهم معركة يؤجلونها ويأكلون بها خبزا رخيصا على موائد الأنظمة. فإذا ارتجت الصورة بما قد يفتح الطريق إلى القدس. كأن يسقط نظام مبارك وريث السادات الخائن (على فرض أن سلفه قد حرر جزء من الأرض ولم تحرق طائراته في مرابضها). أو أن يسقط نظام بن علي الذي كان قبل اللحظة عميلا للصهاينة. وتتجه القوافل إلى غزة ويذهب الرسميون إليها فإن الظهور في غزة يصير تغطية على ظهور برنار ليفي في درنة. أما إذا اشتعلت معركة الرصاص المصبوب في غزة فيصير الأمر مسرحية تركية يقودها الإخوان لتحسين الوضع التفاوضي على تقاسم الأرض مع إيران، التي كانت صفوية فارسية تخرب البوابة الشرقية فصارت بقدرة قادر حارسة الأمة ومحررة فلسطين. أليست ضامنة الممانعة؟ الويل لمن يخالف هذا الرأي فهو بلا شك عميل لنظام آل سعود. ثم يظهر آل سعود في الصورة يدعمون وريث عبد الناصر فتضطرب الأشداق الواسعة ويتطاير اللّعاب في وجه الكاميرا. كان مرسي سيبيع جزءا من غزة ليتم التهجير والتوطين. طيب ها نحن نرى ما يجري فأكملوا قصيدة تمجيد العسكر الذي يقطع شرايين غزة ويربط بأحكام علاقته مع تل أبيب. لنستعد نظرية المؤامرة الكونية على الأمة العربية ذات الرسالة الخالدة.
إنها المنجاة من الفضيحة
أين فلسطين؟ إنها خريطة على الجدار خلف المتكلم.
اللّعنة... ثم يظهر المنصف المرزوقي مرة أخرى مزايدا بفك الحصار على غزة. وقد خلنا الأمر انتهى بثورة 30 يونيو المجيدة. لقد قطعنا عليه الطريق وأخرجناه من الصورة وبقيت القضية ملكنا نناضل من أجلها وحدنا ونحتل الشاشات ونقبض. من أين عاد هذا المخلوق الغريب؟ ثم يضع نفسه هدفا على سفينة فقيرة؟ يا له من مزايد، ماذا لو قتلوه؟ سنرتاح حتما من مزايداته. لكنه جثة على السفينة سيكون قنبلة على وجودنا. نحن لم نذهب مثله. يمكننا التذرع بأن الظرف القومي غير موات وأن الوضع الدولي غير متحمس وأن بان كي مون قد يعرب عن قلقه. لكن متى كان الوضع المحتل راغبا في التحرير. هل من محتل واحد في تواريخ الغزو خجل من فعلته وحمل حقائبه واعتذر للمحتلين؟ ألسنا نحن من نغنّي في ذكرى الهزائم.. ارم الكلمة في بطن الظلمة؟ يعود الزجالون ليعذبونا من جديد.
لنتوجه إلى الكاميرا ولننثر اللّعاب على الشاشات. إنها مزايدة من المرزوقي ليسرق الأضواء ويتحول إلى قائد أممي. طيب أيها الحنجوري الفصيح. ما منعك أن تكون على سفينة أخرى بجانبه وتزايد؟ طيب أنت لا تريد أن تشاركه؟ جَمِّع قافلة وحدك وسر، برا أو بحرا واقتحم المعابر وحرّر أهل الأرض من الحاجة؟ مرَّ مثلا عبر أرض الكنانة التي يحرسها جيش مصر العظيم ويقودها وريث عبد الناصر قل له يا حبيب الملايين نريد أن نعبر إلى غزة بقافلة دواء أعتقد أنه قومي عربي، هو أيضا سيفتح لك الطريق، سجل موقفك وعد. آه غزة هي حماس إذن ادخل على الضفة حتى لا تستفيد حماس ربما وجدت دحلان فهو قائد أممي لا يخون أبدا.
أحزاب الهوى لا يعتد بها
وقفنا على الحقيقة بعد طول خديعة. كنا نطرح السؤال دوما ونخشى أن نقف على هذا المواقف المزايدة بقضية تحرير فلسطين لقد وجدناها تخصصا أكاديميا للأحزاب القومية وقد اتسعت أفواههم بصورايخ صدام على فلسطين رغم أن شقا قوميا كان يراها عبثية (بالمناسبة هم فرق متعددة داخل الفكرة الواحدة حتى أنهم لا يجيبون أبدا على السؤال إذا كنتم تنوون الوحدة العربية بين ربع مليار مواطن فكيف لم تتحدوا في ما بينكم؟). ولدنا ووجدناها تتحكم في الملف فلا يدخل عليها فيه دخيل وخاصة إذا كان إسلاميا يضع قضية فلسطين ضمن أهدافه أو يعلنها ضمن خطابه. الصورة تتضح أكثر الآن.
هناك قضايا لا يجب أن تحل لأن حلها ينهي وجود المدافعين عنها. لقد بنى وجوده وكيانه على وجود المشكل فإذا عولج وانتهى، انتهى وجوده أيضا. إن وجوده ليس فقط وجودا خطابيا إنه مصدر رزق عميم. لذلك يكثر المترحِّمون على القذافي في أماكن كثيرة. لقد كان مصدر رزق لهم ثم انقطع الرزق بموت الأخ القائد. كان هو أحد المزايدين بقضية فلسطين ولم يوجه رصاصة إلى العدو الأقرب إليه. رغم كلّ الحروب التي خاضها في كل مكان. وكان يصطنع له بالمال أنصارا وكانت قضية الأرض المحتلة ملفا جيدا للحديث. أما التحرير فمؤجل والويل لمن يقترب من الموضوع. إنه يهدد مصدر المجد للزعيم القائد ومصدر الرزق للمناضل الحنجوري.
قد نسجل هذه الأيام خيبات كثيرة من الثورة العربية ونقول إنها لم تحسم أمرها وربما ارتدت على أعقابها ولكنها قدمت لنا خدمة جليلة. لقد محَّصَتِ الصَّفَّ النِّضالي وعرفنا الصادقين من الكَذَبَة. انتهت خديعة النّضال الحنجوري. ظهر الكَذَبَة على حقيقتهم. أحزاب مزيفة ومناضلو تلفزيون إذا فتح لهم باب الميادين خَنِسُوا. لقد قادت الثورة المضطربة بَعْدُ معركة وعي بالقضية فتبين أن مالكيها ليسوا إلا أدعياء. وأن القضية لا تعنيهم في شيء. وهذا الوعي سمح لنا بتنظيف مكتبتنا من ترهات كثيرة كنا نعتقد أن المرور بها ضروري لفهم القضية وتمجيد من يدافع عنها.
أحزاب الهوى سقطت ولا تريد أن تتوب عن رش البصاق في وجوهنا. فيا بيرم الجبار ألهمنا الزجل؛ فإن الوضع يسمح بالسخرية، بل إن باعة الفجل السياسي أضافوا فوق العار مسخرة.
شارك
المزيد حول هذا الموضوع
المزيد من هذا الكاتب
