مراقبون: السيسي يعتذر لأمير قطر علنا ويسمح بسبّ أمه سرا

اتهم مراقبون عبدالفتاح السيسي بأنه "شخص ذو وجهين"، مشيرين إلى أنه صرح بأنه اعتذر لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني عن تجاوزات الإعلام المصري في حق والدته الشيخة موزة بنت ناصر المسند، في حين سمح لمدير مكتبه اللواء عباس كامل بتوجيه سباب جارح إليها سرا، حسبما اتضح في تسريبات قناة "مكملين" الفضائية خلال حوار دار بينهما في مكتبه، وهو وزير للدفاع.
 
وكان السيسي، كشف -في حوار مع صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية، الصادرة السبت- عن أنه تقدم بالاعتذار إلى الشيخ تميم عن أي إساءات صدرت من الإعلام المصري تجاه والدته.
 
وقال السيسي: "اعتذرت للشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير قطر، عن أي إساءات صدرت ضد والدته الشيخة موزة بنت ناصر المسند في الإعلام المصري، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة".
 
وعن سبب اعتذاره، قال "السيسي": "لا يمكن الإساءة إلى المرأة العربية بأي شكل من الأشكال، ولذلك أنا قلت لأمير قطر: من فضلك بلغها عني الاعتذار؛ لأنني لا أقبل مثل هذه الإساءات، ليس إلى سيدة من قطر فقط، وإنما إلى أي سيدة من أي مكان في العالم".
 
وكان التسريب الذي أذاعته قناة "مكملين" الفضائية قال فيه اللواء عباس كامل مدير مكتب السيسي: "حتى بتاع قطر (ابن الـ...)، البنك بتاعه ده اللي هو قطر الوطني.. ده ولا مش عارف إيه.. البت بتتكلم من أسبوع كدا، ولا من عشر أيام، إن الاحتياطي 900 مليار".
 
وتعلق التسريب باجتماع عقد في شباط/ فبراير 2014، أي قبل تولي السيسي الرئاسة، وضم وزير الدفاع السيسي، ومدير مكتبه عباس كامل، وعضو المجلس العسكري رئيس الأركان محمود حجازي، ولهذا دعت قناة "مكملين" ملك السعودية وأمير قطر لمتابعته إلى جانب الشعبين السعودي والقطري.
 
وعدّ مراقبون أن هذا التسريب الأخير هو الأخطر بين التسريبات، إذ كشف عن العديد من التجاوزات غير المسبوقة في تناول أطراف التسريب الثلاثة: عبد الفتاح السيسي، وعباس كامل، ومحمود حجازي، في حق حلفائهم من دول الخليج، إضافة إلى إفشاء عباس كامل أسرار المجلس الأعلى للقوات المسلحة عبر اتصاله بفهد العسكر الذي يتولى إدارة مكتب رئيس الديوان الملكي السعودي، خالد التويجري، خلال تلك الفترة؛ لإبلاغه بأن المجلس العسكري سوف يوافق على ترشيح السيسي لرئاسة الجمهورية.
 
ونعت عباس كامل والدة الشيخ تميم بلفظ فاحش وقبيح للغاية، لذلك حجبته قناة "مكملين"، لكن مواقع إلكترونية صرحت به، وهو لفظ يُطلق على المرأة سيئة السمعة، وينتشر على ألسنة البلطجية، ومدمني المخدرات، وفي الحواري والمناطق الشعبية في مصر.
 
ويسود توتر في العلاقات بين البلدين حاليا على إثر قيام قطر بسحب سفيرها من القاهرة، احتجاجا على اتهام مندوب مصر في جامعة الدول العربية لقطر بدعم الإرهاب، في أعقاب تحفظها على قرار مجلس الجامعة بتأييد الضربات المصرية الجوية لأهداف في ليبيا، ردا على قيام "تنظيم الدولة" بذبح 21 مصريا مسيحيا.
 
وتتداول وسائل الإعلام العربية حاليا أنباء حول جهود للوساطة تقودها السعودية من أجل تهيئة الأجواء لمصالحة بين البلدين، وذلك مع زيارة السيسي للسعودية، الأحد، وكان أمير قطر قد زار الرياض في الأسبوع الماضي، وصرح لدى زيارته قبل أيام إلى الولايات المتحدة بأن بلاده حريصة على الاستقرار في مصر.