اختتم مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات في بيروت أعمال مؤتمره، الذي ناقش على مدار يومين موضوع
المصالحة الفلسطينية والتحديات التي تعترضها، بمشاركة نخبة من السياسيين الفلسطينيين وأكاديميين ومثقفين عرب وأجانب.
وهدف المؤتمر حسب مركز الزيتونة إلى "وضع النقاط على الحروف فيما يتعلق بالانقسام الفلسطيني وأسبابه، والحلول العملية لتجاوزه، وتوفير أجواء إيجابية مثمرة وجادّة لالتقاء قيادات سياسية فلسطينية وخبراء ومتخصصين ومهتمين بالشأن الفلسطيني".
كما سعى المؤتمر خلال جلساته النقاشية إلى "الاستفادة من الخبرة الجنوب إفريقية والعالمية في حلّ النزاعات، وتفعيل دور مؤسسات التفكير والدراسات في دعم صانع القرار الفلسطيني"، حيث شارك في تنظيم المؤتمر مركز إفريقيا والشرق الأوسط من جنوب إفريقيا.
تسريع خطوات المصالحة
وشهد اليوم الثاني والأخير من المؤتمر ثلاثة جلسات نقاشية، كان أبرزها الجلسة الأخيرة التي استعرضت مواقف حركتي
حماس وفتح من المصالحة، بالإضافة إلى رأي الفصائل الفلسطينية الأخرى.
وفي هذا الصدد رأى عضو المكتب السياسي لحركة حماس سامي خاطر أن هناك متغيرات وحقائق تدفع باتجاه إنجاز المصالحة والوحدة الوطنية، "في مقدمتها وصول مسار المفاوضات إلى طريق مسدود، وفوز حزب الليكود برئاسة بنيامين نتنياهو بانتخابات الكنيسيت، إضافة إلى الصمود الفلسطيني خلال عدوان 2014".
ولفت خاطر إلى أن المطلوب الآن "تسريع اتخاذ الحكومة بمهامها في قطاع غزة، والعمل على إعادة بناء قطاع غزة"، مشيراً إلى أن حماس أبدت استعدادها للمساعدة في ذلك، ومن الضروري العمل على تطبيق المصالحة كرزمة واحدة وبطريقة متوازنة وليس انتقائية".
وعن حركة
فتح طرح أمين سر الحركة في
لبنان ورقة عضو اللجنة المركز للحركة محمد اشتية، اقترح فيها التوافق على "خطة طريق لإنجاز المصالحة الكاملة"، داعياً إلى الالتزام بالاتفاقات التي وقعت في القاهرة والدوحة ومخيم الشاطئ بغزة.
وقال اشتية إن حركة فتح "قررت أن تتجاوز كافة التداعيات المؤلمة للانقسام، وأن تنخرط بجدية في الحوار مع حركة حماس"، مشدداً في الإطار ذاته على "ضرورة الحفاظ على حكومة الوفاق الوطني، وتمكينها من أخذ دورها في الضفة وقطاع غزة، وضرورة اجتماع الإطار القيادي المؤقت كي يأخذ دوره".
حوار وطني شامل
من ناحيته طالب عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين كايد الغول في الورقة التي قدمها بـ"البدء بحوار وطني شامل وعميق من أجل وضع استراتيجية وطنية شاملة، تعيد التأكيد على الحقوق الوطنية كافة، وعلى استخدام وتفعيل كل وسائل المقاومة".
ورأى الغول أن "الانقسام بواقعه ونتائجه وبغض النظر عن دوافعه، قد حقق مخطط إسرائيل بإشغال الفلسطينيين بسلطة يختلفون ويتقاتلون عليها"، داعياً إلى التسريع بعقد اجتماع الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير الفلسطيني، والعمل على انتظام اجتماعاتها لمعالجة أي عقبات قد تعترض المصالحة.
أما الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي، فدعا من جانبه إلى تصعيد المقاومة، وأكد ضرورة الحاجة الفلسطينية إلى استراتيجية جامعة، "فالوحدة لا تعني ضبط المقاومة بل تصعيدها، وهناك حاجة إلى النضال بكافة أشكال المقاومة"، لافتاً إلى تفعيل عملية مقاطعة البضائع الإسرائيلية المتمثلة بحركة BDS.