قال المحلل العسكري الإسرائيلي عاموس هرئيل إن كلا من
إيران وروسيا مستعدتان لمواصلة دعم الأسد وإنقاذ نظامه رغم كل الهزائم التي لحقت به مؤخرا.
وأشار هرئيل في مقالته بصحيفة "هآرتس" الاثنين، إلى أن هذه الاستماتة من أجل إنقاذ الأسد تقف وراءها المصالح الإيرانية في السعي للهيمنة على الإقليم، والمصالح الروسية في استمرار الوصول العسكري إلى المنطقة عبر ميناء طرطوس.
ونوه إلى أن التقديرات المتبلورة في جهاز الأمن الإسرائيلي، تؤكد استعداد إيران وروسيا للذهاب بعيدا مع
نظام الأسد، مشددا على أنهما ستواصلان مساعدة الأسد بالمشورة، بالمعلومات الاستخبارية وبالوسائل القتالية. وذلك من أجل استقرار وضعه ومنع تقدم الجبهات الجديدة التي توحد منظمات الثوار السنية نحو المناطق التي تبقت تحت سيطرة النظام.
وأشار هرئيل إلى أن قوات الأسد تكبدت هزائم فادحة مؤخرا في منطقة إدلب في شمال
سوريا، وفي منطقة تدمر في جنوب شرق الدولة وكذا شمالي بلدة درعا التي تقع في القسم الجنوبي من سوريا. واضطر الجيش السوري إلى إخلاء قواته من بعض المناطق، مثل جبل الدروز قرب الحدود مع الأردن ونقلها نحو دمشق، وكذا نحو الجيب العلوي في شمال غرب الدولة.
واستدرك بالقول: "ولكن يبدو أن إيران وروسيا، مصممتان على بقاء النظام. وعلى هذه الخلفية أعاد جيش الأسد انتشاره، ضمن أمور أخرى من خلال إقامة خط استحكامات جديد شرقي دمشق لوقف تقدم الثوار. ويعمل النظام على تقصير خطوطه الدفاعية والتركيز على حماية المناطق الحيوية من ناحيته، ويستعد للدفاع عن منطقة العاصمة وعن المنطقة العلوية ضد مزيد من هجمات الثوار. في بداية الشهر تدفقت تعزيزات إلى شمالي المنطقة العلوية، خوفا من أن تنجح جبهة الثوار في الشمال، التي توحد بين منظمات الثوار السنية في نيل انتصارات عسكرية في هوامش تلك المنطقة".
وقال هرئيل إن نظام الأسد على مدى أكثر من أربع سنوات من الحرب الأهلية تلقى كميات هائلة من السلاح والذخيرة من إيران وروسيا. ويمكن الافتراض أن يستمر هذا الميل في الأشهر التالية أيضا.
ونوه إلى أن إيران غير مستعدة للدفع بوحدات الحرس الثوري الخاص لجبهات القتال، وتكتفي بدور إعطاء المشورة والتوجيه من خلف الكواليس، رغم طلب الرئيس الأسد تعميق دورها.
وعلل ذلك بالقول إن طهران تخشى من أن المشاركة المباشرة لجنود إيرانيين يمكن أن تخرب على الاتصالات مع القوى العظمى بشأن الاتفاق النووي. وكما وصف ذلك مؤخرا مسؤول كبير في جهاز الأمن الإسرائيلي، فإن الإيرانيين "مستعدون للقتال حتى آخر قطرة دم لمتطوعي حزب الله في سوريا"، ولكن ليس التضحية برجالهم في الحرب.
وتابع هرئيل بالقول إن الأسد قلق من التحسن في القدرة التنفيذية للمعارضة السورية، والذي ينبع بشكل خاص من إرساليات سلاح متعاظمة تبادر إليها السعودية وقطر وتركيا، وتتضمن صواريخ مضادة للدبابات من نوع "تاو" التي تسمح للثوار بالإصابة الفتاكة والدقيقة نسبيا لدبابات الجيش السوري ولمواقع قواته في المدن المختلفة.
وأكد أن هناك انخفاضا مستمرا في القدرة التنفيذية والروح القتالية لوحدات جيش النظام السوري، المستنزفة من القتال المستمر. ومن المتوقع للنظام أن يحاول إعادة تنظيم الوحدات، التي فقدت الكثير من أفرادها، منهم القتلى والجرحى والأسرى، في المعارك المحتدمة في أرجاء الدولة.