قالت جماعة الحوثيين اليمنية الأربعاء أنها تريد العودة إلى محادثات سلام ترعاها الأمم المتحدة، لكن بعد التوقف الكامل للضربات الجوية التي يشنها تحالف تقوده السعودية ضد الجماعة منذ نحو شهر.
وقال المتحدث باسم الجماعة محمد عبد السلام في بيان نشر عبر موقع فيسبوك "نطالب وبعد التوقف التام للعدوان الغاشم على اليمن وفك الحصار الشامل على الشعب باستئناف الحوار السياسي برعاية الأمم المتحدة من حيث توقف جراء العدوان."
وطالب عبد السلام بإيقاف ما اعتبره "العدوان السعودي بشكل نهائي، وفك الحصار عن الشعب اليمني بصورة كاملة".
وأكد ناطق الحوثيين في بيان له الأربعاء، أن "الحوار والتفاهم منهج التزموا به في مواجهة المشاكل والأزمات"، مستدلا بمشاركتهم بمؤتمر الحوار الوطني التي اعتبرها "مشاركة إيجابية ومثمرة وبناءة، كما وصفها مبعوث الأمم المتحدة المستقيل لليمن جمال بن عمر"، وفق تعبيره.
وقال محمد عبدالسلام إن "الحوار كان منعقدا في فندق موفنبيك بصنعاء، برعاية الأمم المتحدة، حتى ليلة بدء العمليات العسكرية لتحالف عاصفة الحزم، ولم يغادر بن عمر البلاد إلا بعد العدوان بأيام"، على حد قوله.
وامتدح الناطق باسم جماعة "أنصار الله" (الحوثي)، جهود الأمم المتحدة في اليمن، الذي عدها بأنها "إيجابية، وأن مواقفها المعلنة ظلت إلى جانب دعم الحوار الوطني ولقاءات التفاهم، ورفض الحرب العدوانية على اليمن،"،مطالبا بـ"استئناف الحوار السياسي برعاية الأمم المتحدة من حيث توقف ـأي الحوارـ جراء عمليات التحالف العربي"، وفقا لبيانه التوضيحي.
وأوضح القيادي في جماعة الحوثي أن "مخرجات مؤتمر الحوار الوطني التي تم التوافق عليها لا تزال تمثل مرجعية توافقية، وتطبيقها هدف من أهداف ثورة الـ21 من أيلول/ سبتمبر"، تاريخ سقوط العاصمة صنعاء بأيديهم.
وأشار إلى أن اتفاق "السلم والشراكة" الذي تم التوافق عليه من كل الأطراف السياسية وبرعاية المبعوث الأممي السابق لليمن بن عمر، يمثل "اتفاقا مهما فيما يخص معالجة الاختلالات والتجاوزات لمخرجات مؤتمر الحوار الوطني، وخصوصا شكل الدولة وغيرها من القضايا ذات البعد الوطني".
واتهم الناطق باسم جماعة الحوثي تحالف عاصفة الحزم، بقيادة السعودية، بـ "ارتكاب جرائم بشعة بحق الشعب اليمني، أدت إلى سقوط آلاف، قتلى وجرحى، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى فرض حصار غاشم على البلاد، عبر منع دخول كافة المواد الغذائية والمشتقات النفطية والأدوية وغيرها من متطلبات الحياة، في انتهاك صارخ لكافة القوانين والأعراف الدولية"، داعيا إلى إدانته وتجريمه.
وأشارت جماعة الحوثي إلى أن" الدعم المالي والعسكري لتنظيم القاعدة، يأتي من قبل مخابرات إقليمية، على رأسها النظام السعودي، تحت غطاء قبلي، لتغذية الصراعات الطائفية والمناطقية، وتكريساً للهيمنة السعودية على اليمن"، مشيرة إلى أن "الصراع مع القاعدة لا يحكمه حوار ولا اتفاقات ولا معاهدات، وسنواجهه باعتباره خطرا يمثل تهديدا لليمن ولأمنه واستقراره".
واعتبر تحرك جماعته العسكري باتجاه المحافظات الجنوبية، بأنه " خطوة ضرورية لإيقاف تحرك العناصر التكفيرية والداعشية هناك".
ورغم إعلان المتحدث باسم تحالف "عاصفة الحزم"، العميد أحمد عسيري، الثلاثاء، وقف عمليات "العاصفة" التي استمرت نحو شهر، والبدء بعملية" إعادة الأمل" لليمنيين، مازالت تحركات مسلحي الحوثي وقوات علي صالح مستمرة في كل من عدن والضالع ولحج وتعز، حيث تدور معارك عنيفة مع المقاومة الشعبية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي.
أوباما يدعو إيران إلى المساهمة في حل سياسي
وفي سياق متصل، دعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما إيران إلى المساهمة في التوصل إلى حل سياسي بين مختلف أطراف النزاع في
اليمن حيث تتهم واشنطن طهران بتزويد المتمردين
الحوثيين بالأسلحة.
وصرح أوباما في مقابلة تم بثها مساء الثلاثاء على قناة إم إس إن بي سي "لقد أبلغنا الجانب الإيراني بضرورة المساهمة بحل، وبأن لا يكون جزءا من المشكلة"، مضيفا "آمل في أن نتوصل إلى تهدئة الوضع في اليمن"، ومشددا على "معاناة" العديد من سكان البلاد، مشيرا إلى أن "ما علينا القيام به هو جمع كل أطراف النزاع حول الطاولة والتوصل إلى حل سياسي".
وتنفي إيران تسليح المتمردين وتؤكد أنها قدمت مساعدات إنسانية فقط.
وأعلنت برناديت ميهان المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الاميركي أن "الشعب اليمني يستحق إجراء نقاش سليم حول دستوره الجديد، ويجب أن يكون بإمكانه المشاركة في اقتراع وطني حر وعادل".
وعند سؤال اوباما حول انتشار مجموعة من سفن النقل الإيرانية قرب سواحل اليمن أشار إلى أنها لا تزال في الوقت الحالي "ضمن المياه الدولية".
وأوضح أوباما أن الولايات المتحدة حذرت إيران من تسليم أسلحة إلى اليمن وهو من شأنه أن "يهدد الملاحة" في المنطقة.