نشرت جريدة لوموند الفرنسية مقالاً حول الانتقال الديمقراطي في
تونس إثر العملية التي استهدفت متحف
باردو، وخلفت 19 قتيلاً وأكثر من 40 جريحاً.
ورأى المقال أن استهداف تونس ليس بالعملية الاعتباطية، حيث تمثل النموذج الذي لا يرغب فيه
الإرهابيون. فتونس أثبتت أن الثقافة الإسلامية لا تقف حاجزاً أمام تحقيق
الديمقراطية، وإنجاز دستور حداثي يمنح للمرأة حقوقاً كالرجل، وهو مالا تقبله "همجية الإرهابيين الذين يتخفون وراء الإسلام ليحجبوا عجزهم عن التفكير أو ليضغطوا على زناد السلاح ليستهدفوا مدنيين عزل".
وأضاف المقال أن الإرهابيين الذين فتحوا النار على السياح بباردو لم يحصدوا أرواحاً بشرية، فحسب، بل اغتالوا كذلك عن وعي أو دونه الآمال بنجاح الموسم السياحي الذي يمثل أحد أهم أعمدة السياحة.
وأشار المقال إلى رمزية مكان تنفيذ العملية، حيث تضم المنطقة البرلمان التونسي والمتحف الأثري، حيث فتحت النار على "كل شيء يتحرك" حسب شاهد عيان، ليستمر الرعب أربع ساعات قبل أن يقتل الأمن إرهابيين ويعتقل الثالث، وتنتهي العملية بحصيلة 19 قتيلاً بينهم 17 أجنبياً، منهم فرنسيان.
وذكر المقال أن العملية هي الأولى من نوعها باستهدافها مدنيين في تونس، إذ تتحصن جماعة إرهابية بمناطق جبلية شمال غرب البلاد وتتمثل عملياتها عادة في استهداف الأمن والجيش. وتضم الجماعة في صفوفها تونسيين، حيث يتأثر قسم من شباب تونس بالخطاب الجهادي، ويقاتل الآلاف في صفوف "داعش" أو تنظيمات مماثلة. وقد سجلت الفترة الأخيرة عودة 500 منهم.
ونقل المقال عن مصادر رسمية أن منفذي العملية شابان يبلغان من العمر 20 عاماً.
وأضاف المقال أن تونس تعاني من صدى الفوضى الحاصلة في ليبيا. فتونس التي مثلت أولى محطات الربيع العربي الذي أطاح بالديكتاتور الفاسد زين العابدين بن علي، شهدت عدة انتخابات حرة لترسخ الديمقراطية في الممارسة السياسية.
وختم المقال بأن تونس كذّبت كل من قال إن العرب أمام خيارين لا ثالث لهما، إما الديكتاتورية العسكرية أو الطغيان الإسلامي. لذلك وجب مساعدتها لا إلغاء السفر إليها.