قال الكاتب اللبناني، علي الأمين، إن قيام حزب الله بتشييع رسمي لعبد الملك الشامي في بيروت، يكشف أن قيادة الحرس الثوري أعطت حزب الله الدور المحوري في إدارة عملية الدعم الإيراني المالي والسياسي للحوثيين في معركتهم الحالية.
ونقل علي الأمين، وهو شيعي، في مقال نشره موقع "جنوبية" واطلع عليه "عربي21"، عن العديد من المتابعين للحدث اليمني من القريبين إلى حزب الله، حرصهم التأكيد على "أن قيادة الحرس الثوري أعطت حزب الله الدور المحوري في إدارة عملية الدعم الإيراني المالي والسياسي للحوثيين".
وسجل الأمين، أن "حزب الله يتجه إلى مزيد من الإعلان السياسي والميداني عن انخراطه في ما يسميه معركة الدفاع عن الشعب اليمني".
وقلل الكاتب من شأن "إحالة البعض إلى الدور الذي كان يضطلع به الراحل عبد الملك الشامي كمندوب وصلة الوصل الوثيقة بين قيادتي "حزب الله" وجماعة الحوثي "أنصار الله".
واعتبر أن "قرار دفن الشامي في بيروت، هو دعم لتحالف الحوثيين وقوات علي عبد الله صالح، في مواجهة الحلف العشري الذي تقوده السعودية دعما لما تسميه الشرعية اليمنية".
وأضاف: "في هذا السياق يمكن إدراج المهرجان الجماهيري المرتقب لحزب الله يوم الجمعة المقبل دعما لجبهة "الحوثيين/ صالح" في الضاحية الجنوبية لبيروت، على أنه خطوة إضافية في إظهار انخراط حزب الله الصريح في الحرب اليمنية".
وأوضح الكاتب أن "المتابعين يدركون أن حزب الله بات يتعامل مع فكرة كونه طرفا داعما ومنظما للقوات الحوثية على أنه مجال فخر وتهمة لا يبدو أنه ينكرها".
وشدد على أن "خطوات حزب الله، من تشييع الشامي إلى المهرجان التضامني، باعتبارها حدثا عاديا، تعكس مرحلة جديدة من التصعيد، الذي يستدرج لبنان بقواه المتنازعة للإنتقال من مرحلة التضامن بالمواقف السياسية مع طرف من طرفي النزاع في اليمن، إلى مرحلة المهرجانات التضامنية التي يمكن أن تنتج خطوات مقابلة دعما للرئيس عبد ربه هادي منصور ولعاصفة الحزم".
وتساءل عن الأسباب التي جعلت الشامي لا "يدفن في طهران، ولم يدفن في العاصمة السورية التي أقام فيها لأكثر من عقد من الزمن حين كان طالبا للعلوم الدينية في حوزة الإمام الخميني التي تشرف عليها إيران".
واعتبر أن قيام "حزب الله بتشييع عبد الملك الشامي في بيروت الإثنين (...) تعبير عن حجم انخراط حزب الله في الحرب اليمنية إلى جانب الحوثيين (أنصار الله)".
ودفن الشامي إلى جانب ضريح القيادي بحزب الله عماد مغنية، في روضة الشهيدين، وكان يعالج في طهران إثر إصابته خلال التفجير "الانتحاري" الذي طال مسجدا في العاصمة اليمنية صنعاء الشهر المنصرم، وأعلن يومها تنظيم الدولة مسؤوليته عن التفجير.
وأشار الكاتب إلى أن "المرحلة المقبلة تتجه نحو مزيد من التصعيد في اليمن، في ظل عدم قدرة أي من الأطراف المتصارعة على الحسم العسكري، وفي موازاة عدم نضوج أي مشروع لتسوية سياسية".
وتوقع أن "يشهد الميدان السوري تصعيدا مقابلا، وسط مؤشرات عدة تدل على أن سورية تشهد، على صعيد الأطراف الداعمة للمعارضات السورية، مستوى من التنسيق الذي تسعى إلى ترجمته ميدانيا من خلال تحقيق خطوات على صعيد التنسيق بين مختلف فصائل المعارضة".
ورأى الأمين، أن "إيران من خلال سياستها الخارجية ومن خلال الدور الذي يضطلع به الحرس الثوري تبدو، في محصلة المشهد اليمني، وإزاء تصعيد المواجهة، غير مبالية بالاستنفار السني الواسع ضد تدخلها في اليمن".
وسجل أن قيادة الحرس الثوري، بحسب المصادر العربية في واشنطن، لم تعد مبالية بمدى التأييد الشعبي لدى السنة لخياراتها، بل هي مطمئنة إلى حصتها الشيعية، خصوصا أنها نجحت في دمج معظم أتباع المذهب الشيعي في العالم العربي ضمن مشروع إيران في المنطقة".